عزيز غالي لـ”صوت المغرب”: 70 ألف أستاذ مستعدون للتخلي عن أقسامهم للمشاركة في الإحصاء- فيديو

دافع عزيز غالي، الحقوقي ورئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عن موقفه الرافض لمشاركة رجال التعليم في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى، والتي ينتظر أن تنطلق مع بداية الموسم الدراسي، متمسكا بكون مشاركة هذه الفئة تضر بمصلحة التلميذ، وموزعا مسؤولية “إفشال الدخول الدراسي” بين الدولة والأساتذة.
وتحدث غالي باستفاضة خلال استضافته في برنامج “لقاء خاص” على منصة “صوت المغرب” عن موقفه من مشاركة الأساتذة في الإحصاء، وقال إن هذه السنة الدراسية التي يقبل المغرب على افتتاحا بعد أيام تحظى بخصوصية أكبر، لكونها الأولى بعد موسم دراسي مضطرب بسبب الإضرابات، ما كان يستدعي تركيزا أكبر على إنجاحها، وتخصيص شهر شتنبر للتقييم الخاص بمستوى التلاميذ، لتدارك ما فاتهم.
وأوضح غالي، أنه على الرغم من تضارب الأرقام حول العدد الحقيقي للأساتذة الذين سيشاركون في عملية الإحصاء مع بداية الدخول المراسي، فإنه على الأقل 10 آلاف أستاذ سيشارك، معلقا على الرقم بالقول “وأنا أقول إن الحقوقي ورجل حقوق الإنسان يجب أن يكون مصابا بعمى الألوان، وبالتالي فإن 10 آلاف قسم سيكون مغلق، و400 ألف تلميذ سيكون خارج مقاعد الدراسة خلال شهر شتنبر”.
ونبه غالي، إلى أن أكبر من يراهم متضررين من عملية الإحصاء هم تلاميذ العالم القروي، وذلك لكون وزارة التعليم أعطت أحقية اختيار المشاركين في الإحصاء إلى مديري الأكاديميات، وهم من جانبهم اختاروا أساتذة التعليم القروي بنسبة كبيرة، ما يعني حسب قوله أن التلاميذ المتضررين من هذه العملية سيكونون هم تلاميذ العالم القروي بالدرجة الأولى وليس العالم الحضري ومؤسسات الريادة.
غالي، يقول في حواره إنه يحمل المسؤولية للحكومة بالدرجة الأولى لوقوفها وراء “إفشال الدخول الدراسي بقرار”، ولكن كذلك لرجال التعليم لكون مشاركتهم في الإحصاء مشاركة اختيارية، و “70 ألف رجل تعليم عبأ طلب المشاركة، ما يعني أن 70 ألف أستاذ مستعد لترك القسم من أجل الإحصاء”.
معركة رجال التعلي مخلال العام الماضي، والتي أخرجتهم من الأقسام لشهور، يقول غالي أنها كانت مشروعة، ورفعت مطالب ويحمل الحكومة مسؤولية تعثر الموسم الدراسي لتعنتها في الاستجابة للأساتذة، ويتساءل في هذا الصدد “العام الماضي كانوا يقولون مكاننا في القسم وليس في الشارع، والآن أين هو موقعهم!”.
من جانب آخر، يرى غالي أن الأولى بالمشاركة في الإحصاء هم الخريجون والعاطلون عن العمل، والذين يقول إنه لا توجد قرية مغربية تخلوا منهم، وكان من الممكن أن تمثل المشاركة في الإحصاء فرصة عمل لهم، كما أن التكوين لهذه العملية، كان من الممكن أن يفتح لهم آفاق عمل مع الشركات المتخصصة في الاستطلاعات.
ويضيف غالي، أن المغرب اعتمد على رجال التعليم في الخمسينات والستينات لافتقاده لمن يمكنه أن يقوم بهذه المهمة، إلا أنه اليوم، مع وجود حملة شهادات عاطلين، فإن هناك بديل قادر على إنجاز العمل بدل الأساتذة، كما أنه كان من الممكن حسب قوله الاعتماد على نماذج دول مثل الهند، تعتمد على الأساتذة لكن خارج أوقات عملهم.
ويخلص غالي إلى أنه في فاتح شتنبر 2024 ف”سنكون أمام نموذجين من رجل التعليم، نموذج سيحمل محفظته للقسم وهناك آخر سيحمل محفظته لإنجاز مهمة وسيترك مسؤوليته”، مستنكرا بالقول “هل تتخيل أن 400 ألف تلميذ سيكون بدون تعليم خلال شهر شتنبر”.