بورغا لـ”صوت المغرب”: طوفان الأقصى بداية الاختفاء المبرمج لإسرائيل
قال المفكر الفرنسي المتخصص في الحركات الإسلامية، فرانسوا بورغا، في حور خص به مجلة “لسان المغرب“، إن هجوم “طوفان الأقصى” الذي نفذته المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023، أطلق ما وصفه ب”الاختفاء المبرمج لإسرائيل في المدى المتوسط”.
وأوضح بورغا أن الهجوم غير المسبوق الذي نجحت المقاومة الفلسطينية في تنفيذه ضد الاحتلال الإسرائيلي، تسبب في “تسارع التاريخ”، معتبرا أنه سيصبح علامة فارقة في تاريخ الشرق الأوسط أولا والعالم ثانيا.
وأكد الأكاديمي الفرنسي أن “طوفان الأقصى” كشف المأزق الذي يعيشه الإسرائيليون من جهة، “وربما أكثر من ذلك، مأزق حلفائهم وشركائهم الغربيين من جهة أخرى”.
وعن تداعيات ما يجري في غزة منذ هجوم مقاتلي حركة حماس على مواقع عسكرية ومستوطنات، وما تلاه من عدوان وتقتيل اسرائيلي، على المغرب ومحيطه الإقليمي، قال فرانسوا بورغا إن الإعلام الغربي لم ينجح في تغيير صورة حماس، “التي يمكن القول بموضوعية أنها خرجت معززة بشكل كبير”.
وشدد بورغا على أن تأثير طوفان الأقصى في المغرب والشرق الأوسط، سيتفاوت بناءً على درجة قرب الأنظمة من دولة إسرائيل، مضيفا أن من وصفهم بالموقعين على “اتفاقيات ابراهام”، ومن بينهم المغرب، “واجهوا بلا شك توترًا غير مسبوق مع الرأي العام الداخلي. وكان ذلك معروفًا منذ زمن طويل، خاصة منذ أكدت أجواء ملاعب كأس العالم لكرة القدم في قطر ذلك، أي أن الرأي العام العربي لم يتبع قادته في مجال التطبيع مع إسرائيل وفي “التخلي” عن الفلسطينيين الذي ينطوي عليه ذلك”.
وأكد بوراغا أن للحكومة المغربية “متسع من الوقت لاستخدام ‘سلاح’ الدعم الدولي للمغرب في الصحراء الغربية، دون أن يبدو أن مبدأ التحالف الوثيق الذي تم تطويره مع تل أبيب، خاصةً في المجال العسكري، قد تم تحديه”.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه الدعم العسكري الإسرائيلي المحتمل للمغرب من أهم مبررات الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية الرسمية قائمة بين الرباط وتل أبيب، قال بورغا إن “طوفان الأقصى” أظهر الجيش الإسرائيلي الذي ظل يعرف بتفوقه واستحالة هزمه، “بشكل مخزٍ وضعيف ولم يقاوم بشكل جيد سلسلة الهزائم التي تعرض لهاو وهي هزيمة استخباراتية أولاً وقبل كل شيء”.