قادة أوروبيون يصلون إلى كييف تأكيدا للدعم في مواجهة روسيا

وصل قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى أوكرانيا السبت 10 متي 2025، لإجراء محادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي متعهدين بتكثيف الضغط على روسيا حتى توافق على وقف لإطلاق النار غداة عرض عسكري ضخم في موسكو.
ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على متن نفس القطار الذي أقلهم من بولندا المجاورة. ومن المقرر أن ينضم إليهم في وقت لاحق رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك.
وهذه أول زيارة مشتركة لقادة الدول الأربع إلى أوكرانيا.
وبعد أكثر من ثلاث سنوات من الغزو الروسي يأتي استعراض الوحدة الأوروبية هذا غداة استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لهجة تحد خلال عرض عسكري في موسكو بمناسبة احتفالات الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اقترح وقفا لإطلاق النار لمدة 30 يوما في أوكرانيا كخطوة أولى لإنهاء الحرب، لكن بوتين لم يستجب حتى الآن.
وقبيل زيارتهم دعا القادة الأوروبيون في بيان مشترك روسيا إلى الموافقة على “وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يوما” لافساح المجال أمام محادثات سلام.
وأضاف الزعماء الأوروبيون في بيانهم “نحن مستعدون لدعم محادثات سلام في أقرب وقت ممكن ومناقشة آلية تنفيذ وقف إطلاق النار والتحضير لاتفاق سلام كامل”، مؤكدين على أن “إراقة الدماء يجب أن تتوقف”.
وحذروا “سنواصل تعزيز دعمنا لأوكرانيا. وإلى أن توافق روسيا على وقف إطلاق نار دائم، سنشدد الضغوط على آلة الحرب الروسية”.
وفي مقابلة مع قناة “إيه بي سي” الإخبارية السبت، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن إمدادات الأسلحة من حلفاء أوكرانيا يجب أن تتوقف قبل أن توافق روسيا على وقف لإطلاق النار.
وأضاف بيسكوف أن أي هدنة ستكون “مفيدة لأوكرانيا” في وقت “تتقدم القوات الروسية… بثقة كبيرة” على الجبهة، مضيفا أن أوكرانيا “ليست مستعدة لمفاوضات فورية”.
وبالنسبة لميرتس الذي تولى منصبه هذا الأسبوع فقط، ستكون هذه الزيارة الأولى له إلى أوكرانيا كمستشار، في حين لم يزر ماكرون كييف منذ يونيو عام 2022.
وسيؤكد القادة في المحادثات مع زيلينسكي على “التزامهم الثابت تجاه أوكرانيا”، وفق البيان.
وقالوا “نحن قادة فرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة، سنقف في كييف إلى جانب أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي الوحشي وغير القانوني الشامل”.
وأضافوا “نؤكد مجددا دعمنا لدعوات الرئيس ترامب للتوصل إلى اتفاق سلام وندعو روسيا إلى الكف عن عرقلة الجهود الرامية إلى ضمان سلام دائم”.
وبعد الاجتماع مع زيلينسكي في الصباح، من المقرر أن يعقد الزعماء اجتماعا افتراضيا لإطلاع القادة الأوروبيين الآخرين على التحرك لإنشاء قوة أوروبية يمكنها توفير الأمن لأوكرانيا بعد الحرب.
وجاء في البيان أن مثل هذه القوة “ستساعد في تجديد القوات المسلحة الأوكرانية بعد أي اتفاق سلام وتعزيز الثقة في أي سلام مستقبلي”.
بعد لقائه توسك في فرنسا الجمعة دعا ماكرون إلى الإسراع في وضع خطة أميركية أوروبية لهدنة مدتها 30 يوما، تكون مدعومة بـ”عقوبات اقتصادية شاملة” في حال “خانها” أحد الطرفين.
وصرح الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب في اجتماع عقد في النروج الجمعة لمناقشة الوضع في أوكرانيا، بأن “الولايات المتحدة لديها حزمتا عقوبات مطروحتان” وأن الدول تناقش اتخاذ إجراءات في “قطاعي البنوك والطاقة”.
وقال ماكرون إن “تصريحات بوتين العدائية” في العرض العسكري في الساحة الحمراء ت ظهر أنه لا يزال “إلى جانب الحرب”. لكنه أضاف أيضا أن المحادثات بشأن الأراضي يمكن أن تعقد بمجرد بدء وقف إطلاق النار.
احتلت روسيا حوالي خمس الأراضي الأوكرانية، ولم تستجب بعد للضغوط من أجل وقف إطلاق نار دائم. وقال ترامب إنه سيتعين على أوكرانيا النظر في التنازل عن أراض، لكنه عبر عن نفاد صبره المتزايد إزاء رفض روسيا وقف المعارك.
وتأتي الزيارة في توقيت لافت إذ تجري بعد يوم من استضافة بوتين نظيره الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، وبلاده عضو في الاتحاد الأوروبي، لحضور العرض العسكري في موسكو.
وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية طلب عدم الكشف عن هويته، إن الزيارة التي جاءت بعد أربعة أيام فقط من تولي ميرتس منصبه “تظهر وحدة أوروبا وقوتها وقدرتها على الاستجابة. وتعكس احتفالات بوتين”.