story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

من هزيمتين قاسيتين إلى انتصار تاريخي.. قصة تأهل دراماتيكي لأشبال المغرب

ص ص

في واحدة من أكثر لحظات كرة القدم المغربية إثارة في السنوات الأخيرة، تمكن المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة من تحقيق تأهل غير متوقّع إلى الدور الثاني من كأس العالم للفتيان قطر 2025، بعد أن وضع قدماً خارج البطولة بهزيمتين قاسيتين أمام كل من اليابان والبرتغال، قبل أن يعود من بعيد ويصنع ملحمة كروية بفوزه الكاسح على كاليدونيا الجديدة بنتيجة غير مسبوقة بلغت 16 هدفاً دون رد، ليضمن تأهله للدور المقبل كأحسن المنتخبات التي احتلت المركز الثالث.

وانطلقت منافسات كأس العالم لأقل من 17 سنة يوم الاثنين 3 نونبر 2025 بمشاركة قياسية بلغت 48 منتخباً، ضمنها المنتخب المغربي الذي أُدرج في المجموعة الثانية إلى جانب اليابان، البرتغال، وكاليدونيا الجديدة.

ولم تكن البداية موفقة لأشبال الأطلس، إذ استهلوا مشوارهم بهزيمة أمام المنتخب الياباني بنتيجة هدفين دون رد، في المباراة التي احتضنها ملعب “أسباير زون” بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث عجز الأشبال عن ترجمة أدائهم القوي في الدقائق الأولى إلى أهداف، ليغادروا اللقاء بخيبة أمل واضحة.

وجاءت الجولة الثانية أكثر قسوة، حيث سقط المنتخب المغربي أمام نظيره البرتغالي بنتيجة 6 أهداف لصفر في مباراة لم ينجح فيها أشبال المدرب نبيل باها في مجاراة الإيقاع السريع للمنتخب الأوروبي، الذي سيطر على مجريات اللقاء من بدايته حتى صافرة النهاية.

وقد كشفت هذه المباراة عن عدة ثغرات دفاعية ونقص في التركيز داخل صفوف المنتخب المغربي، لتتعقد حساباته في بلوغ الدور الموالي خصوصا وأن الضغط الجماهيري كان كبيرا، ويصبح مصيره رهيناً بمعجزة كروية في الجولة الثالثة.

انفجار هجومي يعيد الأمل

وبينما ظنّ الجميع أن رحلة الأشبال ستنتهي سريعاً، فجّر المنتخب المغربي مفاجأة مدوية في مباراته الثالثة أمام كاليدونيا الجديدة، حين قدّم عرضاً استثنائياً انتهى بفوز ساحق 16-0، في واحدة من أكبر النتائج في تاريخ بطولات الفئات السنية.

أداء هجومي متكامل، وتركيز ذهني كبير، وروح قتالية عالية أعادت الثقة إلى المجموعة، لتتحول الحسرة إلى فرحة، واليأس إلى أمل متجدد في التأهل، ليخطو فتيان المنتخب المغربي على درب السابقين من أبناء الركراكي الذين وصلوا إلى المربع الذهبي بكأس العالم قطر 2022، ووهبي الذين فازوا بكأس العالم لأول مرة بتاريخ المغرب في ليلة كروية استثنائية.

تأهل في آخر لحظة

لم يكن تأهل أشبال الأطلس إلى الدور الثاني حسمًا مباشرًا، بل جاء بعد سيناريو دراماتيكي فقد ضمن المنتخب المغربي رسميًا مكانه ضمن أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثالث، عقب خسارة منتخب المكسيك في المجموعة السادسة، وهو ما منح المغاربة بطاقة العبور بفضل فارق الأهداف الإيجابي (+8) الذي حققوه في مباراتهم الأخيرة.

وبذلك، أنهى المغرب دور المجموعات في المركز الثالث برصيد 3 نقاط، متفوقًا في عدد الأهداف التي سجلها على عدة منتخبات من مجموعات أخرى، ليحجز مقعده المستحق في الدور الإقصائي.

وبهذا التأهل التاريخي، أكد المغرب مرة أخرى مكانته المتنامية في كرة القدم العالمية على مستوى الفئات السنية، بعد أن بصم في السنوات الأخيرة على مسار مميز في مختلف البطولات القارية والعالمية.

ومن شأن هذا الإنجاز أن يمنح دفعة معنوية قوية للجيل الصاعد من اللاعبين، الذين يحملون راية طموح جديد في أفق كتابة صفحة جديدة في سجل التألق المغربي بقطر.