story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

بكور: الصحافيون “يروِّضون كتاباتهم” خوفا من المتابعات

ص ص

انتقدت حنان بكور، الصحافية ومديرة نشر موقع “صوت المغرب” متابعة الصحافيين على خلفية كتاباتهم بالقانون الجنائي بدل قانون الصحافة، في مسار قضائي تقول إنه يضع الصحافي في معركة “غير متكافئة” مع الطرف المشتكي.

وقالت بكور، خلال حديثها الثلاثاء 10 دجنبر 2024 في مداخلة لها خلال ندوة تحت عنوان: “أسئلة حرية التعبير في مغرب اليوم” نظمها حزب التقدم والاشتراكية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، إن حرية التعبير في المغرب لا زالت في مرحلة “برزخية” و”معتقلة”.

واستغربت بكور استمرار اللجوء إلى متابعة الصحافيين بالقانون الجنائي بدل قانون الصحافة والنشر، في وقت يمارس فيه الصحافيون على أنفسهم نوعا من “الضبط الذاتي”، وقالت في هذا السياق “كصحافية أفكر ألف مرة قبل أن أكتب، وما حدث مؤخرا يجعل الصحافيين يخافون من المتابعات بتهم بعيدة عن الصحافة أو المتابعة في قضايا النشر بالقانون الجنائي، وأخطر ما يمكن أن يقع للصحافي أن يمارس الضبط على نفسه”.

وأضافت بكور أن هذا الوضع جاء نتيجة سنوات من التراجعات، وجعل الصحافيين “يروِّضون كتاباتهم” خوفا من المتابعات، في وقت تواجه الصحافة في المغرب إشكاليات مرتبطة بحرية التعبير، وأخرى مرتبطة بظروفها، تجعل من المؤسسات الصحافية “مؤسسات هشة”، تخوض معركة وجود قبل معركة حرية التعبير، مؤكدة على أنه “لولا دعم الدولة منذ كورونا لأغلقت عدد من المؤسسات الصحافية”.

وتصف بكور متابعة الصحافيين بالقانون الجنائي بـ”المخيفة”، معتبرة من يجرون الصحافيين لهذه المتابعات بأن “هدفهم ليس هم إحقاق حق أو الانتصار لقيمة أو التظلم بشكل حضاري قانوني، ولكن هدفهم جلد كل من تجرأ عليهم”، مضيفة أنه “لو كان منبت هذه القضايا القانون لكانت المتابعة بقانون الصحافة وليس بالقانون الجنائي”.

واستشهدت بكور بدليل أعده المحامي والناشط الحقوقي الراحل عبد العزيز النويضي، يدافع فيه عن اعتماد قانون الصحافة في المحاكمات على خلفية التعبير عن الرأي، ويلح فيه على أن قانون الصحافة والنشر غير خاص بالصحافيين وإنما يمكن اللجوء إليه في كل قضايا النشر لغير الصحافيين، وذلك في وقت يجد فيه الصحافيون أنفسهم محرومون من الحق بالمتابعة بقانون الصحافة، فبالأحرى لمن هم خارج المهنة، مشيرة إلى أن القانون الجنائي نفسه، ينص على اعتماد القانون الأصلح للمتهم، وبالنسبة للصحافيين فالأصلح لهم هو قانون الصحافة والنشر.

وعادت بكور إلى مسار الصحافة خلال العشرين سنة الأخيرة بالمغرب، وقالت إنه مر من ثلاثة مراحل كبرى، بدأت بمرحلة كانت فيها الصحافة المستقلة قوية في مجال أوسع من الحرية، وهي فترة تم فيها التضييق على الصحافة بسلاح “الخنق المادي”، وهو ما يفسر اختفاء تجارب صحافية كانت كبرى في ذلك الوقت.

وتحدثت بكور عن مرحلة ثانية، قالت إنها عرفت متابعة الصحافيين في قضايا بعيدة عن الصحافة، تلتها فترة أصبح فيها الصحافيون “مجرمون” في عين المجتمع، وذلك “بعدما نكلت بهم آلة التشهير”، في مسار انتقل فيه التضييق على الإعلام من الخنق الاقتصادي إلى التهم الجنسية ثم التهم الجنائية الآن.