story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

وليد الرگراگي ومعضلة الدفاع

ص ص

مسؤولية الناخب الوطني وليد الرگراگي تزداد تعقيدا كلما اقترب موعد كأس إفريقيا للأمم.

محور الدفاع الذي كان نقطة قوة الفريق الوطني فيما مضى، والذي أبهر بصلابته العالم خلال مونديال قطر، أصبح اليوم مصدر قلق حقيقي للطاقم التقني للنخبة الوطنية و للجمهور الرياضي ، بعد توالي الإصابات وتراجع مستوى جل ركائزه، وأيضا لكثرة العناصر الجديدة التي تم تجريبها لكنها لم تحقق الإقناع التام.

الإصابة البليغة للعميد أشرف حكيمي والذي كنا نعول عليه رفقة نايف أكرد ، ليغطيا بقيمتهما الكروية كل النقائص، وكل الإختلالات المحتملة خلال المباريات القادمة .. جاءت كطارئ صاعق ليدق كل نواقيس الأخطار حول مستوى الفريق الوطني ككل، في ظل عدم تجريب هذا الدفاع أمام منتخبات قوية في القارة الإفريقية خلال المباريات الرسمية والودية منذ الإقصاء من ” كان” الكوت ديفوار ، واكتفاء الجامعة بتنظيم مواجهات إعدادية ضد منتخبات إفريقية مغمورة تختار اللعب أمام رابع العالم بالدفاع المتكتل، وهو الشيء الذي يبقي الغموض والتخوف من إنهيار -لا قدر الله- أمام خطوط الهجوم النارية للمنتخبات الإفريقية المتمرسة.

الإستنجاد بغانم سايس كان منتظرا، خصوصا بعد إصابة أشرف حكيمي مع باري سان جيرمان ، والشكوك التي تحوم حول مشاركته في الكان، ووجود عنصر مجرب ومتمرس في المواجهات الإفريقية كسايس، لا يمكن إلا أن يكون قرارا صائبا، رغم ما يمكن أن يقال عن تراجع مستواه البدني ولعبه في دوري خليجي لا يضمن تنافسية عالية للاعبين، فالظرف الحالي الموسوم بعدم وجود هامش للخطأ في الإختيارات البشرية ، أو لتجريب عناصر جديدة في مركز حساس ، يستدعي اللجوء إلى من يعرفون الفريق الوطني ومتطلباته خلال المواجهات الحاسمة .

كثيرون أصبحوا يطالبون باستدعاء العناصر المتألقة مع منتخب الشبان في مونديال الشيلي، ويرون أن لهم مكانا في المنتخب الأول خلال كأس إفريقيا القادمة ، وهي مطالب وجيهة ومنطقية وفيها الكثير من الصحة .. لكن هذا الأمر يمكن أن يكون طبيعيا وناجحا في منتخب آخر وقارة أخرى غير إفريقيا .. فمنظومة لعب الفريق الوطني المعطوبة التي يعتمدها وليد الرگراگي ليست بالمرونة التي تسمح بإدماج لاعبين جدد خصوصا الشباب ، وفي مركز حساس يثير قلق الجميع كالدفاع، وفي طقوس لعب إفريقي يُلجَأ فيه إلى وسائل لا علاقة لها بالتنافس الرياضي النزيه.

استدعاء عناصر من منتخب أقل من 20 سنة للمنتخب الأول خلال كأس إفريقيا المقبلة ، يمكن أن يتم عبر لاعبي خط الهجوم ، خصوصا عثمان معما وياسر الزابيري، على غرار ما فعله وليد الرگراگي في مونديال قطر عندما ضم لاعبين صغار السن مثل إلياس الشاعر وبلال الخنوس وأنس الزروري في اللائحة النهاية، وكلهم من لاعبي خط الوسط والوسط الهجومي، أما في خط الدفاع فالمغامرة بالإعتماد على لاعبين في مقتبل مشوارهم الرياضي في مسابقة صعبة ككأس إفريقيا يمكن أن “يحرقهم” ونضيع بالتالي في لاعبين واعدين أمامهم كل المستقبل ليكونوا ركيزة أساسية في تشكيلة الفريق الوطني.

في كل منتخبات العالم، أول ما يفعله الناخبون الوطنيون في استعداداتهم للبطولات المجمعة التي ينوون الذهاب بعيدا فيها، هو تقوية خط الدفاع وضمان صلابته ونسبة الإنسجام بين عناصره، فالدفاع هو قاعدة البناء التكتيكي الذي يمنح الأمان لباقي خطي الوسط والهجوم، وهو الذي يساهم اليوم في كرة القدم المعاصرة في أي منطلق للتنشيط الهجومي.. المعطى الذي يفرض على أغلب المدربين اللجوء إلى عناصر الخبرة والتمرس ليقودوا الفريق بكامله إلى نتيجة الفوز.

قبل كأس أوربا للأمم 2020، وسائل إعلام إيطالية، وجهت انتقادات لاذعة لروبيرتو مانشيني بسبب لائحته النهائية لمنتخب “الأزوري”، فواجهها بجملة واحد قائلا “انتقدوا كما شئتم، فقد تكون بعض انتقاداتكم صحيحة، إلا اختياري لجورجيو كيليني(36سنة) وليوناردو بونوتشي (34سنة) في متوسط الدفاع.. سيكون مخجلا أن تفشل إيطاليا بسبب ضعف دفاعها”… في الأخير فازت إيطاليا باللقب وشاهد العالم كيف أن خبرة خط الدفاع بقيادة “الكهلين” بونوتشي وكيليني كان لها دور حاسم في آخر إنجازات إيطاليا الكروية.