story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

كتاب جماعي حول التعاون المغربي الإماراتي.. رؤى ونماذج في مجال التنمية والبناء المؤسساتي

ص ص

نظم المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية الإثنين 21 أبريل 2025، حدثًا خاصًا لعرض كتاب جماعي جديد يحمل عنوان “بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة: رؤى ونماذج في مجال التنمية والبناء المؤسساتي”.

وجاء هذا الإصدار ثمرة لشراكة استراتيجية بين المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية في المغرب ومكتب نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث، حيث شارك في إنجازه ثلة من الباحثين والسياسيين والأكاديمين.

ويضم الكتاب خمسة فصول، إذ يهم الفصل الأول زمن البدايات، والفصل الثاني الرؤى والسياسات العمومية في البلدين، والفصل الثالث السياسة الخارجية ومفهوم التعاون المشترك في اتخاذ القرارات بين البلدين، ثم الفصل الرابع مفهوم السلم الدولي والتسامح كمنهاج رئيسي اتبعه البلدان في اتخاذ القرارات، وأخيرا الفصل الخامس التجربة الدستورية وعوامل الاستقرار.

وفي هذا السياق، أكد محمد توفيق ملين، المدير العام للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، “أن الإصدار الجماعي الجديد يمثل إضافة نوعية واستراتيجية للمكتبة السياسية العربية، لما يحمله من عمق فكري وتعدد في زوايا التحليل، من اقتصادية واجتماعية وثقافية، في إطار مقاربة شمولية لقضايا الساعة”.

وقال ملين “إن هذا العمل يُجسّد نموذجًا ناجحًا لشراكة عربية مستدامة، تقوم على أسس التعاون وتبادل الخبرات والمعرفة، وتستند إلى قيم التضامن بين الشعوب العربية، في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية”.

واعتبر المسؤول أن هذا الجهد المشترك، الذي جمع خبراء وباحثين من المغرب والإمارات، يشكل “رسالة قوية” في اتجاه بناء فضاء فكري عربي موحد، قادر على استشراف التحولات الكبرى التي تعرفها المنطقة والعالم، وتعزيز آليات التكامل والتنسيق بين الدول العربية.

واختتم ملين كلمته بالتأكيد على أن الكتاب، بطابعه الاستشرافي، يساهم في إغناء النقاش العمومي والسياسات العمومية، ويعكس إرادة جماعية لبناء مستقبل عربي قائم على المعرفة والابتكار والتعاون العابر للحدود.

فيما قال الوزير السابق عبد السلام الصديقي، إن إصدار مؤلف مشترك بين باحثين مغاربة وإماراتيين يُعد تجربة غير مسبوقة، جرى إنجازها تحت إشراف وتنسيق مشترك بين المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية من الجانب المغربي ومعهد إماراتي من الجانب الآخر.

وأوضح الصديقي في كلمته، أنه ركّز في مساهمته على موضوع السياسة الخارجية المغربية، لافتا إلى أنه “كان من المفترض إنجاز دراسة مقارنة مع زميل إماراتي، لكن تعذر ذلك، ليُعد كل طرف دراسة مستقلة عن بلده”، مبرزا في نفس الوقت أنه وفي دراسته، انطلق من ثلاثة محددات رئيسية تؤطر السياسة الخارجية للمغرب.

وأشار المتحدث ذاته، إلى المحدد التاريخي، المتمثل في التراكم التاريخي للدبلوماسية المغربية، أو ما يمكن تسميته بـ”الإرث الدبلوماسي”، والمحدد الجغرافي، حيث يتمتع المغرب بموقع استراتيجي جعله منذ القدم منفتحًا على العالم.

وأبرز أن هناك محدد ثالث، وهو المحدد السياسي المرتبط بالمؤسسة الملكية. وقد ركّز في هذا الجانب بشكل خاص على مرحلة حكم الملك محمد السادس، معتبرًا أن له أسلوبًا خاصًا ومتميزًا في تدبير السياسة الخارجية، أطلق عليه “أسلوب محمد السادس”.

من جانبه، شدد الكاتب والمفكر المغربي عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، على أن إمارة المؤمنين في المغرب ليست مجرد مؤسسة دينية، بل هي نموذج متجذر في التاريخ، يقوم على بيعة شرعية تعكس توازنًا فريدًا بين الخصوصية الدينية والمبادئ الحديثة للنظم الديمقراطية، على نحو يُشبه “عقدًا اجتماعيًا” يربط الحاكم بالمحكوم.

وأوضح بوصوف أن هذا النموذج المغربي يمثل إجابة حضارية وواقعية على التحديات التي تواجهها العديد من المجتمعات في تدبير التعدد الديني والثقافي، مسلطًا الضوء على أهمية التوازن بين المرجعيات الدينية والقيم الكونية لحقوق الإنسان.

وأشاد المفكر المغربي بالدور الذي تلعبه دولة الإمارات “في تعزيز ثقافة السلم والانفتاح، من خلال مبادرات رائدة مثل منتدى تعزيز السلم وجائزة السلام العالمي، والتي تسهم في ترسيخ قيم العيش المشترك ونبذ العنف”.

واختتم بوصوف مداخلته بالتأكيد على أن مثل هذه الإصدارات المشتركة تشكل رافعة حقيقية للدبلوماسية العلمية، بما تُتيحه من إمكانيات لتحديث البنيات الذهنية وبناء وعي جماعي متجدد داخل المجتمعات العربية والإسلامية.

وفي نفس السياق، وصف الدكتور عبد الحق العزوزي، الأكاديمي المتخصص في العلوم السياسية والقانون، الإصدار الجديد بأنه يُعد مرجعًا فكريًا وعلميًا وأكاديميًا هامًا، لما يتضمنه من مقالات ودراسات معمقة حول المغرب والإمارات.

وأوضح العزوزي أن الكتاب يقدم رؤية دقيقة وشاملة لكل من البلدين، عبر مقاربات تقنية وفكرية تفتح آفاقًا لفهم أعمق للعلاقات الثنائية، كما يُعد مادة مرجعية لكل من يرغب في دراسة العلاقات المغربية الإماراتية، أو التعرف بشكل معمق على خصوصيات كل بلد على حدة.

وخلص إلى أن هذا العمل يرسّخ أهمية البحث العلمي في تعزيز العلاقات الدولية، ويساهم في توطيد جسور التفاهم والتعاون بين النخب الفكرية والأكاديمية في العالم العربي.