story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

انقلابات إفريقيا تختبر اختيارات المغرب الدبلوماسية

ص ص

وضع انقلاب النيجر، خامس انقلاب عسكري تشهده منطقة غرب ووسط افريقيا خلال العامين الأخيرين، المغرب أمام اختبار جديد لاختياراته الدبلوماسية وقدرته على الالتزام بسياسة مسك العصا من الوسط تجاه التحولات التي تعرفها المنطقة.

المغرب، وعلى لسان محمد لعروشي، السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، خرج بموقف سريع نسبيا (أصدره في اليوم نفسه) حول ما يجري بالنيجر.

لعروشي قال أمام المشاركين في اجتماع لمجلس السلم والأمن الإفريقي إن “المغرب يثق في حكمة شعب النيجر وقواه الحية للحفاظ على المكتسبات، وعلى دوره الإقليمي البناء والهام”.

وبالرغم من الحياد الملاحظ في موقف المغرب، لم تخف الرباط، في وقت سابق، انزعاجها من الانقلابات العسكرية في القارة.

وسبق لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن دعا في إحدى القمم الإفريقية إلى “تعزيز العمل الجماعي لمواجهة تحديات الإرهاب والتطرف العنيف والتغييرات غير الدستورية للحكومات”.

ويرى الباحث في العلاقات الدولية نبيل الأندلسي، تعليقا على الموضوع، أن الرباط تفضل “الاعتماد بشكل عام على مقاربة الحياد والنأي عن التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول”.

وبالنسبة للأندلسي ف”المغرب يبقى معنيا بهذا الإشكال الإقليمي (ظاهرة الانقلابات)” وإن كان الظاهرة نفسها لا تمسه بشكل مباشر في ظل الاستقرار السياسي الذي يتمتع به.

سياسة الحياد التي ترجمتها مواقف المغرب تجاه جل الانقلابات التي شهدتها المنطقة خصوصا في بدايات اندلاعها، هو ما يجعل المملكة، حسب الأندلسي، تحظى باحترام القادة الأفارقة وتعزز مكانتها في القارة السمراء كدولة قادرة على تحمل مسؤوليات كبيرة من بينها الوساطة بين الدول.

ويرى الأندلسي أن الانقلابات المتوالية في منطقة غرب ووسط افريقيا لا تؤثر على السياسة الداخلية للمغرب، لكونها تنجم عن سياقات مختلفة، على رأسها “هيمنة العسكر والجيش على زمام السلطة والحكم بهذه الدول”.

كما ترتبط، وفقا للخبير ذاته، ب”استفحال مظاهر الفساد والنهب لثروات الشعوب، وتمركز الاستفادة من خيرات البلاد في أيدي كبار ضباط الجيش والحكومات”.

يشار إلى أنه بالإطاحة بالرئيس النيجيري محمد بازوم، يكون هذا البلد الافريقي قد سجل خامس انقلاب عسكري منذ استقلاله قبل 43 سنة، وهو الواقع نفسه الذي عاشته بلدان افريقية أخرى مثل مالي وبوركينا فاسو غينيا