المعتصم: نجاح أي إصلاح سياسي يظل رهينا بتقوية النخب والأحزاب السياسية

قال رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية جامع المعتصم، إن “ضمان نجاح أي إصلاح سياسي يظل رهينًا بمدى تقوية النخب والأحزاب السياسية، والعكس صحيح”، مؤكدا “ضرورة صنع نخبة عالمة وواعية قادرة على قيادة الإصلاح، خصوصًا بعدما انسحبت عدد من النخب من السياسة ولم تعد تساهم في تأطير الشباب ثقافيًا وفكريًا”.

وأضاف المعتصم خلال مداخلته ضمن ندوة بعنوان “الإصلاح السياسي بالمغرب.. في الحاجة إلى جيل جديد من الإصلاحات”، نظمتها شبيبة العدالة والتنمية، السبت 08 نونبر 2025 بالمحمدية، أن دور الإعلام أساسي أيضا في التأطير وليس في نشر التفاهة، مشددا على أن “المغرب يحتاج إلى إعلام حقيقي، ديمقراطي، مستقل، وملتزم بوظيفته في التوعية، وفي تقييم الوضع السياسي الحالي والدفع نحو الإصلاحات الضرورية”.

وفيما يتعلق بالأحزاب السياسية، شدد المعتصم على “ضرورة أن ترفع الدولة يدها عنها، ووضع إطار قانوني للأحزاب مبني على الديمقراطية الحقيقية حتى تقوم الأحزاب بأدوارها الطبيعية دون وصاية”.

كما أشار إلى “أهمية ضمان شفافية الأحزاب، وذلك من خلال تمويلها وصرف الأموال داخلها بطريقة واضحة وشفافة، ما من شأنه أن يعيد الثقة في العمل السياسي”.

وتابع المتحدث أن “مستوى الإصلاح داخل الأحزاب يجب أن يوازيه إصلاح في النظام الانتخابي، حيث أكد أن العتبة الانتخابية ينبغي أن تكون معقولة”.

ودعا من جهة أخرى، إلى “ضرورة مواجهة خطاب الكذب والبهتان والعدمية”، موضحا أن “الادعاء بأن كل الأحزاب والمنتخبين فاسدون يخدم الفاسدين أنفسهم، لأن هذه الصورة تُمكّنهم من الاختباء والتغطية على فسادهم”.

وفيما يتعلق بجوهر الجيل الجديد من الإصلاحات المطلوب، أكد المسؤول الحزبي أنه يتجلى أساسا في التعليم، مبرزا أن “التعليم في المغرب فشل في مراحل متعددة بشكل فظيع، ما يستدعي اعتباره أولوية وطنية”.

وأضاف المعتصم أن “من بين قضايا الجوهر أيضًا ثقافة العمل وضرورة ترسيخها في المجتمع المغربي بشكل مستمر، لأنها كانت السبب وراء نجاح عدد من الأمم مثل الصين وأمريكا، بينما تظل محدودة في المغرب، إذ لا يمانع كثير من المغاربة في تلقي الدعم حتى لو توفر لديهم دخل”.

أما بخصوص شكل هذه الإصلاحات، فقد أوضح جامع المعتصم أنها “يجب أن تكون حداثية ومتطورة، لأن عمق الإصلاح سيظل ثابتًا بينما شكله يتغير مع العصر، خاصة في ظل التطور الرقمي وفرض الذكاء الاصطناعي نفسه على كل المجالات”.