story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

تضليل وفبركة.. “غربال” تكشف حقيقة “الحملات التحريضية” ضد المهاجرين بالمغرب

ص ص

أظهرت منصة غربال المتخصصة في التحقق من الأخبار والمعلومات، أن أغلب الفيديوهات التي تُروَّج على وسائل التواصل الاجتماعي ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في المغرب، سواء على وسم “الاستبدال الكبير” أو وسوم أخرى، هي فيديوهات مضللة أو تم اقتباسها خارج سياقها الحقيقي، مؤكدة أن هذا الاستخدام المضلل يُستخدم لتأجيج الكراهية والتحريض ضد هذه الفئة.

وكشفت المنصة عن مثال لفيديو نُشر على وسم “لا لتوطين الأفارقة” يظهر ما يُزعم أنه دفعة جديدة من المهاجرين قادمين إلى المغرب، لكن التحقيق أظهر أن الفيديو في الواقع يعود لمظاهرة في كينيا، مشيرة إلى أن المقطع نُقل خارج سياقه ليستخدم كأداة للتحريض دون أي علاقة بالأحداث الحقيقية في المغرب.

وأوردت “غربال” أن فيديو آخر انتشر على منصات التواصل يزعم أنه يُظهر مهاجرين من جنوب الصحراء يرتكبون أعمال عنف ضد قوات الأمن المغربية، لكن بعد التحقق، تبين أن الفيديو يُوثق أعمال عنف لشباب مغاربة خلال ليلة عاشوراء بمدينة سلا، ولا علاقة له بالمهاجرين.

وأشار المصدر كذلك إلى تداول فيديو على وسم “ترحيل جميع اللاجئين” يدعي هجوم آلاف الأفارقة على ضيعة فلاحية في أكادير، لكن البحث كشف أن الفيديو يوثق مواجهات عنيفة في مدينة صفاقس التونسية بين مجموعات من المهاجرين.

وأوضحت المنصة أن وسم #الإستبدال_الكبير ظهر لأول مرة على منصة إكس في 24 فبراير 2025، حيث تم ذكره ضمن محتوى مولد بالذكاء الاصطناعي نشره حساب (AntiproneMaures@)، والذي يروّج لنظرية مؤامرة عرقية تستهدف المغاربة وثقافتهم، وأضافت أن عدد المستخدمين الذين تعرضوا لهذا الوسم بين 24 فبراير و7 غشت 2025 تجاوز المليون ونصف مستخدم.

وأظهرت بيانات التحليل أن 72.1٪ من المحتوى المرتبط بهذا الوسم سلبي ويهدف إلى التحريض، مع نسبة كبيرة من إعادة النشر تقلل من المحتوى الأصلي.

كما كشفت عن الحسابات الرئيسية التي كانت تنشط في الترويج لهذه السرديات، مثل حسابات soufianeel14@ وHamid43838943@ وAntiproneMaures@، حيث ركزت تغريداتهم على تحريض الكراهية ضد المهاجرين وإعادة نشر المحتوى التحريضي بشكل مكثف.

وأوضحت المنصة أن فكرة “الاستبدال الكبير” هي “نظرية مؤامراتية مستوردة من أوروبا، دافع عنها كتاب فرنسيون ومن أبرزهم رونو كامو، وتُستخدم اليوم كأداة تحريض في المغرب لتصوير المهاجرين كتهديد ديموغرافي وثقافي”.

وسلطت منصة غربال الضوء على وسوم أخرى تحمل نفس المضامين مثل “ترحيل الأفارقة مطلب شعبي” و”تطبيق القانون 02_03″، حيث تُحمّل هذه الوسوم المهاجرين “مسؤولية مشاكل الأمن والاقتصاد، دون أي دليل حقيقي، وتستخدم فيديوهات مضللة لدعم تلك الادعاءات”.

وبعد تحليلها بيانات 157 ألف منشورا تم تداولها على الوسمين “#لا_لتوطين_الأفارقة_جنوب_الصحراء” و”#تطبيق_القانون_02_03″، خلال الفترة الممتدة من فاتح يونيو إلى 7 غشت 2025، اتضح للمنصة أن هذه المنشورات وصلت إلى أكثر من 979 ألف مستخدم، وجاء المغرب في صدارة المواقع الجغرافية المرتبطة بالوسمين.

وفي غضون ذلك، أشارت المنصة إلى التحذير الذي أطلقه معهد بروميثيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان في هذا الشأن، حيث نبه إلى أن “هذه الرسائل تساهم في ترسيخ الصور النمطية العنصرية، وبناء تصور تخيلي للتهديد المرتبط بهؤلاء المهاجرين”.

وفي الثاني والعشرين من شهر يوليوز المنصرم، أعلن معهد بروميثيوس للديمقراطية، إلى جانب منظمات حقوقية أخرى، في بيان، عن أن المغرب يشهد انتشار “محتوى يحرض على الكراهية والعنصرية ضد المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء”.

وأوضح البيان أن هذه السرديات “تغذي تمثيلات لا إنسانية، وأحيانا تبنى حول مفاهيم مؤامراتية مثل الاستبدال الكبير”، مضيفا أن هذه الخطابات “تعكس أيضا شكلا من أشكال إعادة إنتاج التراتبيات العنصرية”.