جهة الدار البيضاء تضع اللمسات الأخيرة على مخطط لتدبير النفايات غير الخطرة
شرع مجلس جهة الدار البيضاء سطات في تقديم الصيغة النهائية للمخطط الجهوي لتدبير النفايات الصناعية والطبية والصيدلية غير الخطرة، إلى جانب النفايات النهائية، وكذا الفلاحية، والهامدة بالجهة.
ويستعد المجلس، إلى عقد لقاء مرتقب الثلاثاء المقبل، بحضور ممثلين عن مختلف الهيئات والمؤسسات الشريكة، لتقديم الصيغة النهائية للمخطط.
ويأتي هذا المخطط، تفعيلا للمحاور البيئية المدرجة ضمن البرنامج التنموي الجهوي 2022-2027، وامتثالا لمقتضيات القانون التنظيمي 111.14 المتعلق بالجهات، الذي يحدد اختصاصاتها الذاتية في هذا المجال الحيوي.
ويروم المخطط الجهوي لتدبير النفايات إلى تحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية، أهمها تشخيص للوضعية الراهنة لتدبير مختلف أنواع النفايات، فضلا عن وضع تحليل يحدد سيناريوهات التدبير الأكثر فعالية على مستوى المجال الترابي للجهة، بالإضافة إلى تحسين التنسيق بين كافة الفاعلين المعنيين من سلطات محلية، وقطاع خاص، ومجتمع مدني.
وتركز دراسة المخطط لإدارة النفايات غير الخطرة بجهة الدار البيضاء-سطات، تتوفر “صوت المغرب” على نسخة منها، على تقييم مدى إمكانية استغلال هذه النفايات والاستفادة منها عبر مسارات التثمين المختلفة، أو تحديد الأنسب لتوجيهها نحو المطرح.
وتبرز المعطيات المتوفرة حول تقديرات حجم هذه النفايات، تصاعدا مستمرا في كمياتها المتوقعة خلال السنوات القادمة، مما يؤكد الحاجة الملحة لوضع استراتيجيات فعالة لإدارتها.
إلى جانب ذلك، تشير التوقعات إلى استمرار المنحنى التصاعدي لمعظم أصناف النفايات، بحيث من المتوقع أن تصل نفايات مجازر اللحوم إلى 15.30 ألف طن بحلول عام 2028، بينما يُتوقع أن تصل النفايات الهامدة إلى كمية ضخمة تبلغ 7903.97 ألف طن في نفس العام.
وتكشف المعطيات الجديدة المتعلقة بالدراسة، عن تنامٍ ملحوظ ومستمر في كميات هذه النفايات المتوقعة حتى عام 2028.
وحسبما أفادت به مصادر لصحيفة “صوت المغرب”، فإن هذه الأرقام “تؤكد الحاجة الملحة للاستثمار في مسارات التثمين بدلا من التوجه نحو المطرح”.
وتشير التقديرات إلى أن كميات نفايات مجازر اللحوم (غير الخطرة) ارتفعت من 13.53 ألف طن في عام 2018 إلى 14.23 ألف طن في عام 2023، مع توقع وصولها إلى 15.30 ألف طن بحلول 2028.
تشهد نفايات الأسواق ارتفاعا ملحوظا، حيث يُتوقع أن تصل نفايات سوق الخضر والفواكه بالجملة إلى 14.88 ألف طن في 2028، بعد أن كانت 12.78 ألف طن في 2018.
أما نفايات سوق السمك بالجملة، فمن المتوقع أن تبلغ 5.03 ألف طن في 2028، بعدما كان حجمها يصل إلى 4.32 ألف طن في 2018، بينما يُتوقع أن تصل نفايات سوق الدواجن بالجملة إلى 2.55 ألف طن في 2028، بعدما كانت تقدر سنة 2018 بـ 2.19 ألف طن.
وحسب ذات المصادر فإن المثير في هذه التوقعات هو الحجم الهائل المتوقع للنفايات الهامدة، “التي من المنتظر أن تبلغ حوالي 7903.97 ألف طن في عام 2028”.
وفي هذا الإطار، تسعى الجهة إلى تثمين هذه النفايات، “محولة إياها من عبء بيئي إلى موارد اقتصادية ذات قيمة سوقية”.