story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

“من الرباط”.. ثوار سوريا وهروب الأسد بعيون مغربية

ص ص

في سياق الأحداث المتسارعة في سوريا وما حملته من تحولات سياسية وعسكرية بعد انهيار نظام الأسد، تناول أكاديميون مغاربة عبر برنامج “من الرباط“، هذا الأسبوع، المستجدات السورية وتداعياتها على محور المقاومة والفاعلين الإقليميين.

في هذا الصدد، تحدث عبد العلي حامي الدين أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط حول تأثير التوقيت المدروس للمعركة التي أسقطت الأسد وأبعادها الجيوسياسية، بينما أشار سعيد الصديقي أستاذ القانون الدولي والعلاقت الدولية بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، إلى عدم انفصال ما حدث عن تحولات الربيع العربي وتآكل النظام من الداخل، مع استشراف سيناريوهات العلاقة المستقبلية بين سوريا ومحور المقاومة.

توقيت محرج للمقاومة

ويقول عبد العلي حامي الدين، خلال حديثه في برنامج “من الرباط” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، إن اختيار توقيت عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها فصائل المعارضة السورية في نهاية نونبر الماضي “لم يكن اعتباطياً”.

واستدرك حامي الدين قائلاً: “صحيح أن الشعب السوري قدم تضحيات جسيمة من أجل الوصول إلى الحرية والديمقراطية والتخلص من النظام الديكتاتوري، لكن في نفس الوقت كان هذا النظام ينتمي لمحور المقاومة ويُعتبَر شرياناً أساسياً لدعم حزب الله الذي أعلن مساندة طوفان الأقصى في الثامن من أكتوبر”.

وأوضح أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية أن معركة الإسناد التي كان يخوضوها حزب الله ضد إسرائيل حملت هدفين أساسيين، “هما إشغال أكثر من نصف الجيش الإسرائيلي وتهجير المستوطنين من الشمال”، مشيراً إلى أنه بعدما “حققت المعركة أهدافها رغم الضربات القوية التي تلقاها الحزب ولم تسهم في القضاء عليه”، تم فتح معركة في سوريا بالتزامن مع وقف إطلاق النار جنوب لبنان، وهو “ما يضع حزب الله أمام حرج كبير”.

وأشار الأستاذ الجامعي، في هذا السياق، إلى تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “كانت قد حملت تهديدات لبشار الأسد مباشرة بعد وقف إطلاق النار”، لافتاً إلى أن تل أبيب كانت في حاجة إلى إشعال حرب حقيقية في المنطقة.

وشدد على أن هذه المعطيات تبين كيف أن “التوقيت كان مدروساً”، إلا أن “محور المقاومة تجنب الكارثة بينما تنازل بشار عن السلطة وهرب لأنه لم يجد من يسانده”.

إسرائيل ليست مرتاحة

ومن جهته، يرى سعيد الصديقي أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد بن عبد الله في فاس، أن “الحدث مرتبط بثورات الربيع العربي ولا يمكن أن يكون منفصلاً عنها سواء من حيث السياق الزماني أو المكاني، كما هو الشأن في ليبيا”.

ولا يعتبر الصديقي أن إسرائيل قد تكون هي من أعطى الضوء الأخضر لجبهة تحرير الشام من أجل شن عملية “ردع العدوان”، مشيراً إلى أنه بالرغم من أن إسرائيل لم تكن مرتاحة للدور السوري في دعم المقاومة باعتبار دمشق من مكونات محور المقاومة، فهي غير مرتاحة اليوم أيضاً.

وأوضح أن إسرائيل تفضل العدو الذي تتحكم فيه نسبياً مثل النظام السوري السابق الذي لم تدخل معه في أي صدام منذ 1973، على عدو مجهول لا ترتاح بشأن مستقبله، لافتاً إلى أن “سقوط نظام الأسد هو بسبب تآكله من الداخل بالدرجة الأولى مثل ورقة الخريف التي لا يمكن أن تكون قد سقطت بفعل الرياح”.

إيران فقدت حليفاً

أما بشأن الموقف الإيراني من الأحداث، فيرى عبد العلي حامي الدين أن إيران حاولت تجنب فخ إشعال حرب على غرار ما حصل في المرحلة السابقة بين السوريين فيما بينهم، إلا أن الهدف هذه المرة كان، وفقاً للمتحدث، الدفع نحو دعم النظام عبر التدخل الإيراني والعراقي وعودة حزب الله إلى المنطقة.

ونبه حامي الدين إلى أن المستفيد الأول من هذا السيناريو هو إسرائيل، “التي رأت أن الجهات التي تخوض ضدها المعركة (طوفان الأقصى) ستستنزف في جبهة جانبية بعيدة عنها، مما يوفر لها المزيد من الراحة والانكشاف لهذه الجبهات، مثل إيران وحزب الله والمقاومة العراقية وحتى اليمنية”.

لكن في ظل هذا الوضع، لفت المتحدث إلى أنه كانت ستحدث محرقة حقيقية تستنزف هذا المحور، “ولذلك اتخذ قرار بعدم التدخل في مواجهة غير محسومة، بترتيب مع الروس”.

وأسهم هذا القرار، حسب حامي الدين، في “تفويت الفرصة على المتربصين بسوريا وباقي مكونات محور المقاومة، حيث فضّل المحور خسارة حليف استراتيجي، وهو النظام السوري، بدلاً من الدخول في معركة وجودية مستنزفة”.

من هذا المنطلق، يشدد عبد العلي حامي الدين على أن التضحية بنظام الأسد كانت ضرورية، “مما أدى إلى فقدان محور المقاومة لحليف استراتيجي مهم كالدولة السورية”.

ظهور حليف جديد

أما سعيد الصديقي فيرى أن المستقبل قد يكون منفتحاً على سيناريوهات لم تكن في الحسبان، قائلاً: “المقاومة ربما فقدت بشار الأسد، لكن قد يظهر من يدعم محور المقاومة بشكل أكبر في المستقبل، خاصة إذا تحقق الاستقرار في سوريا”.

وأوضح الصديقي أن الإيرانيين، كقوة استراتيجية، قد يبنون علاقات جديدة مع النظام القادم، بحيث أنهم “سيرتبون حساباتهم سعياً لبناء علاقات ودية مع سوريا المستقبلية، رغم كل المآسي والتحديات التي مضت”.

كما رجح أنه من الممكن أن تكون هناك اتصالات لتقديم دعم أولي للنظام الجديد، مثل إمداده بالبنزين والغاز، “ومع ذلك، يبقى السؤال: هل يمكن لهذه الجماعات أن تتعاون مع إسرائيل ضد فلسطين؟” يتساءل الصديقي.

وهلص الأستاذ الجامعي إلى أنه، “يبدو أن هذا غير وارد، حيث لا يمكن تصور تحييد سوريا تماماً عن محور داعم لفلسطين”، لافتاً إلى أنه إذا “استمرت التوجهات التي تتمناها المعارضة في الهيمنة، فقد يكون لها حضور مؤثر في صياغة مستقبل سوريا ودورها في هذا المحور”.

لمشاهدة الحوار كاملا، يرجى الضغط على الرابط