الشرع يستبعد انضمام سوريا قريبا إلى “الاتفاقات الإبراهيمية” مع إسرائيل

أعرب الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، يوم الاثنين 22 شتنبر 2025، على هامش زيارته نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عن أمله في التوصل إلى اتفاقية أمنية من شأنها تخفيف التوترات مع الاحتلال الإسرائيلي، لكنه استبعد انضمام بلاده قريبا إلى “اتفاقات السلام الإبراهيمية” مع الدولة العبرية.
والتقى الشرع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. وقال متحدث باسم وزير الخارجية الأميركي في بيان إن روبيو تطر ق خلال لقائه بالشرع إلى الوضع بين سوريا وإسرائيل، مشددا على ضرورة انتهاز فرصة “بناء دولة مستقر ة وذات سيادة” في سوريا.
وحدد المسؤولون السوريون هدفا بإبرام اتفاقيات عسكرية وأمنية بحلول نهاية العام مع الاحتلال الإسرائيلي الذي شن قواتها هجمات متكررة على الأراضي السورية وسط الفوضى التي تسود البلاد منذ سقوط الأسد.
وأشار الشرع خلال اجتماع عقد في فندق بنيويورك على هامش قمة الأمم المتحدة إلى أن بلاده قد تناقش مسألة الجولان المحتل مع إسرائيل في حال التزمت الأخيرة بالتهدئة، مؤكدا في الوقت نفسه أن المفاوضات الهادفة للتوصل إلى اتفاق أمني مع الدولة العبرية بلغت مراحل “متقدمة”.
وتابع “آمل أن يتوج هذا الأمر باتفاق يحفظ سيادة سوريا ويطمئن بعض المخاوف الأمنية الموجودة عند إسرائيل”.
لكن الشرع اعتمد مقاربة حذرة لدى سؤاله عما إذا كانت سوريا ستنضم إلى ما يسمى “اتفاقيات إبراهام” التي طبعت بموجبها الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب علاقاتها مع إسرائيل عام 2020.
وقال “هناك فرق كبير ما بين سوريا والدول التي ذهبت في الاتفاقيات الإبراهيمية” إذ إن “إسرائيل لا تزال تحتل الجولان”، كما أن الدول “التي ذهبت باتفاقات إبراهيمية (…) ليست لديها حدود مجاورة مع إسرائيل”.
وأشار إلى أن إسرائيل نفذت منذ إطاحة نظام الأسد “تقريبا نحو ألف غارة دمرت فيها الكثير من المؤسسات السورية” كما أجرت ما يناهز “أربعمئة توغل عسكري بري داخل الأراضي السورية”.
واحتلت إسرائيل هضبة الجولان في حرب 1967، ثم ضمتها عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وفي أعقاب إطاحة الأسد، تقدمت القوات الإسرائيلية إلى مواقع في المنطقة العازلة في الجولان والقائمة بموجب اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
وشنت الدولة العبرية مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية، قائلة إن هدفها الحؤول دون استحواذ السلطات الجديدة على ترسانة الجيش السابق. وأعلنت مرارا تنفيذ عمليات برية وتوقيف أشخاص تشتبه بقيامهم بأنشطة “إرهابية” في الجنوب السوري.
وتطالب إسرائيل بأن يكون الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح.
ولا تزال سوريا وإسرائيل في حالة حرب رسميا، لكنهما بدأتا مفاوضات مباشرة بعد إطاحة الأسد، والتقى ممثلون للبلدين مرات عدة في الأشهر الأخيرة.
وأعرب الشرع عن شكوكه حيال نوايا إسرائيل، متسائلا عما إذا كانت الدولة العبرية تسعى إلى توسيع نفوذها في بلده، ومتهما إياها بانتهاك اتفاقيات السلام مع مصر والأردن.
وقال “ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار أن الشارع العربي والإسلامي حاليا لديه غضب كبير مما يحصل في غزة”، لافتا إلى أن “كل العالم يشاهد مشاهد التجويع والقتل”، وهذه “كلها عوامل تؤثر على المزاج العام، لأن النتيجة في نهاية المطاف نحن حكومة خرجنا في ظل الثورة، ونحن ينبغي أن نكون صدى لصوت الشعب”.