خبراء يناقشون دور التكنولوجيا والحكامة في إدارة الأراضي بفعالية

أكدت مسؤولة ملف التنمية الحضرية المستدامة بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، سكينة عبد الإله نصراوي، على دور التكنولوجيات الحديثة والتحول إلى المدن الذكية والمستدامة التي أصبحت واقعًا ملموسًا في المنطقة العربية، وذلك باعتبارها أدوات حاسمة في التخطيط العمراني الحديث.
وأوضحت المسؤولة خلال مداخلتها بالمؤتمر العربي الثالث للأراضي، الثلاثاء 18 فبراير 2024، أن الأدوات التكنولوجية والتحول نحو المدن الذكية يساهمان في تحسين إدارة الأراضي عبر جمع وتحليل البيانات بدقة مما يعزز الشفافية، وهو ما يمكن الحكومات من اتخاذ القرارات المستنيرة بشأن تخصيص واستخدام الأراضي.
وأبرزت المتحدثة أن “الإسكوا” تدعم تطوير أدوات ونظم رقمية لتعزيز الحوكمة الرشيدة للأراضي، بما في ذلك بناء قدرات الحكومات المحلية والإقليمية على استخدام التكنولوجيا في الإدارة الحضرية، مشيرة إلى استعراضات أعدتها مدينة أكادير وعمان في الأردن بدعم من الإسكوا، والتي سلطت الضوء على أهمية التخطيط العمراني والحوكمة المحلية لضمان الوصول العادل إلى الأراضي وتحقيق تنمية شاملة.
وتابعت المسؤولة أن أهداف التنمية المستدامة والخطة الحضرية الجديدة تبرز الدور المحوري للإدارة الفعالة للأراضي في تحقيق التنمية العادلة والمستدامة وتحقيق العدالة في الوصول إلى السكن اللائق، مضيفة أن المنطقة العربية تعاني من تأثيرات النزاعات والأزمات على إدارة الأراضي مثل تدمير البنية التحتية، تهجير السكان، وصعوبة الوصول إلى الأراضي، مما يعرقل التنمية المستدامة.
وأكدت مسؤولة ملف التنمية الحضرية المستدامة بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، أن النمو السريع للمدن وعدم كفاية السياسات الحضرية أدى إلى انتشار العشوائيات التي تفتقر إلى البنية التحتية والخدمات، لذا نعتبر تعزيز إدارة الأراضي وضمان حقوق الحيازة العادلة أساسًا لتحقيق الاستقرار والتنمية.
من جهته، أبرز مدير إدارة الإسكان والموارد المائية والحد من الكوارث بجامعة الدول العربية، محمود فتح الله، أن الدول العربية باتت تواجه تحديات كبيرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجالات إدارة الأراضي وتحقيق المساواة في الحصول على الأراضي والقدرة على التكيف مع تغير المناخ والنمو الاقتصادي المتقلب مع استمرار عدم الاستقرار والصراعات المسلحة في المنطقة.
وفي هذا السياق، أردف فتح الله أن جامعة الدول العربية سعت من خلال مختلف المجالس الوزارية العربية المتخصصة إلى وضع الاستراتيجيات والآليات التي تضمن تحقيق التعاون وتبادل الخبرات بين الدول العربية وإيجاد قنوات للتواصل ومنصات للحوار بين الخبراء في مختلف الموضوعات.
وتابع أنه من بين تلك الموضوعات كانت الاستراتيجية العربية للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة التي تم اعتمادها في القمة العربية التي عقدت في موريتانيا عام 2016، حيث تمثل إطارًا للعمل العربي المشترك في مجال الإسكان والتنمية الحضرية المستدامة.
ويذكر أن المغرب سيستضيف المؤتمر العربي الثالث للأراضي في الرباط خلال الفترة من 18 إلى 20 فبراير 2025.، حيث نظم المؤتمر من قبل وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)، والشبكة العالمية لأدوات الأراضي (GLTN)، ومبادرة الأراضي العربية، بالإضافة إلى عدد من الشركاء الآخرين.
ويعتبر يُعد المؤتمر محطة مهمة في تعزيز الحوكمة الرشيدة للأراضي لتحقيق المكاسب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والسلام في المنطقة العربية. حيث يهدف إلى تبادل المعرفة حول الممارسات الجيدة والابتكارات، وتطوير القدرات، وتعزيز التعاون والتنسيق بين أصحاب المصلحة في قطاع الأراضي. كما يوفر منصة لمناقشة تجارب الدول، وعرض أبحاث جديدة، وتوجيه الاستثمارات، وتعزيز الالتزام رفيع المستوى لتحسين قطاع الأراضي.