العثماني: القرار الأممي لن يحسم ملف الصحراء في ظرف سنة لكنه سيسرع الوتيرة
قال رئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني، إن “قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الداعم لمقترح المغرب من أجل الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية، لن يؤدي إلى حسم الملف في ظرف ستة أشهر أو سنة”، مؤكدا في المقابل أن “هذا القرار سيساهم بشكل كبير في تسريع وتيرة الحسم، متوقعا أن يلهم دول أخرى في حسم موقفها تجاه مبادرة المغرب”.
وأوضح العثماني خلال حلوله ضيفا على برنامج “من الرباط” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، أن “دينامية حسم ملف الصحراء بشكل نهائي ستكون أسرع مما كانت عليه قبل 31 أكتوبر 2025، تاريخ توصيت مجلس الأمن على القرار الداعم للمقترح المغربي”، مؤكدا أن “هذا الأخير سيلهم دولًا أخرى كانت متخوفة أو مترددة أو لا ترى فائدة من الانخراط من أجل فتح قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية”.
وأضاف رئيس الحكومة السابق، أن الجزائر باتت “تعيش مأزقًا حقيقيًا”، والدليل على ذلك هو “التصريحات المتناقضة” قبل وبعد صدور القرار، مشيرا إلى أنه “قبل التصويت كان الإعلام الجزائري يروّج لتراجع المغرب ويصف الأمر بهزيمة كبيرة له، ويتحدث عن صدمة في الصحافة المغربية، لكن كل ذلك لم يكن سوى فقاعات، سرعان ما انقشعت لتظهر الحقيقة”.
وتابع أنه في الأخير تم إجراء “تعديل طفيف” فقط في القرار، لكنه لم يمس جوهر التطور الذي حدث في موقف مجلس الأمن، مستدركا في المقابل أن “تطبيق هذه التوجهات ليس بالأمر السهل، فهو مرتبط بتغير إرادة الجزائر في مقاربة الملف”.
وبخصوص علاقة المغرب بالجزائر بعد القرار، أكد سعد الدين العثماني أن “المغرب كان دائمًا يمدّ يده للطرف الآخر، وهذا ما أكد عليه جلالة الملك في أكثر من خطاب، حيث سبق وقال إنه مستعد للقاء الرئيس الجزائري في أي مكان يقترحه، وأعاد التأكيد في خطابه الأخير حين دعا رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون إلى حوار أخوي صادق بين البلدين”.
كما عبر عن أمله في أن يغيّر الطرف الآخر سلوكه السياسي وأن ينخرط في منطق التعاون والاندماج، خاصة وأن الملك قالها بوضوح: “لا غالب ولا مغلوب”، أي أن المطلوب هو مفاوضات واقعية تفضي إلى حل يخدم مصلحة البلدين والشعبين، ومصلحة الفضاء المغاربي ككل.
وأضاف المتحدث أن خسارة الدول المغاربية ليست فقط على المستوى السياسي، بل أيضًا على مستوى الوزن الإقليمي، موضحا أن وزن الاتحاد المغاربي مجتمعًا ليس كوزن دول متفرقة، خاصة عند التعامل مع الاتحاد الأوروبي أو أطراف أخرى، مضيفا “نحن نخسر سياسيًا، لكننا نخسر أيضًا اقتصاديًا، ونفقد فرصًا كبيرة في تنمية شعوبنا ورفاهيتها”.
لمشاهدة الحلقة كاملة، يرجى الضغط على الرابط