story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
التعليم والجامعة |

زيارة وفد طلابي لمؤسسات دستورية.. خطوة لتعزيز التكوين الأكاديمي والانفتاح المؤسساتي

ص ص

نظمت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكادير، التابعة لجامعة ابن زهر، يوم الأربعاء 10 أبريل 2025، زيارة بيداغوجية ميدانية لمؤسسات دستورية بالعاصمة الرباط. الزيارة نظمت لفائدة طلبة سلكي إجازة التميز والماستر، بشراكة مع مركز جاك بيرك للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، و بتغطية إعلامية خاصة من صحيفة “صوت المغرب”.

وشملت هذه الزيارة، بالإضافة إلى مقر المحكمة الدستورية للمملكة ومجلس النواب، مركز جاك بيرك للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية. إذ كان الهدف من ذلك، حسب المنظمين، ترسيخ تجربة أكاديمية متميزة بغية تشجيع الطلبة على الانفتاح على المؤسسات الدستورية من الداخل وعلى احتكاكهم بالواقع الميداني.

طلبة في قلب المؤسسات الوطنية

شارك في هذه الزيارة 34 طالباً وطالبة، منهم باحثين في سلك الدكتوراة والماستر، وطلبة مسلك “إجازة التميز في المنازعات القانونية”، ورافقهم أربعة مؤطرين من هيئة التدريس، وعلى رأسهم نائبة عميد الكلية.

وتمثل هذه الزيارة، الأولى من نوعها التي يحل فيها طلبة جامعة ابن زهر بأكادير ضيوفاً على المحكمة الدستورية وعلى غرفة مجلس النواب، خطوة غير مسبوقة تعكس دينامية جديدة في العلاقة بين الجامعة والمؤسسات الدستورية للمملكة المغربية.

انفتاح على طلبة الجامعة

شكلت المحكمة الدستورية أول محطة في برنامج الزيارة، إذ استُقبل الوفد الطلابي من طرف محمد أمين بنعبد الله، رئيس المحكمة، في سابقة نوعية تُحسب لهذه المؤسسة الدستورية.

وفي كلمة ترحيبية ألقاها بنعبد الله، رحّب هذا الأخير بالطلبة والأساتذة المرافقين، معتبراً أن فتح أبواب المحكمة أمام الطلبة والباحثين يُعدّ خطوة رمزية قوية تعكس انفتاح المؤسسات والمرافق العمومية على الجامعة، فضلا عن تعزيز مثل هذه المبادرات لمسألة الثقة في المؤسسات، وتحقيق نوع من الربط بين المعرفة النظرية والواقع العملي.

كما تقاسم، رئيس المحكمة الدستورية، مع الوفد الطلابي مجموعة من المعطيات حول تاريخ المؤسسة ومراحل تطورها، إضافة إلى دورها في مراقبة دستورية القوانين وأهمية القضاء الدستوري في تعزيز هذه الرقابة.

وتعتبر خطوة فتح أبواب هذه المؤسسة الدستورية أمام الباحثين والطلبة تعبيرا واضحا عن توجه جديد للمحكمة الدستورية في عهد ولاية الرئيس الحالي. إذ يهدف ذلك، حسب رئيس المحكمة، إلى الانفتاح على المجتمع المدني والأكاديمي بالمملكة، وكسر جدار البعد بين الطالب والمؤسسات الدستورية التي تُعد من بين المواضيع والمحاور الأساسية في تكوينه الجامعي، خصوصاً في مجالي القانون الدستوري والقضاء الدستوري.

وتفاعل الطلبة مع الكلمة التي ألقاها رئيس المحكمة الدستورية، عبر طرح عدد من الأسئلة المهمة، مما جعل من هذا النشاط العلمي فضاء للنقاش والحوار في مواضيع وإشكالات لها صلة باختصاصات المحكمة، آليات الرقابة الدستورية، والتحديات المطروحة أمام عمل هذه المؤسسة الدستورية.

جسر أكاديمي بين المغرب والعالم

بعد زيارة المحكمة الدستورية، حلّ الوفد ضيفاً على مركز جاك بيرك للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، حيث استقبلتهم ممثلة عن المركز، مكلفة بالنشر والمكتبة الجامعية، نجمة زغريوي، بكلمة عرّفت فيها بتاريخ هذه المؤسسة البحثية وأهميتها خصوصا بالنسبة للطلبة والباحثين الشباب.

وأبرزت في حديثها أن المركز يشكل فضاءً علمياً فريداً، يجمع بين الانفتاح الأكاديمي والتعدد الثقافي، كما يشجع الباحثين الشباب على تطوير أبحاثهم بالمشاركة الأكاديمية الفعالة من خلال انخراطهم في المركز وفي مكتبته الجامعية المفتوحة.

الطلبة في قبة البرلمان

في الفترة الزوالية، توجه الوفد إلى غرفة مجلس النواب، وحظي الطلبة هناك باستقبال رسمي من طرف ممثلي مصلحة العلاقات العامة، وعلى رأسهم محمد شيبا. إذ قدموا شروحات مستفيضة حول هندسة المجلس، أدواره، ولجانه الدائمة، كما حظي الوفد بجولة داخل قاعة الجلسات العامة، وأخذوا صورا تذكارية داخلها.

وتفاعل الطلبة مع المداخلات التي قدمت من طرف أطر مجلس النواب، إذ انصب النقاش حول آليات التشريع والمراقبة، ودور المؤسسة البرلمانية في التوازن المؤسساتي، مع شرح خصوصية عمل النواب داخل المؤسسة التشريعية، وخاصة مهام اللجان بمختلف تخصصاتها.

اعتراف وتقدير

وحرص الساهرون على تنظيم هذه الزيارة على تقديم شهادات شكر وتقدير باسم عمادة الكلية للجهات المستقبِلة والشركاء في تنظيم هذا الحدث الأكاديمي، وعلى رأسها محمد أمين بنعبد الله، رئيس المحكمة الدستورية، وأنوك مديرة مركز جاك بيرك، بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب ومدير صحيفة “صوت المغرب”.

وهذا مع التأكيد على أن الهدف من الزيارة، حسب المنظمين، هو تمكين الطلبة من الاحتكاك المباشر بالمؤسسات الدستورية، وتشجيع الباحثين الشباب على توظيف المعرفة النظرية وربطها بالواقع الميداني في أبحاثهم المستقبلية.

فضلا عن رغبة المنظمين في مواكبة الطلبة بغية تطوير مهارات الحوار والتفكير النقدي لديهم، إيماناً منهم بأن مستقبل الأبحاث في العلوم الاجتماعية، بما فيها العلوم القانونية، لا يمكن أن يتطور دون المزج بين المعرفة النظرية والمعاينة الميدانية.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة البيداغوجية أشرف على تأطيرها أساتذة عن جامعة ابن زهر بأكادير وهم: محمد المساوي، بشرى اجدايني، عبد الإله أمين، وعبد الإله سطي، وعن مركز جاك بيرك: مصطفى المناصفي وعبد العزيز احلوى.

*كنزة احسيني الخاضير