story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
إعلام |

بعد رحلة طويلة مع المايكروفون محمد بن ددوش يغادر الحياة

ص ص

فارق الحياة الإعلامي المغربي محمد بن ددوش، اليوم الإثنين، بعدما رافق صوته وصورته أجيالا من المغاربة عبر أثير الإذاعة الوطنية ثم لاحقا عبر شاشة التلفزيون لنصف قرن من الزمن، فكان بذلك من الإعلاميين الأوائل الذين صنعوا مشهدا إعلاميا مغربيا.

وانتقل الإعلامي محمد بن ددوش إلى دار البقاء عن عمر يناهز 94 سنة قضى منها نحو سبعة عقود في العمل الصحفي والإداري.

من الجزائر إلى المغرب

قدِم الراحل محمد بن ددوش ابن مدينة تلمسان من الجزائر إلى المغرب والتحق بصفوف جامع القرويين حيث تلقى تعليمه، ومن هناك دخل دار البريهي سنة 1952 من بوابة الإذاعة وأطل عبرها على المغاربة بصوته الرخيم من خلف المايكروفون. وتولى عدة مناصب فيها إلى أن أصبح مديرا لها في الفترة ما بين 1974 و 1986.

وبعد الإذاعة كان الراحل بارزا في النشرات الإخبارية للتلفزة المغربية، كما قام بتغطية محطات ومناسبات مهمة في تاريخ المغرب، من بينها عودة الملك الراحل محمد الخامس من المنفى وحدث المسيرة الخضراء.

وشغل الإعلامي الراحل منصب مستشار إعلامي في ديوان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، إضافة إلى مشاركته بكتابات متنوعة في مختلف الصحف المغربية وحصوله على عدة أوسمة وطنية ودولية.

“رحلة مع المايكروفون” السجل الحافل

قبل الرحيل الأخير أودع الراحل نصف قرن من الخبرة والتجربة الإعلامية بين دفتي كتاب، وجعله شاهدا على العديد من المحطات والأحداث الوطنية الفاصلة.

وعبر 32 فصلا موزعة على 583 صفحة، روى لنا الإعلامي الراحل عن قصة التحاقه بالإذاعة، وعن عودة الملك محمد الخامس من المنفى وعن بناء الدولة المستقلة، ثم عن الصراعات السياسية التي عرفتها الساحة المغربية مع توالي الحكومات وتعاقب المسؤولين.

ويعد كتاب محمد بن دووش الذي اختار له عنوان “رحلة حياتي مع الميكروفون” سجلا “حافلا لممارسة العمل الإذاعي في المغرب على يد جيل الاستقلال الذي خلف جيلا له لغة عتيقة ومفاهيم متوارثة منذ إنشاء الإذاعة في عام 1928” حسب محمد العربي المساري، وزير الإعلام المغربي الأسبق، الذي قدم للكتاب.

ووثق الإعلامي الراحل عبر الصفحات التي حكى فيها رحلته في دار البريهي عن الانطباعات التي سجلها خلال مواظبته عقودا من الزمن على تغطية أحداث مهمة في تاريخ المملكة وفي مقدمتها المسيرة الخضراء.

وواكب علاقة الملك الحسن الثاني بعالم الصحافة من خلال الحديث عن مؤتمراته وتصريحاته الصحافية، بالإضافة إلى علاقات المغرب بدول الجوار ارتباطا بقضية الصحراء.

الإذاعة “مستودعا للرهائن”

ورصد بن ددوش في كتابه طريقة تناول الإذاعة المغربية لرحلة الملك الراحل محمد الخامس إلى إسبانيا خلال المفاوضات التي أفضت إلى استقلال المغرب وبعدها مرحلة رجوعه من المنفى.

ولم ينس محمد بن ددوش أن يحكي أيضا عن الفترة التي هيمنت فيها وزارة الداخلية على الإعلام، ونقل للقارئ تلك المرحلة كما عاشها من داخل الإذاعة الوطنية.

كما أورد القصة الكاملة لسيطرة انقلابيي الصخيرات على الإذاعة عام 1971، حين وجد نفسه رفقة صحافيين ومذيعين وفنانين من بينهم المطرب الراحل عبد الحليم حافظ، تحت رحمة السلاح لمدة عشر ساعات عصيبة، “تحولت فيها الإذاعة إلى مستودع للرهائن” كما يقول بن ددوش.