مسؤول بهيئة الإعمار: ميزانية الهيئة في مواكبة حرب غزة فاقت 6 ملايين دولار
كشف مسؤول في الهيئة العربية الدولية لإعمار فلسطين أن ميزانية هذه الأخيرة في مواكبة حرب غزة فاقت 6 ملايين دولار، صرف معظمها لتوفير الماء الصالح للشرب لافتاً إلى أن المغاربة ساهموا في أول مشروع لتوفير المياه، خلال الشهر الأول من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بـ 30 ألف دولار أمريكي.
وشهدت غزة، خلال أزيد من 300 يوماً، عدواناً إسرائيلياً حصد عشرات الآلاف من الأرواح وحوّل القطاع الذي كان ينبض بالحياة رغم حصاره من كل الجهات، إلى منطقة منكوبة لم تسلم فيها المنازل والمعابد ولا المستشفيات والمدارس أو الجامعات، معظم البنايات استوت بالأرض، ومظاهر الحياة تكاد تنعدم جراء اجتياح جيش الاحتلال والقصف المتواصل منذ أكتوبر 2023.
أمام هذا الدمار تتواصل تحركات الإعمار والإغاثة، وتنتظر غزة جهوداً مضاعفة من قبل المتطلعين إلى دور إعمارها والذين من بينهم الهيئة العربية الدولية لإعمار فلسطين التي تأسست عام 2009 مباشرة عقب أول حرب في غزة منذ انسحاب الاحتلال منها، وشهدت 4 حروب بعد ذلك واكبتها بإعادة الإعمار (2012، 2014، 2019، 2021)، لتشهد اليوم الحرب الخامسة والتي يقول المسؤول في هيئة الإعمار: “هذه الحرب لا مثيل لها في التاريخ، حتى جهود إعمارها ستكون مختلفة وتكلفتها كبيرة”.
وقال عيسى أمكيكي نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية الدولية لإعمار فلسطين، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن الميزانية التي واكبت بها الهيئة أوضاع القطاع خلال العدوان الإسرائيلي الحالي -وقبل وقفه- فاقت 6 ملايين دولار، بينما لم يتم سابقاً تجاوز هذا الرقم الذي كان يصل إلى 5 ملايين فقط بالسنة.
وعدد أمكيكي مبادرات عمل الهيئة العربية لإعمار فلسطين في غزة، والتي تمثلت في إنجاز 7 محطات لتحلية المياء تشتغل في هذه الأثناء بشواطئ غزة، وتجهيز عدد من الآبار بالطاقة الشمسية ضمن جهود توفير الماء الصالح للشرب، فضلاً على إصلاح 10 مخابز تم استهدافها من قبل جيش الاحتلال مع استمرار إصلاح عدد من المخابز الأخرى لضمان استمرار إنتاج هذه المادة الأساسية.
يذكر أن الأمم المتحدة أعلنت، الجمعة 1 غشت، أن نحو ثلثي المباني في قطاع غزة تضررت أو دُمرت منذ بدء العدوان على غزة، وذلك وفق ما كشفته وكالة تحليل الأقمار الاصطناعية التابعة لها، والتي قالت إن آخر تقييم للأضرار يكشف تضرر 151 ألفاً و265 مبنى في قطاع غزة.
وذكرت أن 30 بالمائة من البنايات المتضررة مدمر، و12 بالمائة متضرر على نحو خطير، و36 بالمائة متضرر على نحو متوسط، و20 بالمائة متضرر على الأرجح، من إجمالي نحو 63 بالمائة من المباني في المنطقة.
ولفتت الوكالة إلى أن “التأثير على البنى التحتية المدنية واضح، حيث تضررت آلاف المنازل والمرافق الأساسية”، في حين يتم تقدير حجم الأنقاض الناجمة عن الحرب في غزة بنحو 41.9 مليون طن.
ولفت المتحدث ذاته على أنه تجري لقاءات تواصلية ومحادثات بحضور خبراء، لمناقشة “كيفية التعاون إبان الحرب، وما الذي يمكن فعله بعدها وفق استراتيجية كاملة”، وشدد على أن جهود إعادة الإعمار ستنطلق مباشرة بعد إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيراً إلى أن جهود الهيئة في هذه الأثناء تهتم بتوفير الماء الصالح للشرب بالدرجة الأولى كونه مادة أساسية لاستمرار الحياة.
في هذا الصدد، تحدث أمكيكي حول أن دول المغرب العربي كانت أول المساهمين في الحفاظ على استمرار وصول سكان غزة للماء، مبيناً أن المجتمع المدني في المغرب ساهم بـ30 ألف دولار، وقدم المكتب في الجزائر مثيلتها وكذلك موريتانيا التي أسهمت بـ10 آلاف دولار إضافة إلى مساهمات باقي المكاتب في المنطقة العربية، مؤكداً أن المغاربة أبلوا بلاء حسناً في دعم غزة خلال هذه الحرب منذ البداية.
وتمكنت هذه الجهود من إيصال 50 مليون لتر من الماء للنازحين الفلسطينيين جراء العدوان بتنسيق مع سلطة المياه في غزة والأمم المتحدة، لضمان تأمين مبادرات الهيئة واستمرارها، لافتاً إلا أن الهيئة العربية الدولية لإعمار فلسطين تحل في الرتبة الثالثة في ما يتعلق بمجال الإغاثة الإنسانية خلال هذه الحرب حسب الأمم المتحدة.
وذكر المصدر ذاته أن الهيئة لديها واجهات عمل أخرى في القدس والضفة، لكن الجهود خلال هذه الفترة تتركز في قطاع غزة، من خلال مكتب يضم 35 مهندساً استشهد عدد منهم بينما يواصل البقية عملهم دون توقف، مشيراً إلى أن الأعمار الذي تهتم به الهيئة لا يقتصر على البناء فقط، بل كل ما يرتبط بالماء الصالح للشرب، والطرقات والكهرباء، وتجهيز المستشفيات والمدارس، وعدد من المبادرات المرتبطة بالبنى التحتية”، بهدف إعمار غزة بالحياة التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي إنهاءها منذ فترة.