story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

بلغزال: تفاؤل دي ميستورا بشأن الصحراء قائم على مؤشرين

ص ص

​شهد مجلس الأمن الدولي، مطلع الأسبوع الجاري إحاطة هامة قدمها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، ستيفان دي ميستورا، ذكر فيها أن الشهور الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في مصير ملف الصحراء المغربية.

وقال دي ميستورا في نص الإحاطة التي قدمها أمام مجلس الأمن، الإثنين 14 أبريل 2025، “أعتقد أن الأشهر الثلاثة القادمة ستكون فرصة لاختبار ما إذا كان يمكن للزخم الجديد، القائم على انخراط نشط ومتجدد من بعض أعضاء هذا المجلس، بمن فيهم الأعضاء الدائمون، أن يُنتج تهدئة إقليمية”.

في هذا الصدد، توقف الخبير في ملف الصحراء المغربية عبد المجيد بلغزال، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب” عند الوسائل والمؤشرات التي ستكون حاسمة خلال الأشهر الثلاثة القادمة في قضية الصحراء المغربية.

وأوضح بلغزال أن التفاؤل الذي عبر عنه دي مستورا يرتكز حسب إحاطة هذا الأخير على مؤشرين اثنين، “يتعلق الأول بالبلاغ الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، الذي أعاد التأكيد على سيادة المغرب على الصحراء، واعتبار الحكم الذاتي حلاً وحيداً لطي هذا الملف، مع وصفه بالجاد”، مشيراً إلى أنه “ينبغي التوافق عليه بين الطرفين”.

أما المؤشر الثاني الذي راهن عليه دي ميستورا وربما منحه أكثر من حجمه الطبيعي، وفقاً للمتحدث “هو اللقاء الذي جمع بين وزيري خارجية فرنسا والجزائر وما تلاه من تخفيض لمستوى التوتر”، لافتاً إلى أن هذا المناخ “لم يعمر طويلاً”.

ويعتبر بلغزال أن التفاؤل الذي عبر عنه دي ميستورا أمام مجلس الأمن، جاء بناء على هذين المؤشرين، فضلا عن كون كل من الولايات المتحدة وفرنسا عضوين دائمين في المجلس. لكنه في الوقت ذاته أبى إلا الاستدراك والتذكير بالتحديات المرتبطة بمنسوب التوتر بين الجزائر والمغرب، واستمرار انقطاع العلاقة بينهما، مع ما قد يترتب عن ذلك من منزلقات، تهدد السلم والأمن الدوليين.

ويرى الخبير في ملف الصحراء أن تخوف دي ميستورا له ما يبرره، إذ أنه “كلما تقدم المغرب في اتجاه صون وحماية سيادته الترابية، سواء من خلال استكمال الطريق الرابط بين أمكالة وبئر أم اكرين، أو بالتوجه بإنجاز الجدار الرملي الفاصل بين المحبس والنقطة 75، ملتقى الحدود المغربية الموريتانية الجزائرية، اشتد الخناق على الحمادة والجزائر”.

وفي هذا السياق، حذر بلغزال من الانزلاق نحو حرب مباشرة، قد تكون خاطفة، مشيراً إلى أن حديث الأمين العام للأمم المتحدة عن تمركز النسبة الأكبر من الهجمات على نفوذ المحبس، يعني أن المملكة “باتت تحكم في كل التراب الواقع شرق الجدار الرملي”.

وأوضح أنه في حال استكمال آخر جدار، “فإن المعركة ستتحول بالضرورة إلى تندوف”، وهو ما قد تترتب عنه “إمكانية الانزلاق إلى حرب مباشرة -لا قدر الله- وهذا ما لا نرغب فيه للشعبين الشقيقين، حتى وإن كانت حرباً خاطفة”، يضيف المتحدث.

ويرى الخبير المغربي أنه لا بد من البحث عنما سمّاها بـ “نوافذ تهوية” تساعد الجزائر على الانخراط في مسلسل التسوية بما يخفظ ماء وجهها.

وأشار في هذا الصدد إلى أنه على الرغم من أن طبيعة الحكم العسكري في الجزائر، وتضارب النفود بين القيادات العسكرية، وواجهة الحكم المرتبطة بالرئيس عبدالمجيد تبون، لا توفر منطلقات معقولة للبحث عن بصيص ضوء لبناء السلم،”تبقى المملكة بثقلها التاريخي مطالبة دائماً بالدفع في اتجاه الصفح الجميل”، داعي الدول الصديقة للدفع في اتجاه ذلك.