story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

مسيرات شعبية في الدار البيضاء وطنجة تطالب بوقف عبور سفن “ميرسك” من المغرب

ص ص

شهد المغرب، يوم الأحد 20 أبريل 2025، خروج مسيرات شعبية حاشدة في طنجة والدار البيضاء ومدن أخرى، رفضاً لرسو سفن شركة الشحن العالمي “ميرسك” في موانئ البلاد.

وطالب آلاف المتظاهرين في المسيرات الشعبية، التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، بعدم السماح لعبور شحنة قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية عبر ميناء طنجة المتوسط، للاشتباه في أنها تتكون من معدات لصيانات مقاتلات إف-35، التي تستعمل في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

في هذا الصدد، أفاد أبو الشتاء مساعف، عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن المسيرات الشعبية اليوم تأتي تنديداً برسو سفينتين تابعتين لعملاق الشحن العالمي “ميرسك”، في كل من الدار البيضاء وطنجة. وندد بمنع السلطات المغربية لتقدم مسيرة الدار البيضاء، التي كان مشاركاً فيها نحو الميناء، وتعنيفها للمتظاهرين.

وعرفت المظاهرة في مدينة الدار البيضاء تدخلاً أمنياً لمنعها من التحرك من ساحة المارشال، قبل أن يتمكن المتظاهرون من تجاوز الحاجز الأمني الأول، والسير في مسيرة حاشدة منعت من التقدم نحو ميناء الدار البيضاء، في تقاطع شارعي الحسن الأول والجيش الملكي.

واستمر تجمهر المتظاهرين لأكثر من ساعة في المكان ذاته، مرددين شعارات تطالب بطرد السفينة من قبيل “الشعب يريد ترحيل السفينة”. كما طالبوا بإنهاء التطبيع مع الاحتلال مرددين “الشعب يريد إسقاط التطبيع”، وذلك وسط أصوات صافرات قوات مكافحة الشغب التي استمرت إلى حين نهاية الفعالية.

وفي طنجة، خرجت مسيرتان شعبيتيان انطلقت الأولى من ضواحي المدينة في القصر الصغير، حيث نظمت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين مسيرة حاشدة توجهت إلى ميناء طنجة المتوسط، تلتها مسيرة ثانية نظمتها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع وسط المدينة، إذ توجهت من هناك صوب مقر إدارة الميناء، قبل أن تحول قوات الأمن بينهم وبين الوصول إليه.

وردد المتظاهرون قرب ميناء طنجة المتوسط بشعارات منددة بصمت الحكومة بشأن رسو سفن “ميرسك” في موانئ المغرب مطالبين إياها بـ”عدم استعمال التراب المغربي وموانئه في أي أنشطة داعمة لتزويد إسرائيل، بالمعدات العسكرية التي تستعمل في حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة”.

وفي هذا الصدد قال عبد الحفيظ السريتي، المنسق الوطني لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين إن المسيرة تمثل “رسالة واضحة” إلى الحكومة مفادها أن “لا لدعم الكيان الصهيوني من خلال السماح برسو سفينة محملة بالأسلحة لقتل إخواننا الفلسطينيين”.

واعتبر السريتي أن الموافقة على هكذا خطوة تمثل “طعنة للمقاومة الفلسطينية وتدنيساً للمغرب وتاريخه”. ودعا إلى “التدارك للحفاظ على قدسية الوطن، وعدم تدنيسه بالمشاركة في دعم قوافل حمل السلاح للكيان الإسرائيلي الذي يقتل الشعب الفلسطيني المحاصر”.

وندد السريتي بـ“الدعم العسكري والسياسي بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وغيره من قيادة الولايات المتحدة الأمريكية المجرمة”. كما أشار إلى أن “حياد الحكومة وصمتها الغريب أمام بحر دماء الشهداء، وأشلاء الأطفال والجثث المدفونة تحت الأنقاض لن يغفره التاريخ”.

من جانبه، أعرب أبو الشتاء مساعف، عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، عن استنكاره الشديد لرسوّ ما سمّاه “سفن الإبادة” في الموانئ المغربية، “محملة” بمعدات صيانة لطائرات F-35 “تُستخدم في قتل الأبرياء من الأطفال والنساء، وتدمير البنية التحتية في قطاع غزة”.

وقال مساعف إنه “كان الأجدر بالدولة أن تفتح موانئها لإرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يعاني من التجويع ونقص حاد في الأدوية والطعام، بدلاً من فتحها لاستقبال سفن تخدم آلة الحرب”.

وعلى الضفة المقابلة، شهد ميناء الجزيرة الخضراء (ألخثيراس) الإسباني، يوم الأحد 20 أبريل 2025، مظاهرة احتجاجية عند المدخل الرئيسي للميناء، تنديداً باستخدامه من قبل شركة الشحن العالمية “ميرسك” في عمليات نقل معدات عسكرية موجهة إلى إسرائيل، بحسب تحقيقات حقوقية وصحافية.

وطالب المشاركون في الوقفة، التي دعت إليها حركة “قادس من أجل فلسطين”، الحكومة الإسبانية بوقف استخدام ميناء الجزيرة الخضراء، إلى جانب موانئ أخرى مثل فالنسيا وبرشلونة، من قبل هذه السفن من أجل الرسو.

وقال محمد مصطفى، زعيم حزب “سبتة الآن”: “نوجّه من هنا كامل دعمنا وتضامننا مع من يتظاهرون في الضفة الأخرى من المضيق (المغاربة)، ونؤكد مجدداً رفضنا لهذا العار المتمثل في تواطؤ بلدنا مع إبادة لا تزال مستمرة”.

وأضاف: “على بيدرو سانشيز (رئيس الوزراء) أن يضع حداً لهذا الوضع”، مشدداً على أن “هذا مطلب أخلاقي لن نتوقف عن ترديده”. وأوضح: “يجب على إسبانيا أن تتوقف عن لعب دور نقطة عبور للأسلحة، وأن تقطع علاقاتها مع من يرتكبون هذه المجازر”.

من جهته، قال غونزالو غريمالدي، الناشط في حركة “قادس من أجل فلسطين”، الجهة الداعية إلى الاحتجاج، إن إحدى السفن أوقفت جهاز تحديد موقعها (GPS) أثناء مرورها قرب جزر الأزور “لتفادي التعقب”، مشيراً إلى أنهم لا يملكون في الوقت الحالي معلومات دقيقة عن موقعها.

وفي حديثه لصحيفة “كامبو دي جبل طارق”، أضاف غريمالدي: “دعونا إلى هذا الاحتجاج بشكل عاجل، وجاء المتظاهرون من مالقة، وخليج قادس، ومدن متعددة ضمن منطقة كمبو دي جبل طارق، من بينها لاينيا وطريفة، وليس فقط من الجزيرة الخضراء”.

وكانت الحكومة الإسبانية قد أعلنت، في نونبر الماضي، رفضها السماح لسفينتي شحن قادمتين من الولايات المتحدة، يُشتبه في نقلهما أسلحة إلى إسرائيل، بالرسو في موانئها.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسبانية آنذاك في تصريحات لصحيفة “إل بايس”، بأن سفينتين تابعتين لشركة الشحن العالمية “ميرسك”، غادرتا نيويورك في أكتوبر ونونبر 2024، “لن تتوقفا في إسبانيا”

وكان نواب في البرلمان الإسباني قد طالبوا المدعي العام باتخاذ إجراءات قانونية لمنع دخول السفينتين، اللتين كان من المتوقع وصولهما إلى ميناء الجزيرة الخضراء في 9 و14 نونبر الماضي، محذراً من أن “دخولهما يشكل انتهاكاً للقانون الجنائي الإسباني”.

ومنذ ذلك الحين، تحوّلت نقطة تبادل الشحنات بين سفن “ميرسك” القادمة من الولايات المتحدة، وسفنها العاملة في البحر الأبيض المتوسط، والتي يُشتبه في احتوائها على معدات عسكرية، من ميناء الجزيرة الخضراء إلى ميناء طنجة المتوسط.

إلا أن سفن “ميرسك” العاملة في البحر المتوسط واصلت الرسو في الموانئ الإسبانية، قبل أن تنتقل في مسار رحلاتها إلى الدار البيضاء، ومن ثم إلى طنجة، حيث يتم تسلّم الشحنات القادمة من الولايات المتحدة.

ومن المنتظر أن تتجه السفينة “Nexoe Maersk” من ميناء الدار البيضاء إلى ميناء طنجة المتوسط، حيث يُتوقع أن تصل يوم الثلاثاء 22 أبريل، لتحميل الشحنة التي تحملها السفينة “Maersk Detroit”، القادمة من ميناء هيوستن الأمريكي، والتي يُرتقب وصولها فجر الإثنين 21 أبريل.

وكان تحقيق صحافي قد كشف، وفقاً لوثائق شحن، عن مرور سفن شركة “ميرسك” عبر ميناء طنجة المتوسط في عملية شحن مكونات مقاتلات “F-35” الأميركية نحو إسرائيل، والتي تُستخدم في شن غارات دموية على القطاع المحاصر.

التحقيق الذي أجرته صحيفة “ديكلاسيفايد” (Declassified UK) البريطانية ومؤسسة الأخبار الاستقصائية الأيرلندية “ذا ديتش” (The Ditch)، قال إن شركة الشحن العالمية “ميرسك” تنقل أجزاء من مقاتلات “F-35” من مصنع تابع للقوات الجوية الأمريكية في ولاية تكساس نحو ميناء حيفا، ثم إلى قاعدة “نيفاتيم” الجوية الإسرائيلية.

وأفادت صحيفة “ديكلاسيفايد” بأن وثائق الشحن التي اطلعت عليها تشير إلى أن بعض معدات F-35 المحملة على السفينتين “Maersk Detroit” و”Nexoe Maersk” سيتم تفريغها في ميناء حيفا.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن شركة “ميرسك” “أنها لا تملك معلومات عن المكان النهائي للبضائع بعد مغادرتها السفينة، وبالتالي هي لا ترسل شحنات بشكل مباشر إلى الجيش الإسرائيلي”.

ومن جانبها، أكدت شركة الشحن “ميرسك”، في توضيح لوسائل الإعلام، أن فرعها في الولايات المتحدة الأمريكية ينقل بانتظام قطع غيار F-35 بين عدة دول بما في ذلك إسرائيل، حيث تُصنع أجنحة المقاتلات الشبحية، موضحة أن هذه الشحنات “تُجرى نيابة عن الموردين، وليس عن وزارة الدفاع الإسرائيلية”.

هذا وأعلنت عشرات المنظمات والنقابات حول العالم، من بينها هيئات مغربية بارزة، وقوفها ضد عمليات نقل الإمدادات العسكرية إلى إسرائيل، داعية إلى تحركات جماهيرية في موانئ عبور سفينتي “Maersk Detroit” و”Maersk Nexoe”.

ووقّعت هذه الهيئات، التي بلغ عددها نحو 40 منظمة، على بيان مشترك يدعو شركة الشحن العالمية “ميرسك” إلى التوقف الفوري عن نقل مكونات طائرات F-35 وأي مواد عسكرية أخرى إلى إسرائيل، تُستخدم في عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.