تدني مستوى التلاميذ المغاربة يضع الحكومة أمام الانتقادات ومطالب بالتدارك لإنقاذ جودة التعليم

وضعت نتائج تقرير دولي كشف تدني مستوى التلاميذ المغاربة الحكومة تحت مجهر الانتقادات، بشأن نجاعة سياساتها لإصلاح منظومة التعليم، وسط دعوات لمراجعة شاملة للمنظومة التربوية لمعالجة الاختلالات التي تهدد جودة التعليم ومستقبل الأجيال الصاعدة.
وفي السياق ذاته، نبهت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إلى التراجع الكبير الذي سجله المغرب على مستوى دورة 2023 للتقييم الدولي في الرياضيات والعلوم المعروف “تيمس”، معتبرة أن هذا التدهور الكبير في مستوى التلاميذ المغاربة، له ارتباط مباشر بتبني تدريس العلوم بالفرنسية وهو ما يؤثر على فهم واستيعاب التلاميذ لهذه المواد بلغة أجنبية غير لغتهم الأم ونفورهم منها.
واعتبر حزب العدالة والتنمية في بلاغ أصدره الأحد 8 دجنبر 2024، أن ذلك راجع أيضا، إلى تراكم التعثرات الدراسية من مستوى دراسي إلى آخر، بسبب اعتماد الانتقال دون استحقاق النجاح من الابتدائي إلى الإعدادي.
ودعا حزب “المصباح”، الحكومة إلى التعجيل بتدارك الوضع الآن وقبل فوات الأوان، والعمل على استعادة المسار الصحيح للإصلاح من خلال العودة إلى الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030.
وطالب المصدر ذاته، بضرورة التخلي عن “خارطة الطريق للإصلاح 2022-2026” التي اعتمدتها الحكومة الحالية خارج هذا الإطار، مضيفة في نفس السياق “وهو ما سبق ونبهنا إليه في حينه، وأصبح اليوم يطرح تساؤلات كبيرة بالنظر لهذه النتائج المخيبة للآمال”.
ومن جانب آخر، وفي نفس موضوع تقييم العمل الحكومي في قطاع التعليم على خلفية نتائج التقرير الأخير، عزا الخبير التربوي ورئيس الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم، عبد الناصر الناجي، التراجع الكبير في الإعدادي، لأسباب متعددة من بينها عدم تمكن المنظومة التربوية من تدارك الخصاص في التعليم الذي عانى منه المتعلمون إبان جائحة كوفيد19، وانتهاج سياسة الانتقال من الابتدائي إلى الإعدادي دون استحقاق النجاح.
وأضاف الناجي في تصريحه لـ”صوت المغرب” أن الأسباب تكمن أيضا في ضعف تكوين المدرسين في المواد العلمية، الذي تفاقم مع سياسة التوظيف بالتعاقد، التي راهنت على الكم دون الاهتمام كثيرا بجودة المدخلات، خاصة مع ضعف عدد الحاصلين على الإجازة في التربية من جهة، وضعف التكوين الجامعي في هذه التخصصات.
ووقف الخبير ذاته على تأثير تبني تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية، في الوقت الذي يشكو فيه التلامذة من ضعف في هذه المادة، ما يؤثر على تحصيلهم الدراسي في العلوم.
وطالب ناجي بضرورة مراجعة المنهاج الدراسي الوطني، لينسجم أكثر مع مضامين المنهاج الذي يمتحن فيه التلامذة في هذا التقييم الدولي، مبرزا أن “هذه الخطوة أصبحت ضرورة ملحة”.
وكانت النتائج الرسمية لدورة 2023 للتقييم الدولي في الرياضيات والعلوم المعروف بـ”تيمس” قد أظهرت، بقاء المغرب متذيلا للترتيب العام، إما باحتلاله للمرتبة الأخيرة أو ما قبلها برتبتين حسب المادة الدراسية المعنية، أو المستوى الدراسي.
- عبيد الهراس