story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

“النكبة”.. من ذاكرة المآسي إلى محنة غزة التي حركت العالم وأخرجت المغاربة للشارع

ص ص

بعد مضي 76 سنة بحالها على النكبة الفلسطينية، تجددت صور من النكبة مرة أخرى بقطاع غزة في ظل حرب دموية يقترفها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع منذ أكثر من نصف عام، يحدث ذلك في وقت يعرف فيه العالم “انتفاضة” من أجل غزة وفي المغرب استعدادات لإحياء هذه الذكرى بكل المدن.

النكبة.. قصة العود

تاريخ 1948، مشهود في الذاكرة الفلسطينية تتوارث مرارته الأجيال التي لحقت هذا التاريخ، فقبل 76 عاما من الآن، نجحت الحركة الصهيونية -بدعم من بريطانيا– في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام إسرائيل.

وتختزل الذكرى مراحل من التهجير اقتلعت الفلسطينيين من 20 مدينة ونحو 400 قرية غدت أملاكها ومزارعها جزءا من دولة الاحتلال، وما بين تلك المراحل آلاف المجازر والمذابح المروعة اقترفها الاحتلال الإسرائيلي والتي ما تزال جراحها غائرة في ذاكرة الجيل الذي عاشها وعاش التهجير والاغتراب بعدها عشرات المرات.

ويصف مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، النكبة بأنها “شكلت أكبر عملية تطهير عرقي شهدها القرن العشرين”، ويوثق على موقعه الإلكتروني أبرز المعطيات المتعلقة بها.

هذا الجرح الذي تنزف به الذاكرة الفلسطينية لم يندمل منذ 76 سنة، بل عاد إلى النزيف بعد اندلاع العدوان الإسرائيلي “الوحشي” على قطاع غزة منذ تاريخ السابع من أكتوبر الذي “غير ملامح العالم”.

وعادت من جديد مآسي النكبة عبر التهجير القسري الحالي لأكثر من مليوني فلسطيني، يكررون النزوح بين شهر وآخر لأنه لا منطقة آمنة توجد في غزة، ينضاف إلى ذلك سجل من المجازر والمذابح التي ارتكبها الاحتلال وما يزال يفعل في حق أهالي القطاع. ويحدث ذلك في “إبادة جماعية مكتملة الأركان” يتابعها العالم.

نكبة لكنها حركت العالم

وبالرغم من المأساة الفلسطينية بغزة، إلا أن “طوفان الأقصى” أعاد القضية إلى دائرة النور في كل بقاع العالم وأخرجت “الضمائر الحية” إلى الشارع في كل العواصم والمدن بما في ذلك بلدان الغرب التي “تدعم سلطاتها سياسات الاحتلال”.

ومن ذلك الحراك الطلابي التاريخي الذي انطلقت شراراته الأولى من أعرق الجامعات العالمية بالولايات المتحدة الأمريكية لتنتقل فيما بعد ألسنة الشراراة إلى باقي الجامعات العريقة في العالم، يصرخ فيها الطلاب نصرة للحق الفلسطيني وبالكف الفوري للحرب على القطاع المنكوب.

ولم تتوقف أشكال التضامن مع محنة غزة من تاريخ السابع من أكتوبر في كل بقاع العالم، وأحدثت هذه الأشكال تغيرات عديدة في العالم، إذ أن إسرائيل مثلت في أول مرة أمام محكمة العدل الدولية في جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها، بينما تتعالى الأصوات الرافضة للاحتلال وتطالب بإنهائه.

“لا نكبة بعد الطوفان”

وكان المغرب جزءا من هذه الفعاليات العالمية إذ منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي لم تتوقف المظاهرات والاحتجاجات التي جابت كل شوارع المملكة وما تزال تفعل، إذ صارت مواعيد الاحتجاج مواعيد قارة لدى المغاربة، يطالبون من خلالها بوقف الحرب بغزة وبقطع كافة أشكال العلاقات بين المغرب وإسرائيل.

ويستعد المغاربة على اختلاف انتماءاتهم اليوم الأربعاء 15 ماي الجاري لإحياء “ذكرى النكبة”، وتحييها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين تحت شعار “لا نكبة بعد الطوفان ولا تطبيع مع العدوان” وقالت الهيئة إنها ستنظم اليوم فعاليات وأنشطة رقميا وحضوريا وميدانيا في عدد من المدن المغربية.

وفي تفاصيل البرنامج المركزي الذي ينظم بالعاصمة الرباط، وقفة مركزية أمام البرلمان ابتداء من الساعة السادسة مساء، وكلمات لمكونات المجموعة، وفقرات فنية وأشكال تعبيرية متنوعة ومسيرة ليلية بشارع محمد الخامس.

وقالت إنه سيشارك في الوقفة إلى جانب عموم المواطنات والمواطنين كل من الأطر الطبية (أصحاب البذل البيضاء)، والمحامين (أصحاب البذل السوداء)، والأطفال، والنساء، والكشافة، وغيرها من الفئات الأخرى.