story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

الصيفَ ضيعتِ “الكان”!

ص ص

مسلسل التجاذب بين المغرب والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم من جهة، وبين الإتحاد الدولي “فيفا” من جهة ثانية، حول تاريخ تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025، يبدو أنه قد شارف على الإنتهاء بعد “اقتناع”جميع الأطراف بشهر دجنبر ونهاية السنة كوقت مناسب لانطلاق الدورة، ولم يعد يفصل سوى تفاصيل صغيرة لإعلان ذلك رسميا.

الفيفا التي كانت قد قررت تطوير نسخة كأس العالم للأندية وزيادة عددها إلى 32 ناديا، ووضعت تاريخا لتنظيمها في صيف سنة 2025.. ليس من عادتها أن تتنازل عن قرار اتخذته أو تعيد النظر في شيء ترى أنه يزيد من “همزتها” المالية الكبيرة من مداخيل الإعلانات والتسويق والنقل التلفزيوني، لذلك كان كل من يعرف سطوتها على الإتحادات القارية أن تصريحات فوزي لقجع بتنظيم “الكان” في صيف 2025 ، لم تكن سوى أضغاث أحلام وأماني مستحيلة التحقق بعدما تقرر أن يتم تنظيم مونديال الأندية في نفس الفترة، في ظل شكاوى اللاعبين والمدربين العالميين من امتلاء رزنامة السنة بالمباريات وتعرضهم للإنهاك والإصابات، وعدم استعدادهم لقضاء فصل الصيف كله في ملاعب كرة القدم عوض الخلود إلى الراحة.

صحيح أن فصل الصيف فترة مثالية بالنسبة للمغرب لكي ينظم أحسن نسخة لكأس إفريقيا للأمم منذ انطلاقها، فعامل المناخ المعتدل نسبيا خلال توقيت المباريات ليلا، وأجواء العطلة وتوافد الثلاث ملايين من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج على “البلاد” من شأن ذلك أن يحدث توافدا جماهيريا مكثفا على المباريات في الملعب، وأن يحدث حركة رواج غير مسبوقة في المدن السياحية التي تجري بها الكان بفعل استغلال المناسبة من طرف كثير من جماهير المنتخبات المشاركة، والأجانب بصفة عامة لزيارة المغرب.

لكن عدم تنظيم كأس إفريقيا 2025 خلال فصل الصيف وتحويلها إلى شهر دجنبر، ليس بالأمر السيء كليا، ففي الشهر الأخير من السنة إيجابيات كثيرة قد تساعد على إجراء نسخة مثالية من حيث المستوى التقني وجودة المباريات، نظرا لكونها فترة منتصف الموسم، وتعرف توقفات كثيرة للبطولات الأوربية بسبب عطل أعياد الميلاد، بالإضافة إلى أن اللاعبين يكونون في أوج طراوتهم البدنية عكس فصل الصيف ونهاية الموسم حيث يبلغ التعب والإنهاك مبلغه من الجميع ويكون التفكير فقط في الخلود إلى فترة الراحة للعودة للمعسكرات الإعدادية بنَفَس جديد.

العامل الأكثر سلبية في تنظيم كأس إفريقيا للأمم خلال شهر دجنبر، هو أننا نتحدث عن فصل الشتاء وفترة مطيرة وأجواء مناخية متقلبة، مما قد يحول دون نجاح جماهيري كبير في الحضور إلى المباريات، وأيضا حصول الكثير من العوائق التنظيمية بفعل رداءة أحوال الطقس، وأيضا فهي فترة لحركية الحياة العامة في المغرب (دراسة – شغل – خدمات- تنقلات يومية) مما قد يتسبب في حالات اكتضاض في السير والجولان داخل المدن، واختناقات في حركة السير أكثر مما يحدث في الأيام العادية.

كأس إفريقيا للأمم 2025 هو “بروفا” تنظيمية جيدة للمغرب في أفق إحتضان كأس العالم 2030 بمعية إسبانيا والبرتغال، وأي فترة تم إقرارها يجب أن تتجند لها كل قوى الدولة من أجل إنجاح التنظيم وإعطاء صورة إيجابية على قدرة البلاد على استضافة كل المناسبات القارية والعالمية الضخمة.