story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

غوتيريش يندد بـ”تصعيد مروع للنزاع” في السودان تعليقا على المعارك في الفاشر

ص ص

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الاثنين 27 أكتوبر 2025، من “تصعيد مرو ع للنزاع” في السودان، غداة إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة الفاشر المحاصرة، آخر معاقل الجيش في غرب السودان.

منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قتل عشرات الآلاف وهجر الملايين، فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.

وأعلنت قوات الدعم السريع الأحد سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، آخر مدينة كبيرة كانت بين أيدي الجيش، وذلك بعد حصار استمر أكثر من عام.

وقال غوتيريش ردا على سؤال لوكالة “فرانس برس” في ماليزيا “يشكل ذلك تصعيدا مروعا في النزاع”، مضيفا أن “مستوى المعاناة التي نشهدها في السودان لا يمكن تحمله”.

وحذر محللون من أن هذا التطور قد يؤدي فعليا إلى تقسيم السودان، بحيث يحتفظ الجيش بالسيطرة على الشمال والشرق والوسط، فيما تهيمن قوات الدعم السريع على دارفور وأجزاء من الجنوب.

لكن الأمين العام للأمم المتحدة قال إن الصراع أدى إلى انخراط قوى خارجية، مضيفا خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة إقليمية في ماليزيا إنه “حان الوقت ليقول المجتمع الدولي بوضوح لكل الدول التي تتدخل في هذه الحرب وتزو د أطرافها بالأسلحة أن تتوقف عن ذلك”.

وتابع أنه “من الواضح أن الأمر لم يعد مجرد صراع سوداني بين الجيش وقوات الدعم السريع، بل نشهد تدخلا خارجيا متزايدا يقوض فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار وحل سياسي”.

في العام 2003، أطلق الرئيس السابق عمر البشير ميليشيات الجنجويد العربية لسحق تمرد لمجموعات غير عربية في دارفور، حيث ارتكبت فظائع خلفت حوالى 300 ألف قتيل وحوالى 2,5 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

وكان عدد من قادة قوات الدعم السريع من عناصر تلك الميليشيات.

وعلى الأرض، وجهت هيئتان سودانيتان، اليوم الاثنين، اتهامات لقوات الدعم السريع بتصفية مئات المدنيين في ولايتي شمال دارفور وشمال كردفان غربي وجنوبي البلاد.

وفي هذا الصدد، قالت شبكة أطباء السودان، في بيان: “ارتكبت الدعم السريع مساء أمس (الأحد) بمدينة الفاشر (مركز شمال دارفور) جريمة بشعة”.

وأوضحت أن هذه القوات “أقدمت على قتل مواطنين عُزّل على أساس إثني في جريمة تطهير عرقي”.

و”تفيد تقارير فرقنا الميدانية بأن أعداد الضحايا تفوق العشرات، في ظلّ صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة بسبب الانفلات الأمني الكامل الذي تسببت فيه الدعم السريع”، بحسب الشبكة.

كما أفادت بأن “قوات الدعم السريع نهبت المستشفيات والمرافق الطبية والصيدليات، لتُجهز على ما تبقّى من مقومات الحياة والرعاية الصحية”.

الشبكة شددت على أن ما حدث “انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية التي تجرّم استهداف المدنيين والمنشآت الصحية”.

ودعت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي إلى “التحرّك الفوري والفعلي لوقف المجازر، وحماية المدنيين، ومحاسبة الجناة أمام العدالة الدولية”.

بدورها، قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، عبر بيان اليوم الاثنين، “يتعرض الأبرياء الخارجيين من الفاشر لأبشع أنواع العنف والتطهير العرقي”.

واعتبرت أن “الصمت أو الحيادية في مواجهة هذه الانتهاكات لا تعني سوى التواطؤ مع الظالمين”.

والأحد، تواصلت اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” في الفاشر، وسط ادعاءات الأخيرة باستيلائها على مقر الجيش بالمدينة، فيما لم يصدر تعقيب من الأخير.

إلا أن “المقاومة الشعبية” بالفاشر، وهم متطوعون يقاتلون بجانب الجيش، أكدوا، في بيان، أن “المدينة لا تزال صامدة أمام هجمات مليشيا الدعم السريع”.

واعتبر أن هذه القوات “تشن حملة إعلامية مضللة ومفضوحة، لإثار الهلع والرعب بشأن (ادعاء) دخولها لمقر رئاسة الفرقة السادسة مشاة للجيش، وكأنه يعني سقوط الفاشر”.

وتعاني آلاف الأسر في المدينة المحاصرة من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، مع انعدام الإمداد نتيجة للحصار، ما يجعل حياة المدنيين، وخاصة الأطفال وكبار السن تحت خطر المجاعة والأوبئة.

ومنذ 10 ماي 2024، تحاصر “الدعم السريع” الفاشر، فيما يسعى الجيش لكسر الحصار عن المدينة التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

وعلى مستوى شمال كردفان، قالت هيئة “محامو الطوارئ” في بيان هي الأخرى، إن “قوات الدعم السريع ترتكب منذ السبت 25 أكتوبر 2025 مجزرة مروعة بحق المدنيين في مدينة بارا (بولاية شمال كردفان)، عقب معركة مع الجيش”.

وأضافت أن “هجوما واسعا أعقب المعركة استهدف المدنيين مباشرة، وشهدت أحياء بارا تصفية جماعية لمئات السكان، معظمهم شباب”.

وبالإضافة إلى “حملات اعتقال ونهب وتخريب طالت الممتلكات العامة والخاصة، وسط انقطاع كامل لشبكات الاتصال والإنترنت”، وفقا للبيان.

وتابعت أن “هذه الاعتداءات أدت إلى نزوح جماعي واسع للسكان نحو القرى والمناطق المجاورة في ظروف إنسانية بالغة القسوة، فيما لا يزال عدد كبير في عداد المفقودين”.

هيئة “محامو الطوارئ” حمّلت قيادة قوات الدعم السريع “المسؤولية القانونية الكاملة عن هذه الجرائم والانتهاكات”.

ودعت المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية إلى “التحرك العاجل لوقف المجزرة وحماية المدنيين”.