story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

اليازغي: المونديال قد يكون فرصة لتحقيق التوازن التنموي بين المجالات

ص ص

قال منصف اليازغي، الباحث في السياسات الرياضية، إن الإشكالية التي يطرحها عدد كبير من المغاربة في الفترة الحالية هي هل الأسبقية للخبز أم للكرة في المغرب، مبرزا أن مونديال 2030 المقرر تنظيمه في المغرب إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال “قد يكون فرصة للالتفات إلى الفوارق المجالية والقرى وتحقيق نوع من التوازن التنموي”.

واعتبر أن التسائل الذي يطرحه المغاربة حول أولوية تنظيم المونديال على حساب إشكاليات أخرى “مشروع ويحترم من ينادي به”، مستدركا: “غير أن المسؤولية تقع بحسبه على الفاعل السياسي للتواصل وتقديم الأجوبة حول حيثيات صرف الميزانيات الضخمة على الملاعب والمشاريع المرتبطة بالمونديال، والتساؤل أيضا عن مستقبل هذه البنيات بعد انتهاء المونديال”.

وفي حديثه خلال ندوة حول “مغرب 2030 بين رهان الأوراش الكبرى وسؤال العدالة الاجتماعية والمجالية؟’” نُظمت الأحد على هامش الملتقى الوطني التاسع عشر لشبيبة العدالة والتنمية، أكد اليازغي أن الواقع بالفعل يظهر وجود فوارق مجالية، وأن التنمية التي يعرفها المغرب حاليا تمس المدن فقط.

لكن بمنطق آخر، اعتبر اليازغي أنه حتى وإن لم ينظم المغرب المونديال، فربما ستبقى الأمور على ما هي عليه، وستظل تتطور بوتيرتها المعتادة، لكن تنظيمه يضع على الدولة التزاما صارما بتنفيذ دفتر تحملات قاس تفرضه “الفيفا”، حيث يشمل هذا الدفتر شروطا دقيقة تتعلق بالمطارات ومحطات الحافلات والبنيات التحتية الكبرى، ما يجعل الدولة مضطرة لتسريع إنجاز مشاريع لم تكن لتتم بالسرعة نفسها في غياب هذا الاستحقاق.

وأكد المتحدث أنه في الوقت الذي لم تكن فيه الحكومات السابقة تخضع لأي محاسبة فعلية نظرا لكون البرلمان ضعيف جدا، فإن الوضع اليوم يختلف تماما، حيث توجد جهة كبرى هي “الفيفا” التي ستتابع المغرب وتراقبه بدقة، بل وستحاسبه على أدق التفاصيل المتعلقة بالبنيات التحتية.

وتابع اليازغي أن السؤال الذي يجب طرحه هو “هل نقول إننا لا نريد مونديالًا ولن نبني شيئًا، ونبقى على الشكل العادي الذي كنا نسير عليه سابقًا، أم نقول إن المونديال سيشكل فرصة لتحقيق التنمية بشروط”.

ومن جانب آخر، افترض اليازغي أن الأصوات المعارضة يمكنها أن تشكل وسيلة لدفع هذه الحكومة أو الحكومة المقبلة للتفكير بعمق، موازاة مع ما جاء في الخطاب الملكي بخصوص “مغرب السرعتين”، مؤكداً أن المونديال، رغم رفض البعض له، “قد يكون فرصة للالتفات إلى الفوارق المجالية والقرى وتحقيق نوع من التوازن التنموي”.

وخلص اليازغي إلى أن هذا المونديال يجب أن تُوزع منافعه على أكبر عدد ممكن من المدن، كما أن المسؤولين المغاربة مدعوين للاستثمار في الملاعب بعد انتهاء التظاهرة بطريقة فعالة، مشددا أنه عندها فقط، يمكن القول إن المغرب لم يخطئ في تنظيم المونديال، بل وظفه لتحقيق التنمية الشاملة التي ينشدها الجميع.