story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

ريال مدريد والفيفا !

ص ص

خروج مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي أمس وهو في عطلته السنوية ببلاده إيطاليا، بتصريحات تفيد أن النادي الملكي قد لا يشارك في كأس العالم للأندية السنة المقبلة حتى يتبوأ المكانة “المالية” التي يستحقها، لم يكن مجرد كلام خَطُر على باله فجأة وأراد قوله لصحيفة رياضية، وكفى.

فالرجل معروف منذ أن بدأ مشوار مهنة التدريب في منتصف تسعينيات القرن الماضي، بابتعاده عن الخوض في شؤون أخرى غير القضايا التقنية لفريقه وحالات اللاعبين وتفاصيل المباريات، وخروجه “الغامض” الذي فاجأ الجميع وهو يتحدث على غير عادته في الأمور المالية لناديه، فسره المطلعون على خبايا البيت الأبيض أن كارلو أنشيلوتي بصدد “مهمة” كلفه بها الرئيس فلورينتينو بيريز بإلقاء حجرة كبيرة في بِركة الفيفا ومساومتها على نصيب ريال مدريد من “الهمزة” المالية الضخمة التي ستأتيها من كأس العالم للأندية في نسختها الجديدة ب32 فريقا.

التطورات السريعة التي حدثت بعد نشر تصريحات أنشيلوتي صبيحة أمس حول مشاركة “الميرينغي” في مونديال الأندية، لا تعطي تفسيرا آخر سوى أن الأمر كان مرتبا بعناية بين الداهية فلورينتينو بيريز ومدربه العجوز، إذ ساعات بعد ذلك أصدرت إدارة نادي ريال مدريد بيانا أكدت فيه ألا نية للنادي في الغياب عن النسخة الجديدة لكأس العالم للأندية، وأنه سيشارك “من أجل إضافة لقب آخر لجماهيره العريضة” وفق ما جاء في البيان.

بسرعة فائقة بعد ذلك كتب كارلو انشيلوتي تغريدة على منصة إكس يوضح فيها أن تصريحاته “أُسيءَ فهمها” وأنه لم يقصد أن ريال مدريد سيغيب عن كأس العالم للأندية، بل كان يشير إلى قيمة النادي ومكانته و.. و… وكثير من الكلام الفضفاض.

الأمر واضح، فريال مدريد مؤسسة رياضية واقتصادية عملاقة، وكل شيء فيها يدار بدقة وبتخطيط مسبق، خصوصا في الشق المالي والعلاقات مع الأندية والمؤسسات الرياضية الأخرى، ولا يمكن أن نصدق أن مسؤولا كبيرا في النادي مثل المدرب كارلو أنشيلوتي سيبدأ في إطلاق لسانه حول موضوع كبير دون أن يكون قد تلقى تعليمات أو إشارة إلى قول ذلك من إدارة النادي أو من رئيسه على وجه التحديد.

إدارة ريال مدريد وفلورينتينو بيريز يعلمان أن الفيفا لم تحسم شيئا فيما يتعلق بالتعويضات المالية التي ستوزعها على الأندية المشاركة في المونديال الجديد، وأنها لازالت في مفاوضات مكثفة مع شركة “آبل” من أجل بيع حقوق النقل التلفزيوني وعائدات الإعلانات والإشهار، وإثارة الموضوع من طرف كارلو أنشيلوتي كان رسالة تهديد ناعمة لإنفانتينو كي يخصص نصيبا كبيرا من “همزة” مونديال الأندية لريال مدريد عند تقسيمها، وألا يساوي بين النادي الملكي وبين الأندية الأخرى في قيمة المشاركة، وفي رمزية الحضور.

الراجح أنه بين نشر تصريحات أنشيلوتي وبلاغ إدارة ريال مدريد الذي ينفيها، جرى الكثير من “البيع والشرا” بين الفيفا والنادي الملكي من أجل “تعديل” صيغة مرضية لمشاركته في النسخة الجديدة لمونديال الأندية الذي تعمل “إمبراطورية” إنفانتينو كل ما في وسعها من أجل إنجاحه، وضمان عائداته الضخمة لدورات أخرى في المستقبل.