story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

زلزال الحوز..”ماتت أمي وأبي وإخوتي”

ص ص

” ماتت أمي ومات أبي وإخوتي وجدي” ثم يستدرك “لا لم يمت جدي هو وحده من نجى من العائلة” يقول طفل صغير في العاشرة من عمره أو أكبر من ذلك بقليل تبدو على عينيه ملامح حزن أثقل من سنه بكثير ولا زال جرح في وجهه يسيل دما فهو قد نجى بمعجزة من الموت تحت الحطام .

من هول الصدمة اختلطت في رأسه المشاهد والصور والأرقام من مات من أسرته ومن نجى؟ يحصي العدد مستعينا بأصابعه الصغيرة المجروحة مات الأب والأم والإخوة وظل الجد.

لا شك أن ذلك الجرح في وجه الصغير سيندمل قريبا ولكن جرح الفقد في القلب والذاكرة سيستمر معه لعمر طويل.

في منطقة أخرى كانت أمينة تحادث خطيبها الذي يبعد عن دوارها بساعتين. لم يكن أحد منهما يدري أنها ستكون المكالمة الأخيرة بينهما. يقول عمر آيت مبارك شاب في منتصف عقده الثاني “كنا نتحدث كما نفعل عادة وفجأة سمعت ضجيج الانهيار ثم انقطع الخط” ولم يكن عمر يدرك أن أنفاس أمينة ستنقطع بعد ذلك مباشرة.

توجه عمر مذعورا إلى دوار خطيبته لكنه وصل متأخرا جدا فأمينة كانت قد فارقت الحياة تحت الحطام. انتشلها جثة هامدة بوسائله البدائية ثم بيديه حملها إلى المقبرة بعد أن كان كل حلمه أن يحملها عروسا إلى منزله.

ببلدة أمزميز قضت السيدة “فاطمة” يومين كاملين في بحث مضن عن جثة زوجها تفعل ذلك بشكل مستمر منذ ليلة الجمعة التي حدثت فيها المأساة تحفر بيديها وتزيح الأنقاض هي تعرف جيدا خريطة منزلها الذي تهاوى وتعرف تماما مكان الغرفة التي أغرق حطامها جثة الزوج ولكنها لم تتمكن حتى اللحظة من العثور عليه ولن يرتاح لها بال حتى تراه وتدفنه بيديها تحت التراب.

وبالرغم من تلاشي الآمال في العثور على ناجين محتملين بعد مضي أكثر من 72 ساعة على الزلزال المدمر الذي خلف نحو ثلاثة آلاف قتيل حسب آخر حصيلة رسمية ماتزال جهود فرق الإنقاذ والإغاثة متواصلة.