صيف مزدحم وإيرادات قياسية يعيدان التوازن المالي لبرشلونة

عاد نادي برشلونة لكرة القدم إلى تحقيق الأرباح خلال السنة المالية 2024-2025، مسجلًا فائضًا قدره 5 ملايين يورو (حوالي 50 مليون درهم)، بعد عام مالي صعب خسر فيه النادي 91 مليون يورو (حوالي 910 مليون درهم)، غير أن هذا التحسن، الذي رافقه ارتفاع ملحوظ في الإيرادات، لا يعكس بالضرورة حالة استقرار مالي مكتملة.
ووفقًا للأرقام التي نشرتها صحيفة موندو ديبورتيفو، فقد بلغت مداخيل النادي 950 مليون يورو، متجاوزة التوقعات الأولية بفارق 62 مليون يورو.
ويعزى هذا الانتعاش المالي إلى أداء قوي على مستويات متعددة، أبرزها مبيعات التذاكر، التي وفرت 44 مليون يورو إضافية رغم تأخر العودة إلى ملعب “كامب نو”، بالإضافة إلى زيادة ملموسة في إيرادات حقوق البث التلفزيوني، بعد تأهل الفريق إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لأول مرة منذ موسم 2018-2019.
كما ساهمت اتفاقية التجديد مع شركة “نايكي” في رفع مداخيل الرعاية إلى 260 مليون يورو، في حين شهدت التجارة الرقمية للنادي نموًا ملحوظًا، إذ ارتفعت المبيعات عبر المتجر الإلكتروني من 107 إلى 140 مليون يورو، في مؤشر واضح على توسع القاعدة التجارية للنادي عالميًا.
لكن هذا الانتعاش المالي لم يخلُ من تناقضات، إذ كشف رئيس النادي خوان لابورتا أن مكافآت الأداء للاعبين، والتي لم تكن مبرمجة في الميزانية الأصلية، كلفت النادي نحو 62 مليون يورو، ما أثر بشكل مباشر على صافي الأرباح.
“نجاحات الفريق على أرض الملعب رفعت الإيرادات، لكنها زادت أيضًا من النفقات بطريقة غير متوقعة، مما قلص هوامش الربح إلى الحد الأدنى”.- خوان لابورتا
وأشار لابورتا في تصريحات نشرتها موندو ديبورتيفو إلى أن غياب برشلونة عن كأس العالم للأندية أدى إلى خسارة مباشرة قُدرت بـ50 مليون يورو، وهو ما وصفه بـ”الفرصة المهدورة”، لافتًا إلى أن جولة الصيف التحضيرية في آسيا ستحاول تعويض هذا الغياب جزئيًا.
ورغم أن أرباح هذا الموسم تبقى أقل بكثير من أرباح موسم 2022-2023، الذي شهد قفزة مالية استثنائية بفضل تفعيل ما عُرف حينها بـ”الروافع الاقتصادية”، فإنها تعبّر، بحسب مجلس شيوخ النادي، عن بداية مرحلة أكثر توازنًا واستدامة في مسار التعافي.
رياضياً، عاش الفريق موسمًا استثنائيًا تحت قيادة المدرب الألماني هانسي فليك، الذي قاد برشلونة إلى التتويج بثلاثة ألقاب محلية وهي الدوري الإسباني، كأس ملك إسبانيا، وكأس السوبر الإسباني، محققًا رقمًا محليًا غير مسبوق، إلى جانب بلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ما منح النادي دفعة قوية على المستويين الرياضي والتجاري.
ورغم التحديات المتبقية، يرى مسؤولو النادي أن هذه النتائج المالية تمثل حجر أساس جديد في بناء مشروع رياضي واقتصادي متماسك، يُراهن عليه لإعادة برشلونة إلى واجهة المنافسة العالمية.