أحداد: “أذكر جيدا كيف دافع عني الراحل دون أن يتلقى درهما واحدا”
حكى الصحافي بمعهد الجزيرة للإعلام محمد أحداد تفاصيلا عن علاقته بالحقوقي والمحامي الراحل عبد العزيز النويضي، والتي تعود فصولها إلى اتصال مفاجئ للراحل به، يطلب النيابة عنه في ملف محاكمته ضد الوزير السابق عبد الصمد قيوح.
وقال خلال نعيه للراحل في حديث لـ”صوت المغرب” صباح اليوم 3 ماي الجاري، إن ” عبد العزيز النويضي لم يتلق لقاء ذلك ولو درهما واحدا” وذلك بالرغم من أن الجريدة التي كان يشتغل بها الصحافي محمد أحداد وقتها كانت مستعدة لدفع كل أتعابه، وفق شهادة أحداد.
وتابع المتحدث ذاته أن “الذي يتذكره جيدا الآن أنه دافع عنه في كل محاكمة وكان يأتي باكرا ويتابع كل تفصيل قانوني ويتصل به كل صباح ومساء ويعد دفاعه بشكل دقيق وبمقاربة قانونية بحتة” مضيفا أنه “حينما كان يحتاج المجال للانزياح قليلا إلى السياسة يفعل ذلك دون أن يخلع جلباب المحامي”.
وواصل أحداد حكيه عن علاقته بالراحل والتي قال إنها توطدت فيما بعد بمرور الأيام، هذه العلاقة التي يعترف الصحافي أنها لم تكن صارمة كما جرت العادة بين أي صحافي ومصدره، بل “كان أنيقا ومعتدلا في علاقته بالصحافيين” وفق تعبيره.
وتابع أن “الراحل لم يكن يبخل بالمعلومات ولا بالاستشارات القانونية في الكثير من الأحيان خاصة حينما ازدادت وتيرة المحاكمات ضد الصحافيين”.
ولم تتوقف علاقة الصحافي محمد أحداد بالراحل عبد العزيز النويضي كمحام، بل شاءت الأقدار مرة أخرى أن يلتقوا في محاكمة ثانية عرض فيها الراحل الدفاع في قضية ما بات يعرف بـ”الأخبار الصحيحة” في مواجهة رئيس مجلس المستشارين السابق حكيم بنشماش.
قال إنه “تطوع للدفاع عن الصحافيين الأربعة الذين كان هو من ضمنهم إلى جانب البرلماني عبد الحق حيسان” وتابع أنه كان “كما معهودا فيه في السابق فقد كان حريصا على متابعة أدق تفاصيل المحاكمة”.
وأكد الصحافي أنه حتى حينما غادر البلاد واستقر بالدوحة “ظل الراحل عبد العزيز النويضي يتصل به ليخبره عن مآلات المحاكمة حينما وصلت إلى ردهات محكمة النقض”.
وختم الصحافي محمد أحداد شهادته في حق الحقوقي الراحل قائلا إنه “يتذكر اليوم الراحل الأستاذ عبد العزيز النويضي، ليس محاميا بتجربته الشخصية معه فحسب، بل يتذكره مدافعا عن حقوق الإنسان” معتبرا أن “أهم ما ميز هذا الدفاع أنه كان معتدلا خاصة أنه عاش تجربة مهمة وثقها في كتاب جيد جدا وهي تجربة عبد الرحمان اليوسفي”.