story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

خبير: السياحة المغربية تحقق انتعاشا ملموسا لكن تحديات العدالة المجالية ما زالت قائمة

ص ص

أكد الخبير السياحي الزبير بوحوت أن “الأرقام الأخيرة التي كشفت عنها المندوبية السامية للتخطيط حول الحساب السياحي لسنة 2024، والتي أظهرت ارتفاع الناتج الداخلي الإجمالي للقطاع بنسبة 38,4 في المائة مقارنة بسنة 2019، تعد مؤشرا على انتعاش ملموس في السياحة المغربية”.

وأوضح بوحوت أن مداخيل العملة الصعبة خلال سنة 2024 قاربت 113 مليار درهم، بزيادة قدرها 43 في المائة مقارنة مع مداخيل 2019 التي كانت في حدود 79 مليار درهم، مؤكدا أن “هذا الارتفاع كان له أثر مباشر على القيمة المضافة للقطاع السياحي”.

وأضاف أن العدد الإجمالي للوافدين إلى المغرب وصل إلى 17,4 مليون زائر سنة 2024، “وهو رقم يعكس تطورا كبيرا مقارنة بالسنوات السابقة، ويعزز من القدرة التنافسية للقطاع على مستوى الأداء الاقتصادي والسياحي معا”.

وأشار بوحوت إلى أن هذا التحسن لم يكن فقط مقارنة بسنة 2019، بل أيضا مقارنة بسنة 2023، موضحا أن “المعطيات تشير إلى ثبات نسبي في الأداء وتحسن ملحوظ في مساهمة القطاع السياحي في الناتج الداخلي الإجمالي الوطني”.

ومع ذلك، أكد الخبير السياحي أن “الإشكال الرئيسي الذي لا يزال قائما هو قضية العدالة المجالية في توزيع النشاط السياحي، حيث يتركز نحو 60 في المائة من الرصيد السياحي بين مدينتي مراكش وأكادير فقط، مشددا على ضرورة العمل لتوسيع رقعة التنمية السياحية”.

وأردف أن “هناك تحديات هيكلية أخرى مرتبطة بالموسمية، بحيث يكون الطلب مرتفعا خلال فصل الصيف، في حين أن البنية التحتية غير كافية لاستيعاب هذا الحجم، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ويؤثر على توزيع العائدات السياحية”.

وتابع المتحدث أن “الاعتماد على الأسواق التقليدية لا يزال مستمرا، إذ يأتي نحو 80 في المائة من الوافدين من أوروبا، وهو ما يشير إلى وجود هوامش كبيرة يمكن استغلالها لتنويع الأسواق وزيادة الاستفادة من إمكانات القطاع”.

“لكن وبغض النظر عن الكيف، تظل هذه الأرقام دليلا على الانتعاش الكبير للقطاع السياحي المغربي، وعلى التحسن الملحوظ في مساهمة السياحة في الناتج الداخلي الإجمالي خلال سنة 2024″، على حد تعبير بوحوت.

وفي هذا السياق، كانت المندوبية السامية للتخطيط قد أفادت بأن نتائج الحساب التابع للسياحة لسنة 2024 أظهرت ارتفاعا ملموسا في الناتج الداخلي الإجمالي لنشاط القطاع السياحي بنسبة 38,4 في المائة مقارنة بسنة 2019، ليصل إلى 116,2 مليار درهم.

وأوضحت المندوبية، في مذكرة إخبارية، أنه “نظرا لارتفاع الضرائب الصافية من الإعانات على المنتجات السياحية بنسبة 46 في المائة، فقد ارتفع الناتج الداخلي الإجمالي للسياحة بنسبة 38,4 في المائة ليصل إلى 116,2 مليار درهم سنة 2024 عوض 83,9 مليار درهم سنة 2019. وبالتالي تحسنت مساهمته في الناتج الداخلي الإجمالي الوطني لتصل إلى 7,3 في المائة سنة 2024 مقارنة بـ6,8 في المائة سنة 2019”.

وأضاف المصدر ذاته أن الاستهلاك الداخلي للسياحة بلغ 201,7 مليار درهم سنة 2024، مسجلا ارتفاعا بنسبة 42,6 في المائة مقارنة بسنة 2019.

ويعزى هذا الارتفاع إلى زيادة الاستهلاك الداخلي للسياحة المستقبلة بنسبة 46,8 في المائة ليصل إلى 136,9 مليار درهم، والاستهلاك الداخلي للسياحة الداخلية والمصدرة بنسبة 34,6 في المائة ليصل إلى 64,8 مليار درهم.

وفي هذا الإطار، بلغت حصة السياحة المستقبلة من الاستهلاك المحلي 67,9 في المائة، في حين انخفضت حصة السياحة الداخلية والخارجية إلى 32,1 في المائة خلال سنة 2024.

وبلغت قيمة الإنتاج في قطاع السياحة 181,9 مليار درهم سنة 2024، أي بزيادة قدرها 42,3 في المائة مقارنة بسنة 2019. فيما ارتفعت القيمة المضافة للسياحة لتبلغ 96,4 مليار درهم سنة 2024، أي بزيادة نسبتها 37 في المائة.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني أن المغرب استقبل 18 مليون سائح عند متم شهر نونبر 2025، وهو إنجاز تاريخي يتجاوز إجمالي عدد السياح في سنة 2024 بأكملها، بأكثر من 600 ألف سائح إضافي.

وذكر بلاغ للوزارة، يوم الثلاثاء 02 دجنبر 2025، أن “هذا الأداء الاستثنائي يؤكد دينامية القطاع، حيث عرف نموا بنسبة 13,5 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية”.

وأضاف المصدر ذاته أن هذا الرقم القياسي الجديد يعكس نجاعة الاستثمارات الاستراتيجية التي تم تنفيذها في إطار خارطة الطريق 2023-2026، سواء من خلال تعزيز الربط الجوي أو الترويج الدولي أو تطوير وتنويع العرض السياحي.

ونقل البلاغ عن وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، قولها: “إن هذه الإنجازات تعكس التقدم الكبير الذي عرفه المغرب خلال السنوات الأخيرة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كما تبرز الإمكانات الاستثنائية التي تتمتع بها وجهة المغرب”.

وأضافت الوزيرة: “نحن على المسار الصحيح لإنهاء السنة بقوة، خاصة مع تنظيم كأس أمم إفريقيا الذي يبشر بشهر دجنبر استثنائي”.