خبير: عائدات “كان المغرب 2025” قد تصل إلى 12 مليار درهم
أيام قليلة تفصل المغرب عن احتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، التي تنطلق يوم الأحد 21 دجنبر 2025، في حدث رياضي قاري ضخم لا يقتصر أثره على المستطيل الأخضر، بل يمتد ليشمل قطاعات حيوية في الاقتصاد الوطني، على رأسها السياحة، والنقل، والخدمات، والتجارة.
وبحسب التقديرات، يُرتقب أن يستقبل المغرب أكثر من 500 ألف مشجع أجنبي خلال فترة البطولة، وهو ما قد يدر، بحسب الخبير الاقتصادي الزبير بوحوت، عائدات اقتصادية تتراوح بين 4.5 و12 مليار درهم، ناتجة أساساً عن الإنفاق على الإقامة، والمطاعم، والنقل، والخدمات المرافقة.
ويشير بوحوت، في حديث لصحيفة “صوت المغرب”، إلى أن هذا التوقع يستند إلى المعطى الديموغرافي للدول المشاركة، إذ يفوق عدد سكان المنتخبات الـ23 المشاركة (باستثناء المغرب) 1.03 مليار نسمة، أي ما يقارب ثلثي سكان القارة الإفريقية.
وتتركز الكتلة السكانية الأكبر في دول معروفة بشغفها الكبير بكرة القدم، مثل نيجيريا، ومصر، والجزائر، وجنوب إفريقيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وتنزانيا.
ويقدّر بوحوت عدد المشجعين الأجانب القادمين إلى المغرب بما بين 517 ألفاً وأكثر من مليون مشجع، باعتماد معدل يتراوح بين 5 و10 مشجعين لكل 10 آلاف نسمة، مع الأخذ بعين الاعتبار القرب الجغرافي، والقدرة الشرائية، والتقاليد الكروية لهذه الدول.
ومن المنتظر أن تحقق البطولة عائدات سياحية مهمة، خصوصاً خلال دور المجموعات، حيث يُتوقع أن يقيم المشجعون الأجانب بمعدل يصل إلى 10 ليالٍ، مع إنفاق يومي يتراوح بين 600 و800 درهم للفرد، “ما قد يرفع مداخيل هذه المرحلة وحدها إلى ما بين 3 و8 مليارات درهم”، بحسب بوحوت.
أما الأدوار الإقصائية، الممتدة من دور ثمن النهائي إلى المباراة النهائية، فمن المتوقع أن تمثل حوالي 50% من مصاريف مرحلة المجموعات، أي ما بين 1.5 و4 مليارات درهم إضافية، ليصل إجمالي العائدات السياحية المرتبطة بالبطولة إلى مستوى قياسي.
وتبرز العاصمة الرباط كأحد أهم مراكز البطولة، حيث ستستضيف أكثر من ثلث المباريات، من بينها لقاءات في دور المجموعات ومباريات الأدوار النهائية، وصولاً إلى المباراة النهائية المقررة يوم 18 يناير بملعب الأمير مولاي عبد الله. ويرى بوحوت أن ذلك من شأنه أن “يمنحها وزناً اقتصادياً وإعلامياً خاصاً مقارنة بباقي المدن المستضيفة”.
وبموازاة ذلك، يتوقع بوحوت أن يشهد قطاع النقل انتعاشة لافتة، خاصة النقل الجوي، حيث يُرجّح أن تنقل الخطوط الملكية المغربية ما لا يقل عن 500 ألف مشجع، محققة عائدات إضافية تُقدَّر بنحو 1.5 مليار درهم، مع تعزيز شبكتها الإفريقية والأوروبية وترسيخ موقع مطار الدار البيضاء كمحور إقليمي.
كما سيعرف النقل البري بدوره ارتفاعاً كبيراً في وتيرة النشاط، بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في المدن المستضيفة.
ورغم هذه الآفاق الإيجابية، يرى الزبير بوحوت، الخبير في اقتصاد السياحة، أن المغرب يواجه تحديات تنظيمية مرتبطة بتدبير تدفقات الجماهير، والنقل، والأمن، وجودة الخدمات السياحية والصحية وخدمات الطوارئ، وهي عوامل حاسمة لضمان نجاح الحدث وتعزيز ثقة الزوار.
ويعد بوحوت كأس أمم إفريقيا 2025 اختباراً حقيقياً لقدرة المغرب التنظيمية، ومحطة مفصلية في إطار الاستعداد المشترك لتنظيم كأس العالم 2030، إذ يُنتظر أن يساهم نجاح البطولة القارية في “تعزيز مكانة المغرب كوجهة رياضية وسياحية رائدة على الصعيدين الإفريقي والدولي”.
وفي السياق ذاته، قال الكاتب العام للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، فيرون موسينغو أومبا، إن كأس إفريقيا للأمم، التي سيحتضنها المغرب من 21 دجنبر الجاري إلى 18 يناير المقبل، ستكون “أفضل نسخة على الإطلاق”، مؤكداً أنه تم بيع أزيد من مليون تذكرة إلى حدود الساعة.
وأوضح موسينغو أومبا، خلال ندوة صحافية خُصصت لتسليط الضوء على آخر تحضيرات المغرب لاستقبال هذه التظاهرة، أن كأس إفريقيا 2025 “ستحطم كل الأرقام القياسية”.
وأضاف أنه “لم يسبق لأي نسخة من كأس إفريقيا للأمم أن شهدت هذا القدر الكبير من الإقبال”، مشدداً على أن جودة بطولة كأس أمم إفريقيا (المغرب 2025) تتجسد، على الخصوص، في بيع أزيد من مليون تذكرة إلى حدود الساعة.