آرون بوشنل.. “بوعزيزي أمريكا” الذي احتج حرقا على إبادة غزة
كانت النيران تلتهم جسده، بينما ظل ثابتا يصرخ “الحرية لفلسطين”، إنه الطيار الأمريكي الشاب آرون بوشنل الذي اختار أن ينهي حياته حرقا، حينما لم يعد قادرا على تحمل المشاهد الأليمة القادمة من غزة، وهو الأمر الذي عبر عنه في بث مباشر لحظات قبل الإقدام على إضرام النار في جسده.
وفارق الحياة آرون بوشنل أول أمس الاثنين 27 فبراير الجاري، أمام سفارة إسرائيل بواشنطن والتي كانت طوال أشهر مسرحا للاحتجاج ضد فظاعات الاحتلال، إلا أن ما قام به آرون سيظل وصمة صعبة الانمحاء.
الجندي الإنسان
يبلغ آرون بوشنل من العمر 25 ربيعا، ووفقا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز، نقلا عن المتحدثة باسم القوات الجوية الأمريكية، فإن الجندي الراحل طيار أمريكي يعمل في الخدمة العسكرية حاليا.
وكانت هذه آخر كلمات قالها آرون في بث مباشر أثناء توجهه إلى السفارة الإسرائيلية بواشنطن “أنا على وشك الانخراط في عمل احتجاجي عنيف للغاية، ولكنه مقارنة بما يعيشه الناس في فلسطين على أيدي الاحتلال، فإنه ليس عنيفا ولا متطرفًا على الإطلاق.. هذا الوضع المأساوي قررت طبقتنا الحاكمة أن يكون طبيعيا”.
وبعد أن وصل آرون مرتديا زيه العسكري إلى البوابة الخارجية للسفارة الإسرائيلية، سكب سائلا سريع الاشتعال على جسده ثم دون تردد أضرم النار فيه، حسبما وثقه مقطع البث الذي أطلق آرون بوشنل على حساب شخصي له بإحدى وسائل التواصل الاجتماعية.
وأقدم هذا الشاب الأمريكي على حرق نفسه أمام أنظار العالم، احتجاجا على ما تقترفه إسرائيل بحق الأطفال والنساء في غزة، وتنديدا كذلك بالتواطئ الأمريكي الذي تحظى به وقال في بثه المباشر “إنني لن أقبل أن أكون متواطئا منذ اللحظة مع الإبادة الجماعية بغزة”.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها شخص أمريكي، على قتل نفسه حرقا احتجاجا على جرائم الاحتلال، فقد تكررت حادثة مماثلة بنفس التقاصيل أوائل دجنبر من العام المنصرم.
عقيدة “البوعزيزي” في أمريكا
ويتعلق الأمر بمتظاهر أمريكي مناصر للقضية الفلسطينية، أصيب بجروح بالغة، بعد إضرام النار في نفسه أمام القنصلية الإسرائيلية في ولاية أطلانتا بجنوب شرق الولايات المتحدة، فيما عُثر على العلم الفلسطيني في مكان الواقعة، حسبما قالت السلطات المحلية وقتها.
وقال رئيس شرطة أطلانتا، دارين شيرباوم، في مؤتمر صحفي، إنه من المحتمل أن يكون ذلك “عملا متطرفا من الاحتجاج السياسي”، مضيفا “كان هناك علم فلسطيني في مكان الواقعة”.
ومن جهته، قال رئيس الإطفاء في أطلانتا، رودريك سميث، إن” حارس أمن لاحظ عند منتصف ذلك النهار أن شخصا كان يحاول إضرام النار بنفسه” خارج مبنى القنصلية. وأثناء محاولته منعه، أصيب حارس الأمن بحروق أيضا.
وأضاف سميث أن “الشخصين أصيبا بحروق” ونُقلا على وجه السرعة إلى المستشفى، مشيرا إلى أن حالة الشخص الذي حاول حرق نفسه “حرجة”.
وتشهد شوارع الولايات المتحدة الأمريكية طوفانا من المتظاهرين والمحتجين على جرائم إسرائيل في حق سكان قطاع غزة منذ اندلاع الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر المنصرم، وهي الاحتجاجات الاضخم منذ سنوات.