story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
آداب |

خرائط الهجرة في الرواية العربية عنوان أنطلوجيا لحسن نجمي وسعيد منتسب

ص ص

تشكل تمزقات الذات المهاجرة والأسئلة المعلقة حول الهوية في الرواية العربية موضوع أنطلوجيا أعدها ونسقها الكاتبان المغربيان حسن نجمي وسعيد منتسب بعنوان “خرائط الهجرة في الرواية العربية”.

وتقتفي الأنطولوجيا التي تم تقديمها، الثلاثاء 22 أبريل 2025، في إطار الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، صدى الهجرة كموضوع مهيمن في المتن السردي العربي الحديث، خصوصا مع تنامي تدفقات الهجرة خلال العقود الأخيرة، نتيجة الأوضاع السياسية والاقتصادية والنزاعات المسلحة، أو على أساس اختيارات فردية بحثا عن آفاق مختلفة.

وفي جلسة احتضنها فضاء مجلس الجالية المغربية بالخارج، وأدارها الكاتب المعطي قبال، قدم حسن نجمي وسعيد منتسب الكتاب الصادر عن منشورات المجلس بتعاون دار (مرسم)، بوصفه مشروعا رصد اتساع نطاق الروايات التي تتمحور حول الهجرة، كناقل هائل للتمزقات الجسدية والنفسية واللغوية التي يعانيها الروائي العربي المقيم في المنفى (المهجر).

42 تجربة روائية تجمع شتاتها هذه الأنطلوجيا، لكتاب ينحدرون من 13 بلدا عربيا، ويمثلون أجيالا متعاقبة في الكتابة السردية استهلالا بالروائي العراقي غائب طعمة فرمان وروايته “المركب”، مرورا باللبناني إلياس خوري (أولاد الغيتو)، والمغربي مبارك ربيع (غرب المتوسط)، والتونسي الصافي سعيد (الكيتش) والسعودي محمد حسن علوان (سقف الكفاية) والسورية لينا هويان الحسن (ألماس ونساء) وصولا الى جيل جديد من قبيل المصرية نورا ناجي (الجدار) والمغربي مصطفى الحمداوي (موسيقى ودم) وغيرهم.

وترصد الأنطلوجيا سمات عامة تطبع التجارب التي شكلت الهجرة موضوعها المركزي. فاللغة تبدو فيها شيئا شخصيا جدا. “فاللغة الأم لا تنفصل عنها الذاكرة، لأنها تزداد وزنا داخل المتن الروائي، إذ كلما زادت المسافة بعدا والاغتراب جموحا يفر الروائي إلى لغته الأم، فيغترف منها وينغمس في استعاراتها الخاصة”. كما تحضر الذاكرة بقوة “لأن الهجرة تجبر الروائي على النظر أكثر في دواخله التي يحاول تجنبها”.

يبدو الروائي العربي في هذا السياق ممزقا بين فضاءين: فضاء ينتمي إليه، حيث أصوله الثقافية والتاريخية، وفضاء يهاجر إليه ليقيم فيه، منفيا أو بشكل مؤقت أو دائم. هكذا تصبح روايات الهجرة “كتابة مبنية على استعادة تخيلية فكرية للوطن المثالي أمام الشروط المجحفة للمركزية الغربية التي تسعى الى محو الخصوصية وتغريب الانسان”.

يذكر أن الأمر يتعلق بالأنطلوجيا الثانية بعد نظيرتها “أنطلوجيا الهجرة في الرواية العربية” التي صدرت عام 2011 من إعداد حسن نجمي وعبد الكريم الجويطي، ضمن منشورات مجلس الجالية المغربية بالخارج ودار مرسم.