story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

لائحة في الرباط وفوز في الدوحة

ص ص

كان لدي الكثير مما يمكن قوله بخصوص لائحة اللاعبين النهائية التي قرر وليد الركراكي الإعتماد عليهم لخوض منافسات “الكان”، التي ستحتضنها بلادنا بعد أيام قليلة.

ليس بخصوص الأسماء المستدعاة، لأنه لا مفاجأة فيها وأعتبرها لائحة منطقية ومتوازنة، ومعايير الإختيار أظنها بلغت درجة عالية من المبررات الموضوعية، ولكن فيما يتعلق بضرورة الدخول إلى هذه الفرصة التاريخية بأقل الإنتقادات، وبتلاحم بين الجميع فريقا وطنيا وإعلاما وجمهورا مادام هناك طموح واحد يجمعنا وهو الإبقاء على الكأس الإفريقية في المغرب.

ولكن لأن المناسبة شرط كما يقول فقهاء الأصول، فقد تزامن الإعلان عن لائحة المنتخب الوطني الأول، مع رهانٍ كان يخوضه المنتخب الرديف في كأس العرب ضد منتخب سوريا، وكانت آمالنا معلقة على طارق السكيتيوي ولاعبيه من أجل طرد الشكوك التي التصقت بأدائهم في مباريات الدور الأول، كنا ننتظر تحولا نحو الأفضل تحت وقعِ ِمعطىً واحد، وهو أن إبن الماص عادة ما يظهر في المباريات الأولى للمسابقات المجمعة، مرتبكا، متناقضا، ومترددا في اختياراته البشرية والتكتيكية. ويظهر فريقه تائها، سيء الأداء، وينتصر بصعوبة. لكنه يستفيد من أخطائه ويتقوى مع مرور الأدوار والمراحل ليرمم التشكيلة ويجد التوليفة المناسبة، ليكتسب شخصية البطل تدريجيا حتى نجده يلعب على اللقب بكامل قوته وهيبته.

شاهدناه على هذا الحال في الألعاب الأولمبية بباريس العام الماضي، وفاز في الأخير ببرونزية ثمينة بعدما أضاع الذهب بتفاصيل صغيرة، وكررها في الشان بقلب إفريقيا مع المنتخب المحلي وعاد بلقب شابته الكثير من المعاناة والتضحيات، وها هو يعيش نفس السيناريو في الكأس العربية مع المنتخب الرديف بعدما وجد نفسه في نصف النهاية وقد قدم أداء قويا ضد خصم سوري مشاكس ومنظم تكتيكيا بشكل كبير.

منتخبنا الوطني المتواجد في الدوحة، تبقت له خطوتان من أجل رفع لقب هذه النسخة المتطورة من كأس العرب، وإعادة الإعتبار للمغرب بعد الخروج غير المنتظر مع الحسين عموتة من النسخة الماضية أمام الجزائر عكس كل التوقعات حينها.

وسواء كانت الجزائر مرة أخرى أو الإمارات التي ستلاقيها هذا اليوم في ربع حارق، هي خصمنا في النصف النهائي، فلا فرق في صعوبة المواجهة لأن ما أظهرته جميع المنتخبات في هذه الكأس العربية من صلابة ومشاكسة، يحتم حلا واحدا لا ثاني له، وهو الوصول إلى المباراة الموعودة في كامل الإستعداد البدني والتكتيكي والذهني ومحاولة اللعب على التفاصيل الصغيرة من أجل المرور إلى النهائي.