عمار نامق: تجربة الأسود في مونديال قطر رفعت سقف التحديات أمام الإعلام المغربي

أكد الإعلامي عمار نامق، مقدم الأخبار الرياضية بقناة الجزيرة، أن الإعلام الرياضي العربي بحاجة إلى عقلية جديدة تمنح الصحافيين حرية أكبر في تغطية الأحداث، مشيرًا إلى أن الفوارق بين التغطية الغربية والعربية لم تعد جوهرية كما في السابق، باستثناء هامش الحركة والحرية التحريرية.
وقال نامق، خلال حديثه مع صحيفة “صوت المغرب”، على هامش حلقة نقاشية حول الصحافة الرياضية وتغطية البطولات الكبرى، نظمت في المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، إن الإعلام الغربي لا يزال يتفوق من حيث سلاسة التغطية والتنقل، بينما يظل الإعلام العربي محتاجًا إلى تطور في الذهنية قبل الإمكانيات.
واعتبر المتحدث أن الفرق بين الإعلام العربي والغربي يتقلص تقنيًا، “بل إن بعض القنوات العربية، وعلى رأسها قناة الجزيرة، باتت تملك تجهيزات وتقنيات متطورة تتفوق على نظيراتها في أوروبا وأمريكا”.
وأضاف: “الفارق لم يعد تقنيًا، بل يرتبط أساسًا بالحرية التحريرية، وهذا ما يجعل التغطية الغربية أكثر مرونة وانفتاحًا”.
وفي ما يخص دور الصحافي الرياضي في الموازنة بين الموضوعية والإثارة، قال نامق: “الصحافي الذي يمتلك مهارات حقيقية هو من ينجح في الفصل بين انتمائه الشخصي وواجب الحياد. دائمًا أقول لطلابي إن الإعلام الرياضي لا يُدرس فقط في الكتب، بل يتطلب موهبة حقيقية وحسًا مهنيًا عاليًا”.
وشدد المتحدث على أن التكوين الإعلامي المتين يجب أن يشمل المهارات التحريرية والتقنية والقدرة على التعامل مع الانفعالات الرياضية، موضحًا أن الرياضة ميدان تتقاطع فيه المشاعر والانتماءات، ما يفرض على الصحافي أن يكون متزنًا ومهنيًا في كل الظروف.
وفي حديثه عن تجربة المغرب ما بعد مونديال قطر 2022، قال نامق: “المغرب ليس كما كان قبل كأس العالم 2022. المنتخب المغربي حقق إنجازًا عالميًا وضعه ضمن القوى الكبرى، لكن يجب الخروج من نشوة ذلك الحدث. الإخفاق في كأس إفريقيا بكوت ديفوار أظهر أن العقلية الاحترافية هي المفتاح للمحافظة على هذا المستوى”.
واعتبر المصدر ذاته أن الإعلام المغربي مطالب أيضًا بمواكبة الطفرة الكروية، خصوصًا في ظل الاستحقاقات الكبرى التي تنتظر المملكة، مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم للأندية، والتحضير لتنظيم مونديال 2030.
وقال: “ما زلنا بحاجة إلى تطوير التغطيات، فالتلفزيون لم يعد كما كان قبل 20 أو 30 عامًا، والتغيير يتطلب تكوينًا حقيقيًا لجيل إعلامي جديد”.
وأعرب الإعلامي عن تفاؤله بالمواهب الإعلامية الشابة في المغرب، مشيرًا إلى أن “تجربة ماستر الصحافة الرياضية في الرباط تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح”.
وخلص عمار نامق إلى التأكيد على أن “هناك طاقات جميلة فعلاً، لكن بعضها يحتاج إلى دعم وتكوين، وأنا مؤمن بأن المغرب يملك كنزًا حقيقيًا في العنصر البشري، ويجب استثماره بشكل جيد لبناء إعلام رياضي قوي ومؤثر”.