عودة الأمطار إلى الجنوب الشرقي والسكان يحبسون أنفسهم خوفا من شبح الفيضانات
عادت تهاويل الأمطار الطوفانية لتخيم على مناطق الجنوب الشرقي للمملكة من جديد، بعد إصدار المديرية العامة للأرصاد الجوية نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي بخصوص زخات رعدية قوية (ما بين 30 و60 ملم)، مصحوبة بحبات البرد وبهبات رياح محليا قوية (ما بين 70 و85 كلم/س)، مرتقبة اليوم الإثنين بعدد من المناطق، من بينها الجنوب الشرقي للمملكة.
ومنذ بداية شهر شتنبر المنصرم، لا تكاد السيول الجارفة التي عرفتها المنطقة جراء الأمطار الطوفانية تنتهي حتى تبدأ مرة أخرى طارقة أبواب منازل مازالت مدمرة وباحثة عن أرواح مازالت منهكة.
ولم يتسن للمنكوبين من فيضانات 7 من شتنبر و 20 من نفس الشهر أن يلتقطوا أنفاسهم ويحصوا خسائرهم ويلملموا جراحهم حتى تبدى لهم شبح فيضانات أخرى تطل عليهم، وكأن الموت يأبى أن يفارقهم.
إن المشاكل لا تأتي فرادى، لم تعد الأمور هنا كما كانت، كنا إلى وقت قريب ننتظر المطر على أحر من جمر خصوصا بعد سنوات الجفاف التي أضرت بالبلاد والعباد ، لكننا اليوم ننظر إلى التساقطات بتوجس كبير، هكذا بدأ الفاعل المدني باقليم طاطا أحمد الهبولي حديثه لصحيفة “صوت المغرب”.
وأشار الهبولي إلى أن المنازال ما زالت مدمرة وأن أغلب الأسر ترقد مع أخرى بعد فقدان منزلها، إثر الأمطار الأخيرة مشيرا إلى والوضع الإنساني المزري والخسائر الفادحة التي ألمت بالجميع.
وطالب الهبولي الجهات المعنية باتخاذ خطوات احترازية، ونهج خطوات واقعية لتفادي الأحداث المأساوية التي عرفتها مناطق الجنوب الشرقي، إثر الأمطار الغزيرة التي غمرت مختلف أرجاء المنطقة، وخلفت خسائر بشرية ومادية فادحة.
هذه التساقطات ستعمق أزمة السكان الذين سقطت منازلهم، وستزيد من عزلة الجميع يقول المتحدث ذاته ويضيف “الأمطار ستعرقل عمليات فتح المسالك الطرقية وإزالة مخلفات السيول الأخيرة”.
وأفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية، اليوم الاثنين 14 أكتوبر 2024، بأن زخات رعدية قوية (ما بين 30 و60 ملم)، مصحوبة بحبات البرد وبهبات رياح محليا قوية (ما بين 70 و85 كلم/س)، مرتقبة اليوم الإثنين بعدد من مناطق المملكة.
وأوضحت المديرية، في نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، أن هذه الزخات الرعدية ستهم، عمالات وأقاليم ميدلت، تنغير والرشيدية من الساعة الثامنة و30 دقيقة صباحا إلى الساعة الثامنة مساء.
كما أن هذه الزخات الرعدية مرتقبة بتاونات، تازة، تطوان، بني ملال، إفران، خنيفرة، بولمان، صفرو، أزيلال، مولاي يعقوب، الحوز، الحسيمة، ورزازات، شفشاون، فاس وفكيك من الساعة الثانية عشرة ظهرا إلى الحادية عشرة ليلا.
وكانت عدد من الهيئات الحزبية والنقابية والحقوقية والمدنية قد دعت السلطات العمومية، من أجل التدخل العاجل والفوري وإعلان طاطا إقليما منكوبا، جراء السيول الجارفة التي شهدها إقليم طاطا والتي خلفت خسائر مادية وبشرية جسيمة.
وتضمنت الدعوة المعنونة ب”نداء طاطا”، عشر مطالب، حصلت على 300 توقيع، من طرف مختلف التنظيمات النقابية والحقوقية والجمعوية وكذا شخصيات وطنية بارزة.
وسجلت الدعوة وجود محدودية في موارد فرق الإنقاذ وقصور في خطط الإخلاء وتهيئة الملاجئ وضمان الممرات الآمنة لعدد من الدواوير المحاصرة.
وفي هذا السياق، طالبت الأطراف الموقعة باتخاذ مجموعة من الإجراءات العاجلة أولها إعلان طاطا منطقة منكوبة، بما يتيح استنفار كل الموارد الوطنية وتوفير الدعم المالي واللوجستي، مع إطلاق حملة إغاثة وطنية تلبي الاحتياجات الأساسية لسكان المناطق المتضررة.
ودعت إلى توفير فرق الإنقاذ والمساعدات الطبية، عبر إرسال فرق إنقاذ متخصصة ومستشفيات ميدانية لتقديم الرعاية الصحية العاجلة للمصابين والمتضررين، إلى جانب إصلاح البنية التحتية المتضررة، بدءا بإصلاح الطرق والجسور وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات.
وشدد الموقعون على الدعوة، على ضرورة مراجعة خطط الطوارئ على المستوى الوطني، من أجل تحسين الوقاية والتدخل السريع في حال حدوث كوارث مشابهة مستقبلا، وإصدار قرار يمكن ضحايا هذه الكارثة من الاستفادة من نظام الإعانة لفائدة الأشخاص الذاتيين الذين لا يتوفرون على أية تغطية أو تأمين وتقديم تعويضات مالية للمتضررين.
في هذا السياق، تمت الدعوة إلى إحداث برنامج للتدبير المندمج للتخفيف من تداعيات الكوارث و الآفات الطبيعية و القدرة على مواجهتها وتجاوز الضعف الذي يطبع تفعيل الاستراتيجية الوطنية لتدبير المخاطر الطبيعية (2020-2030).
*عبيد الهراس