آيت ياسين: أسطول الصمود لم تحركه أي أجندات سياسية وبن غفير حاول تصويرنا كـ“إرهابيين”

نفى الصحافي المغربي يونس آيت ياسين، المراسل بقناة الجزيرة وأحد المشاركين في “أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة”، أن تكون وراء هذه القوافل أو السفن أي أجندة سياسية أو انتماءات تنظيمية، مؤكّدًا أن الأسطول “مبادرة إنسانية تطوعية خالصة، لا تمثل أي جهة سياسية أو دينية، بل تعبير عن ضمير إنساني رفض أن يبقى متفرجًا على ما يجري في غزة”.
وأوضح آيت ياسين في برنامج “لقاء خاص” الذي يبث منصات “صوت المغرب” أن المشاركين “جاؤوا من مختلف أنحاء العالم، مدفوعين بالإحباط من تقاعس الحكومات والمجتمع الدولي تجاه غزة، فقرروا أن يفعلوا ما لم تفعله الدول”، مضيفًا أن أبرز الوجوه في الأسطول هو الناشط البرازيلي تياغو أفِيلا، وهو “يهودي برازيلي سبق أن شارك في أكثر من رحلة مماثلة نحو غزة”، إلى جانب الناشطة الألمانية من أصل تركي ياسمين أجار، ضمن لجنة توجيهية تنسق العمل.
وقال المتحدث إن المنظمين “يعترفون بوقوع أخطاء تنظيمية محدودة”، لكنها لا تغيّر من حقيقة أن “الأسطول هو جهد فردي وجماعي نابع من قيم إنسانية، يسعى إلى لفت أنظار العالم إلى مأساة الحصار المفروض على القطاع”، مشدّدًا في الوقت ذاته على أن “القائمين عليه يصرّون على الطابع اللاعنفي لتحركاتهم، وأنهم لا يلجؤون إلى العنف بأي شكل من الأشكال”.
وأضاف آيت ياسين أن “الأسطول يستند في تحركه إلى القانون الدولي وقرارات المحكمة الجنائية الدولية، التي تؤكد ضرورة إدخال المساعدات إلى غزة، وتعتبر أن منعها يشكل جريمة، لذلك فإن هذه المبادرة هي شكل من تحمّل الأفراد لمسؤوليتهم الأخلاقية حين تتخلى الدول عن واجبها”.
وأشار إلى أنه شارك في الرحلة بصفته صحفيًا، لأنها تجربة ذات قيمة إخبارية وإنسانية عالية جدًا، مردفا “فكان من واجبي أن أوثقها وأغطيها ميدانيًا”.
وعن لحظة اعتراض السفينة من قبل البحرية الإسرائيلية، قال آيت ياسين: “في تلك الليلة، اقتربت منا سفينة حربية لمسافة لا تتجاوز عشرة أقدام، حتى ظننا أنها ستصطدم بنا، ثم أطلقت ما يشبه موجة كهرومغناطيسية عطلت كل أنظمة الاتصال في سفينتنا، بما في ذلك أجهزة ’ستارلينك‘ والأنظمة الداخلية.”
وأوضح أن “الاتصال انقطع كليًا مع العالم الخارجي، وبعض الأجهزة احترقت، واضطررنا إلى رميها في البحر، كما ألقينا هواتفنا عندما اقتربت السفن الحربية”.
وبعد اقتحام السفينة واقتيادهم إلى ميناء أسدود، قال: “قضينا نحو ساعة ونصف على اليابسة مكبّلين، ثم حضر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بنفسه، مصحوبًا بمصوره الخاص، في محاولة لالتقاط مشهد دعائي يصورنا كـ‘إرهابيين‘، لكن عدداً من المشاركين تصدى له هاتفين: ‘أنت الإرهابي! حرروا فلسطين!’.”
واسترسل آيت ياسين قائلاً: “بعدها، صدرت الأوامر بتقييد أيدينا إلى الخلف باستخدام أربطة بلاستيكية مؤلمة للغاية، وكان أمامنا مشهد إنساني صعب لسيدة ألمانية في السبعين من عمرها تعيش في البرتغال، قالت لي بهدوء حين سألتها عن سبب مجيئها أنها لم تعد تستطيع البقاء مكتوفة اليدين أمام ما يحدث في غزة، وأن أقل ما يمكنها فعله هو أن تساعد أو تتكلم”، مضيفا “لقد تأثرت بشجاعتها، خصوصًا وهي مكبّلة اليدين طوال أربع ساعات في العراء دون غطاء أو ماء.”
وتابع الصحافي المغربي قائلاً: “بقينا 24 ساعة دون طعام أو شراب، في ظروف قاسية جدًا، لكنّ إصرار المشاركين على المبدأ الإنساني الذي خرجوا من أجله ظلّ أقوى من كل محاولات الترهيب.”
لمشاهدة اللقاء كاملا المرجو الضغط على الرابط