تجميد الإعانات والحرمان من قبول طلاب أجانب.. ترامب يصعد ضد هارفرد بسبب غزة

رفع دونالد ترامب من حجم انتقاداته لجامعة هارفرد مهددا بحرمانها من الإعانات الفدرالية ومن حق قبول طلاب أجانب، فيما أصبحت هذه المؤسسة العريقة هدفا رئيسيا لحملته على الجامعات النخبوية الأميركية.
وأكد ترامب عبر شبكته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال “هارفرد مجرد مهزلة تعلم الكراهية والغباء ولا ينبغي أن تتلقى تمويلا فدراليا بعد الآن” بعد يومين على تجميد إعانات فدرالية للجامعة بقيمة 2,2 مليار دولار (حوالي 22 مليار درهم).
وذكرت محطة “سي ان ان” وصحيفة “واشنطن بوست” الأربعاء 16 أبريل 2025، أن دونالد ترامب طلب رسميا من مصلحة الضرائب إلغاء الإعفاء الضريبي الممنوح لهارفرد.
وكانت رئاسة الجامعة قد خرجت بموقف لافت الاثنين بمعارضتها علنا طلبات إدارة ترامب التي تهدف خصوصا بحسب البيت الأبيض إلى مكافحة معاداة السامية في الأحرام الجامعية.
في هذه المواجهة التي تختزل المبارزة القائمة بين الرئيس المحافظ والجامعات الأميركية الكبيرة، أكد ترامب أن هارفرد التي تأسست قبل أربعة قرون “لم يعد من الممكن اعتبارها مكانا لائقا للتعليم، ولا ينبغي إدراجها في أي من قوائم أفضل جامعات أو كليات العالم”.
وتابع يقول إن الجامعة توظف خصوصا “يساريين راديكاليين ومغفلين”.
وتتصدر الجامعة الواقعة في بوسطن وتضم نحو 30 ألف طالب وقد خرج من صفوفها 162 فائزا بجوائز نوبل، منذ سنوات تصنيف شنغهاي لمؤسسات التعليم العالي. إلا أنها باتت في مرمى حملات المحافظين على الجامعات الأميركية التي يعتبرونها يسارية جدا.
وقد ازدادت هذه الحملات حدة في ربيع العام 2024 مع التعبئة الطالبية المؤيدة للفلسطينيين احتجاجا على الحرب الإجرامية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
في تلك الفترة اتهم الجمهوريون الجامعات بأنها اخفقت في حماية الطلاب اليهود. واضطرت خصوصا رئيستا هارفرد وكولومبيا إلى الاستقالة.
اشترط ترامب على هارفرد الثلاثاء تقديم “اعتذارات” وانتقد اعفاءها من الضرائب معتبرا أنه يجب “فرض ضرائب عليها مثل كيان سياسي في حال واصلت الدفاع عن جنونها السياسي والأيديولوجي المستوحى من الإرهاب أو المدعوم منه”.
وتحظى الجامعة الخاصة باعفاء من مصلحة الضرائب الفدرالية ومن ولاية ماساتشوستس.
ويتهم ترامب هارفرد وجامعات أخرى بالسماح بانتشار معاداة السامية في أحرامها. وطلبت إدارته منها اعتماد سلسلة من الإجراءات من بينها استطلاع لآراء الطلاب والأستاذة لمعرفة مواقفهم السياسية خصوصا، وفي حال لم تذعن لهذه الشروط ستوقف السلطات الفدرالية الإعانات المخصصة لها.
إلا أن هارفرد رفضت الخضوع لهذه الشروط. وفي رسالة موجهة إلى الطلاب والأساتذة أشار رئيس الجامعة آلن غاربر إلى أن المؤسسة سبق وباشرت تدابير لمكافحة معاداة السامية منذ أكثر من سنة. وأكد أنها “لن تتخلى عن استقلالها ولا حقوقها المضمونة في الدستور” ولا سيما حرية التعبير.
وأضاف “لا يمكن لأي حكومة مهما كان الحزب الحاكم، أن تملي على الجامعات الخاصة ما الذي ينبغي أن تدرسه ومن يمكنها القبول به وتوظيفه وما هي المواد التي يمكنها إجراء أبحاث بشأنها”.
وأدى هذا الموقف إلى تجميد إعانات فدرالية مخصصة لها بقيمة 2,2 مليار دولار بمفعول فوري. وطلب من الباحثة المعروفة ساره فورتشن وقف أبحاثها حول مرض السل من جانب الهيئة الفدرالية التي تمولها على ما أفادت كلية الصحة العامة في جامعة هارفرد وكالة فرانس برس.
كذلك، قالت وزارة الأمن الداخلي في بيان إنه “إذا لم تتمكن هارفرد من إثبات امتثالها الكامل لمتطلبات الإبلاغ، فستفقد الجامعة امتياز قبول طلاب أجانب”.
ويشكل الأجانب 27,2 % من طلاب هارفرد خلال السنة الدراسية الحالية وفقا لموقع الجامعة الإلكتروني.
وقد أشاد مئات الأساتذة وشخصيات عدة في الحزب الديموقراطي من بينهم الرئيس السابق باراك أوباما، بموقف هارفرد.
وعلى نقيض هارفرد، وافقت جامعة كولومبيا على إجراء إصلاحات بالعمق ما اعتبره البعض استسلاما أمام إدارة ترامب.
لكن كولومبيا أكدت أنها سترفض “أي اتفاق يجعلنا نتخلى عن استقلالنا”.