story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
تكنولوجيا |

تنظيم مونديال 2030.. الفيفا تبدي عدم رضاها عن الملف الإسباني

ص ص
رغم أن الأمور في البداية بدت مثالية جدا في ملف احتضان المغرب وإسبانيا والبرتغال لكأس العالم 2030، ورغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أعلن رسميًا عن قبول الملف، بعد زيارات لجان التفتيش للبلدان الثلاثة، وأيضا بعد بعد صدور تقرير تقييمي منح الكثير من الإشادة وعكس رغبتها في تنظيم دورة ناجحة، إلا أنه خلف الكواليس لا تزال هناك الكثير من التجاذبات والتحفظات والنقاط المثيرة للشك، خاصة تجاه الطرف الإسباني من الملف.
تلك التحفظات لا تعود فقط إلى نواقص تتعلق بالتنسيق بين البلدان الثلاثة أو نقص مهول في المنشآت الرياضية أو البنية التحتية، بل إلى عمق أزمات داخلية كبيرة تضرب هياكل كرة القدم الإسبانية وعلاقتها بالقرار السياسي لحكومة بيدرو سانشيز، مهددة هذا الترشيح بقرارات حازمة من الفيفا التي لا تنظر بعين الرضى لما يجري في إسبانيا بخصوص ملف مونديال 2030.
“انعدام الثقة.. تقارير غير مرضية عن سير العمل.. وفضائح متكررة..” بهذه العبارات تحدثت صحيفة “ماركا” الواسعة الإنتشار عن موقف الاتحاد الدولي لكرة القدم من الملف الإسباني، معتبرة أن ملفات تنظيمية عديدة قد تجاوزت الخطوط الحمراء المسموح بها، ونفد معها صبر مسؤولي الفيفا.
فمنذ شهر مارس من العام الماضي وحتى الآن وصلت المؤسسات الكروية الإسبانية إلى وضع تنظيمي كارثي من خلال العديد من فضائح الفساد والتجاذب السياسي، والتي وضعت الكثير من الضبابية حول الإجراءات العملية بشأن تحديث الملاعب على نحو قرع جرس الإنذار بالنسبة للفيفا.
 
مونديال قطر رفع السقف
التنظيم المميز وغير المسبوق لكأس العالم بقطر سنة 2022 والذي أبهر كل زوارها وخلف انطباعا جيدا في أرجاء المعمور، رفع مستوى التحدي لأي بلدٍ قادم يرغب في استضافة هذا الحدث العالمي، وهو ما وضع البلدان المنظمة لمونديال 2030 أمام رهان كبير، وخاصة أن الصور الرائعة من ملاعب قطر المونديالية لا زالت محفورة في ذاكرة لجان التفتيش الخاصة بالفيفا، والتي تتفحص عن قرب استعدادات كل من المغرب وإسبانيا والبرتغال.
وفي هذا السياق أشارت صحيفة “إلموندو ديبورتيفو” إلى أن اللجنة التي قامت مؤخراً بزيارة المدن الإسبانية أبدت عدم رضاها التام عن المعايير والقرارات التي تم اتخاذها بشأن تحسين البنية التحتية في المدن التي ستستضيف النهائيات العالمية بعد خمس سنوات.
وتابعت الصحيفة في تقريرها: “إن شعوراً بعدم الثقة بدأ يتسرب لمسؤولي الفيفا بسبب الوعود الكثيرة التي لم تنفذ والأعمال العديدة التي لا تزال حبراً على ورق”.
 
فضائح في الكرة الإسبانية
ولكي تزداد الأمور سوءا بالنسبة للجنة المنظمة المحلية في إسبانيا، فإن عدداً من الأحداث التي جرت خلال العام الأخير أساءت كثيراً لسمعة الملف الخاص بتنظيم البلاد لكأس العالم، ومن بينها الحادثة الشهيرة لاقتحام الحرس المدني لتدريبات منتخب إسبانيا الأول الذي كان يستعد لملاقاة كولومبيا في لندن، إضافة إلى العديد من ملفات الفساد التي خرجت ولا زالت تخرج من أروقة الاتحاد الإسباني لكرة القدم.
ويضاف إلى ذلك تورط العديد من الأسماء ومن بينها خوسي ماريا فيار رئيس الاتحاد الأسبق، إلى جانب فضيحة رئيس الاتحاد الإسباني السابق لويس روبياليس والمحاكمة التي تعرض لها بسبب قضية القبلة الشهيرة لجينيفير هيرموسو لاعبة المنتخب الإسباني النسوي المتوج بمونديال السيدات، بالإضافة إلى فضائح أخرى تتعلق بالمنظومة التحكيمية في الليغا لإسبانية، مثل “قضية نيغريرا” واتهامات نادي ريال مدريد للحكام بعدم النزاهة في إدارة المباريات.
كما تفجرت قضية “برودي” المتعلقة بشبهات فساد مالي داخل أروقة الاتحاد الإسباني، حول عقود وعمولات مالية غير شفافة تم توقيعها خلال فترة رئاسة روبياليس. وقد داهمت قوات الحرس المدني مقر الاتحاد ومنازل بعض المسؤولين في عملية غير مسبوقة، والتي تستمر فيها التحقيقات حتى اليوم.
 
صراع سياسي في الملف
الزيارات الأخيرة للجنتي الفيفا واليويفا، ذكّرت الحكومة الإسبانية بأن عالم كرة القدم لا يسمح بالتدخلات السياسية في إدارة عمل الاتحادات المحلية، وأن تشكيل لجنة حكومية لمراقبة الأنشطة المالية لجامعة كرة القدم يعتبر أمراً يتعارض مع قوانين الفيفا التي دائما ما تلجأ إلى فرض عقوبات على البلدان التي يتم فيها ذلك.
وظهر الصراع السياسي بشكل جلي في ملف احتضان إسبانيا لمونديال 2030، بعد انتخاب رافاييل لوزان رئيسا جديدا لجامعة كرة القدم، وهو المحسوب سياسيا على الحزب الشعبي المعارض لحكومة سانشيز، وشروعه في إقالة بعض أعضاء لجنة التنظيم، وتعيين موالين له فيها، كما شرع في ربط اتصالات مع المغرب والبرتغال والفيفا من أجل مراجعة الكثير من النقاط في ملف الترشيح.
الحكومة الإسبانية استبقت أي خطوة من لوزان بشأن الإشراف على لجنة تنظيم المونديال، فقررت تشكيل لجنة وزارية من القطاعات المعنية بالتنظيم، فيما يشبه سحب الحزب الإشتراكي الحاكم البساط من غريمه السياسي، وهو الأمر الذي يثير قلق الفيفا بشأن الوفاء بتعهدات إسبانيا في استعدادها الجدي للحدث الكروي العالمي.
 
جدل جديد حول الملاعب
في الأسبوعين الأخيرين لفت انتباه الفيفا مسألتان جديدتان، تتعلق الأولى بتسريب وثائق تفيد بانسحاب ملعب “ميتروبوليتانو” من السباق من أجل استضافة مباريات في نهائيات كأس العالم 2030، دون أي توضيح من اللجنة المنظمة في إسبانيا بشأن غياب صورة الملعب من الملصق الإعلاني لبطولة كأس العالم 2030، علماً أن ملعب أتلتيكو مدريد كان يعتبر من بين أبرز الملاعب التي ستحتضن مباريات المونديال.
مصادر إعلامية إسبانية تحدثت عن تراجع النادي الثاني للعاصمة الإسبانية عن منح ملعبه للفيفا من أجل احتضان مباريات المونديال، بسبب رغبته في استغلال شهور الصيف في كرائه للحفلات الموسيقية الخاصة والتجمعات الجماهيرية غير المرتبطة بالرياضة، بالمقابل تحدثت نفس المصادر عن إمكانية تعويض ملعب ميتروبوليتانو بملعب ميستايا الجديد بمدينة فالينسيا.
أما القضية الثانية فتتعلق بما سُمّي “إساءة استخدام التصنيف” للمعايير المطبقة في الملاعب وشبهات الفساد في هذا الملف، بعد استقالة ماريا تاتو رئيسة لجنة اختيار الملاعب الإسبانية، الأمر الذي أصبحت معه إسبانيا مطالبة بتقديم تفسيرات واضحة للاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يملك صلاحية تغيير الملاعب وإدراج ملاعب أخرى بناء على المعطيات التي تتضمنها لجان تفتيشه، أو حتى سحب التنظيم بشكل كامل من البلد أو إحدى البلدان المضيفة في حال ثبوت عدم تجاوبه مع الشروط الموضوعة.