علم فلسطين يرفرف في وجه ترامب خلال مباراة “السوبر بول”

شهدت مباراة “سوبر بول” التي أقيمت بحضور الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فجر اليوم، الإثنين 10 فبراير 2025، في ملعب “سيزارز سوبر دوم” بمدينة نيو أورليانز، اقتحام ناشط لأرضية الملعب أثناء عرض غنائي لنجم الراب كندريك لامار، رافعًا علمي فلسطين والسودان.
وخلال الاستراحة بين الشوطين، وقف الناشط على سيارة “GNX” التي كانت جزءًا من العرض، ورفع العلمين أمام آلاف الحضور، حيث كان مكتوبًا على العلم الفلسطيني “غزة”، وعلى العلم السوداني “السودان”.
لكن لم تدم الاحتجاجات طويلاً، إذ هرع عناصر الأمن نحوه بسرعة، وبدأت المطاردة التي استمرت قرابة 45 ثانية في المنطقة السفلية للملعب، حيث حاول الناشط تفادي الراقصين الذين كانوا يحملون رايات ضخمة، قبل أن يتمكن أحد عناصر الأمن من طرحه أرضًا وإخراجه من الملعب وسط تشديد الإجراءات الأمنية.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تعيش فيه القضية الفلسطينية مرحلة حساسة بعدما أثار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، موجة من الجدل بتصريحاته حول القضية، حيث اقترح في وقت سابق أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، كما دعا إلى ترحيل جزء كبير من السكان الفلسطينيين إلى دول أخرى.
ويعتبر حضور ترامب لمباراة “سوبر بول” بصفته رئيسًا، هو الأول من نوعه لرئيس أمريكي يشاهد هذا الحدث الرياضي من المدرجات.
ومع انطلاق الاحتفالات قبل المباراة، ظهر ترامب على أرضية الملعب، حيث التقط صورا مع رجال الإطفاء والشرطة، بالإضافة إلى عائلات ضحايا الهجوم الذي شهدته نيو أورليانز مطلع هذا العام.
وأثناء عزف النشيد الوطني الأمريكي، ظهر الرئيس في وضعية عسكرية، واضعًا يده على جبهته، وهو مشهد لاقى تفاعلًا كبيرًا من الجماهير، التي بدت أكثر ميولًا للجمهوريين بالنظر إلى شعبية كرة القدم الأمريكية في الأوساط المحافظة.
ولم يفوّت ترامب فرصة الهجوم على المغنية الشهيرة تايلور سويفت، التي حضرت المباراة لدعم صديقها، لاعب كانساس سيتي تشيفز، ترافيس كيلسي.
وعلّق الرئيس الأمريكي عبر منصته “تروث سوشال” ساخرًا: “الشخص الوحيد الذي قضى ليلة أسوأ من فريق كانساس سيتي هي تايلور سويفت، لقد تمّت هُتافاتها (صافرات الاستهجان) بصوت عالٍ!، كما أضاف شعاره الانتخابي “اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا”.
وتأتي هذه الانتقادات بعد أن دعمت سويفت علنًا منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، في الانتخابات الأخيرة.
ولم يقتصر حضور ترامب على الجانب الرياضي، بل استغل الحدث لإعلان قرار اقتصادي مفاجئ، حيث أعلن خلال استراحة المباراة عبر منصته أنه سيوقف إنتاج وتداول القطع النقدية الصغيرة “البنس”، معتبرًا أنها “إهدار غير ضروري” نظرًا لتكلفة إنتاجها التي تتجاوز قيمتها الفعلية.
وقبل انطلاق المباراة، توقع ترامب فوز كانساس سيتي تشيفز، مشيدًا بقدرات نجم الفريق باتريك ماهومز، ومشيرًا إلى أن “الفرق العظيمة تعرف كيف تربح”.
وإلى جانب الزخم الإعلامي الذي أحاط بوجود ترامب في المدرجات، أثيرت تساؤلات حول التكلفة الباهظة لحضوره، حيث أشارت تقديرات إلى أن النفقات الأمنية والتنظيمية قد تصل إلى 20 مليون دولار، وهو ما دفع بعض المنتقدين إلى التشكيك في جدوى حضوره في ظل السياسات التقشفية التي أعلن عنها في بداية ولايته الثانية.