story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

ملاعبٌ بِيَدِ اللّه !

ص ص

إضافةُ ثلاثة ملاعب إلى الستة المعروف سلفا أنها ستحتضن كأس إفريقيا للأمم المقبلة، كان شيئا مفاجئا لم يتوقعه حتى أكبر المقربين من دوائر القرار الكروي، بالنظر إلى دفتر تحملات الإتحاد الإفريقي الخاص ب”الكان” الذي أوفى المغرب بشروطه “وزيادة”، وأيضا بالنظر إلى وجود أربع ملاعب في مساحة جغرافية صغيرة .

الملاعب الثلاثة التي أضيفت إلى ملف التنظيم، هي الملعب الأولمبي المجاور لملعب الأمير مولاي عبد الله، وملعب البريد وملعب الأمير مولاي الحسن، وهذه الملاعب كلها توجد في مدينة الرباط، وفي مرحلتها الأولى من البناء، خصوصا ملعبي البريد ومولاي الحسن اللذان بالكاد تم الإنتهاء من حفر أساساتهما.

الأمر يطرح تساؤلات ومخاوف عن مدة الإنجاز التي لا تتعدى 10 أشهر، هل هي كافية لكي تكون هذه الملاعب جاهزة مائة بالمائة لاستقبال مباريات “الكان”، هل ليست مغامرة أن نضيف ملاعب لاحتضان تظاهرة كروية كبيرة، وهي لازالت “غير الحمري”.

لا نشك في كفاءة مقاولات البناء المغربية وقدرتها على رفع التحدي، وعلى هزم الوقت والإلتزام بمدة الإنجاز، ونحن أمامنا حالة ملعب الرباط الذي يسجل مدة قياسية في البناء، ولكن حالتي ملعب البريد ومولاي الحسن مختلفتين عن الأول، والخشية ألا تنتهي الأشغال قبل “الكان”، أو يدفع ضيق الوقت إلى “التلباق” وعدم الجودة، ونصبح في الأخير أمام فضائح مخجلة لا قدر الله.

عدد الملاعب في الرباط وحدها، لابد وأن يدفعنا أيضا للحديث عن سبب هذا التركيز المبالغ فيه للبنيات الرياضية في مدينة واحدة، في حين أن هناك مناطق كثيرة في المغرب تفتقر إلى ملاعب توفر شروط الراحة لمرتاديها من الجمهور، وكان احتضان الكان فرصة لا تعوض من أجل توزيع هذه الملاعب الجديدة على مدن أخرى بعيدة عن المركز، وهي في أمس الحاجة إليها بالنظر إلى الشغف بكرة القدم الذي يميز ساكنتها وأيضا توفرها على أندية عريقة تحظى بكثير من الرمزية التاريخية.

قد نتفهم أن كأس إفريقيا منافسة تتطلب وجود ملاعب متقاربة من حيث المسافة، لسهولة التنقل بينهما وكذلك من أجل تمكين وسائل الإعلام من تغطية أكبر عدد من المباريات، ولكن يجب ألا ننسى أن “الكان” مناسبة ستستمر شهرا واحدا وستمر، وسنبقى بعدها أمام توزيعٍ ظالم لمنشآت عمومية في البلاد، أي لدينا ملاعب أنيقة في العاصمة تعوق فيها الغربان، في حين يتكدس جمهور الكرة في المغرب “غير النافع” في مدرجات ملاعب متهالكة بنيت قبل عشرات السنين أو ورثتها البلديات عن عهد الإستعمار.