story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

توقيف 68 شخصًا بسبب أعمال تخريب طالت مركب محمد الخامس

ص ص

شهد مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، الذي أعيد افتتاحه مؤخرًا بعد أشغال تهيئة وإصلاح شاملة استغرقت شهورًا، أعمال تخريب استهدفت عددًا من مرافقه الحيوية، خاصة المراحيض والتجهيزات الصحية التي تم تزويده بها حديثًا، ما أسفر عن توقيف 68 شخصا وفقا لمصادر خاصة لصحيفة “صوت المغرب”.

ووقع أعمال التخريب مباشرة بعد مباراة الرجاء الرياضي أمام حسنية أكادير، التي أقيمت مساء الأربعاء 23 أبريل 2025 برسم منافسات البطولة الاحترافية، وهي ثاني مواجهة يحتضنها الملعب منذ إعادة افتتاحه، ما فجّر موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي استنكرت هذه التصرفات الطائشة.

وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو المتداولة دمارًا واسعًا للتجهيزات والمرافق الصحية ومقاعد الجمهور، وهو الأمر الذي أعاد طرح تساؤلات حول مدى احترام الفضاءات العمومية، وأخلاقيات التعامل مع منشآت رياضية كلفت ميزانية الدولة أموالا ضخمة من المال العام، خاصة في ظل استعداد المملكة لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025، واستحقاقات رياضية عالمية لاحقة ضمن ملف تنظيم كأس العالم 2030.

وفي هذا السياق، عبر مولاي أحمد أفيلال، نائب رئيسة المجلس الجماعي للدار البيضاء، عن غضبه الشديد من الواقعة، واصفًا ما جرى بـ”العيب والعار”، قائلاً: “هذا أمر مخجل ومحزن. لا يمكن تصديق أن هذه الأفعال صدرت من جمهور الدار البيضاء. أتمنى ألا يكون البيضاويون هم من قاموا بهذا التخريب، لأن المركب ملكٌ لهم جميعًا، وله رمزية وتاريخ في المدينة”.

وأضاف أفيلال خلال حديثه مع صحيفة “صوت المغرب”، أنه “سيتم فتح تحقيق في الحادث، وهناك كاميرات تراقب جميع المرافق، وسنتعرف على ما إذا كان المتسببون في هذا التخريب هم الزوار أم أبناء المدينة”، لافتا إلى أنه في جميع الأحوال، هذا الأمر غير مقبول، “لكن إذا ثبت أن هذه الأفعال صدرت من البيضاويين، فهذا عيب بكل المقاييس.”

وأكد المتحدث أن ما جرى لا يمثل فقط خسارة مادية كبيرة، بل ضربة للمشروع الرياضي الذي يمثل مستقبل المدينة، إذ قال: “المركب كلف ميزانية ضخمة وتم تجهيزه بعناية ليكون من أفضل المنشآت في أفريقيا، ومن غير المقبول أن يحدث هذا، ونحن مقبلون على تظاهرات رياضية كبيرة. من المؤسف أن نشهد هذه التصرفات”

وشدد المسؤول الجماعي على أهمية المحافظة على المنشآت الرياضية كجزء من تراث المدينة، قائلاً: “أبناء الدار البيضاء يجب أن يدركوا أن هذا المركب ملك لهم جميعًا. نحن بحاجة للحفاظ عليه كجزء من تراثنا. نحن نتحدث عن شيء أكبر من مجرد ملعب؛ إنه رمز للمدينة، ويجب أن نحترمه ونعمل على حمايته.”

ومن جهته، حذر الأخصائي في علم النفس والمختص في علوم الرياضة، إسماعيل حفيظي علوي، من خطورة تنامي العنف داخل الملاعب المغربية، واصفًا الظاهرة بـ”المعقدة والمتعددة الأسباب”.

وقال حفيظي في تصريح لـصحيفة “صوت المغرب”، “إن العنف في الملاعب ليس وليد اللحظة، بل يرتبط بعوامل تاريخية وتوترات بين الأندية، إلى جانب تصرفات جماهيرية متطرفة تنزع نحو السلوك العدواني دون مبرر.”

وأوضح علوي أن “هناك فئة من الشباب تتأثر بعوامل نفسية واجتماعية، كالإدمان على الكحول والمخدرات، وقد تُستغل هذه الحالات بشكل مفرط، ما يؤدي إلى تصرفات غير منطقية. وهنا يجب فرض الصرامة ومنع دخول أي شخص تظهر عليه علامات الخطر، بل وفرض عقوبات واضحة.”

وفي هذا الصدد، اعتبر الأخصائي في علم النفس أن بعض الجماهير “تجد في الفضاء الرياضي متنفسًا للتعبير عن الإحباط أو التهميش، في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، مما يجعل من العنف وسيلة للتفريغ النفسي.”

وأضاف علوي أنه إلى جانب ذلك، “نحن أمام ظاهرة تتغذى أيضًا من العنف الذي يعيشه الفرد في محيطه اليومي، سواء داخل الأسرة، المدرسة، أو حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت منصات لتكريس العنف اللفظي والتعبيري.”

وخلص إلى التأكيد على أن “الرياضة تجمع بين مجموعة من العلوم، ويجب تطوير مقاربة علمية لمواجهتها، قائمة على التثقيف، التنظيم، والاستفادة من التجارب الدولية، لأن صورة الملاعب هي في النهاية صورة للبلد.”

وأعيد افتتاح المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، يوم 12 أبريل 2025، بعد أزيد من سنة على إغلاقه من أجل إعادة هيكلته وفق شروط جديدة وحديثة، استعدادا لاحتضانه لمباريات كأس إفريقيا للأمم 2025.

وتزامنت إعادة فتح هذا الملعب مع مباراة الديربي البيضاوي بين الرجاء والوداد برسم الدورة الـ 26 من البطولة الوطنية الإحترافية “إنوي”، والتي انتهت بنتيجة التعادل 1-1.

ويكتسي الملعب الرياضي محمد الخامس رمزية خاصة لدى البيضاويين وعموم المغاربة، بالنظر للمباريات التاريخية الكثيرة التي احتضنها، والتي شكلت تاريخ كرة القدم الوطنية الحافل بالإنجازات والعديد من اللاعبين الكبار الذين أسهموا في كتابة هذا التاريخ.