البيرنابيو ونهائي مونديال 2030
صحيفة ماركا التي “فجرت” أمس الجمعة 11 يوليوز 2025 خبر إسناد نهائي مونديال 2030 لملعب سانتياغو بيرنابيو بمدريد، هي نفسها التي جاءت بـ “سكوب” في ماي الماضي من مصادرها “المطلعة”، مُخبرة أن نفس الدورة ستشهد رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 64 منتخبا، وأن “الفيفا” بصدد زيادة ملاعب إسبانية أخرى كانت قد حُرمت من إدراجها في الملف المصادق عليه، قبل أن يتضح أن الأمر لا يتعلق سوى بواحدة من “القنابل الصوتية” التي تبرع الصحافة الرياضية الإسبانية في إطلاقها دفاعا عن مصالح بلادها خصوصا فيما يتعلق بتنظيم مناسبات كبيرة مثل كأس العالم لكرة القدم.
بدون هذه المفرقعات المقصودة، فالبيرنابيو كان منذ بداية ملف الترشيح هو الملعب الذي سيحتضن المباراة النهائية، وكان الإسبان (محور الملف آنذاك) يرونها نقطة غير قابلة للنقاش، قبل أن تجري مياه كثيرة تحت جسر الكرة الإسبانية وتتفجر فضائح الفساد في جامعتها وتتنازع لجنة الترشيح مع حكومة سانشيز حول الصلاحيات، الشيء الذي ضعف موقع إسبانيا في الملف وسمح للمغرب وفوزي لقجع أن يأخذ بزمامه ليحاول توجيه أنظار الفيفا إلى الإمتيازات التي يتوفر عليها ملعب بنسليمان بالمقارنة مع البيرنابيو والكامب نو.
قد يكون استضافة ملعب البيرنابيو لنهائي مونديال 2030 تم طرحه بين بيريز وإنفانتينو على هامش مباراة نصف نهاية مونديال الأندية، ومن الممكن أن فلورينتينو عبر لرئيس الفيفا عن استعداد ريال مدريد لكي تتخلى عن ملعبها ثلاثة أشهر قبل المونديال.. ولكن لا يمكن تصديق أن إنفانتينو يمكنه حسم هذا الأمر في لقاء عابر بمنصة شرفية دون اجتماع اللجنة التنفيدية للفيفا ودون بلاغ رسمي. ودون حتى علم الطرف المنافس الذي هو المغرب.
الراجح حسب اطلاعي الدقيق على تفاصيل الملف المغربي الإسباني البرتغالي أن الخبر هو محاولة من جامعة رافاييل لوزان للضغط على “الفيفا” لكي ترجح كفة البيرنابيو ، خصوصا وأن ملعبي بنسليمان والكامب نو ببرشلونة سيتوفران على تقنيات أكثر تطورا وطاقة استيعابية أكبر ، وفضاء خارجيا مساعدا على إقامة نهائي ناجح أفضل من ملعب ريال مدريد الذي ظهرت به عيوب كثيرة على مستوى موقعه غير المناسب وشكايات السكان المجاورين من الضجيج.
الأمر لم يحسم بعد، وحتى وإن حُسم لصالح سانتياغو بيرنابيو بناء على صفقة ما مع “الفيفا”.. فلن يكون مفاجئا أو مستجدا لم يكن في الحسبان، وهو الشيء الذي كان مقررا منذ البداية، بما يعني في هذه الحالة أن المباراة الإفتتاحية ستكون من نصيب ملعب الحسن الثاني ببنسليمان، وما على المغرب إلا العمل على استغلال ذلك بشكل جيد في التسويق لنفسه ولصورته أمام العالم، فالإفتتاح لا يقل أهمية عن مباراة النهائي من حيث الإهتمام والمتابعة الإعلامية والجماهيرية في مختلف قارات المعمور.