بوعلام صنصال: اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء سبب اعتقالي في الجزائر
قال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، في أول ظهور إعلامي له منذ الإفراج عنه بتدخل ألماني، إن سجنه لمدة عام في الجزائر يرتبط جزئياً بتأييد باريس لسيادة المغرب على الصحراء المغربية.
واعتبر صنصال، في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو نُشرت مساء الأحد 23 نونبر 2025، أن اعتقاله كان مرتبطاً أساساً بموقف فرنسا بشأن الصحراء. وقال: “فهمت سريعاً أن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء الغربية، وصداقتي للسفير الفرنسي السابق كزافييه دريونكور، هما سبب اعتقالي”.
وكان قد حُكم على صنصال بالسجن خمس سنوات في الجزائر بتهمة “المساس بالوحدة الوطنية”، قبل أن يُمنح عفواً رئاسياً في 12 نونبر الجاري، استجابة لطلب من الرئيس الألماني، بعدما قضى عاماً في السجن.
وجاء اعتقاله على خلفية تصريحات أدلى بها في أكتوبر 2024 لوسيلة إعلام فرنسية يمينية متطرفة تُدعى Frontières، قال فيها إن الجزائر ضمّت خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية بعض مناطق الغرب الجزائري، مثل وهران ومعسكر، مؤكداً أنها كانت في الأصل تابعة للمغرب.
وقال صنصال، في أول مقابلة إعلامية له بعد إطلاق سراحه، إن “كل ما يأتي من فرنسا يزعج السلطات الجزائرية كثيراً، بما في ذلك قضية الصحراء”.
وأضاف أنه “يُحكم السيطرة على كل كلمة” بسبب السياق الدبلوماسي المتوتر بين باريس والجزائر، وأنه “يفكر في كريستوف غليز”، الصحافي الرياضي الفرنسي الذي لا يزال معتقلاً في الجزائر.
وقال: “أنا لا أتحدث بطبيعتي، فبطبيعتي أنا شخص مندفع، لكني الآن أتحكم في كل كلمة”. وتابع: “أفكر في كريستوف غليز، وهو ليس الوحيد، فهناك عشرات المعتقلين السياسيين”.
وأشار صنصال أيضاً إلى أنه يخشى على عائلته وزوجته، قائلاً: “إذا عدتُ إلى الجزائر، أفكر في رفاق زنزانتي الذين قد يُستجوبون. ماذا يعرفون؟ ماذا قلتُ لهم؟”.
ويُعدّ بوعلام صنصال شخصية بارزة في الأدب الفرنكوفوني المغاربي، وهو معروف بانتقاداته للسلطات الجزائرية. وقد زاد اعتقاله من حدّة التوتر في الأزمة بين باريس والجزائر، التي بدأت في يوليوز 2024، حين اعترفت فرنسا بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية.
وفي حديثه عن ظروف احتجازه، قال الكاتب إن “الحياة قاسية في السجن”، حيث “يمر الوقت ببطء”، مشيراً إلى أن المرء “يتعب ويُرهق ويشعر سريعاً بأنه يحتضر”. كما عبّر عن صدمته عند توقيفه في 2024، وقال: “عند خروجي من المطار وضعوا كيساً على رأسي… ولمدة ستة أيام لم أعرف أين أنا ولا مع من أتعامل”.
وأكد صنصال: “لطالما أيدتُ المصالحة بين فرنسا والجزائر”. كما وصف برونو روتايو بأنه “صديقه”، رغم اعترافه بأن وزير الداخلية السابق، المعروف بموقفه المتشدد تجاه الجزائر، ربما شكّل “بطريقة ما” عقبة أمام إطلاق سراحه.
وأوضح أنه “من ناحية ما، نعم، لأنه منح الجزائر فرصة للرد بالقول: انظروا، هذا عدونا، إنهم يكرهوننا، وما إلى ذلك. لكن مع أو من دون برونو روتايو، كانوا سيتصرفون بالطريقة نفسها مع أي شخص”.
وعاد الكاتب الجزائري، الذي كان في صلب أزمة دبلوماسية بين الجزائر وباريس، غلى العاصمة الفرنسية الثلاثاء الماضي بعيداً عن الأضواء الإعلامية، بعد نقله أولاً إلى برلين لتلقي العلاج. واستقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فور وصوله إلى العاصمة الفرنسية.
وقال أرنو بينيديتي، مؤسس لجنة دعم صنصال، بعد اتصال هاتفي أجراه مع الكاتب الجمعة المنصرم، إن صنصال “يدرك أنه يعود في سياق شديد التوتر بين فرنسا والجزائر، وأن هذا السياق يؤثر على حديثه العلني”.
وأضاف: “نحن في مرحلة تسعى فيها فرنسا إلى إعادة التواصل مع الجزائر بطريقة أكثر تصالحاً مما كانت عليه في الأشهر الأخيرة، وتريد ضمان عدم اتخاذ أي خطوة قد تعيق هذا المسار الأولي لاستئناف الحوار”.