البوليساريو “تقصف” السمارة تزامنا مع ذكرى المسيرة

تعرضت مدينة السمارة لاستهداف جديد بثلاث قذائف، سمع دوي انفجاراتها خلال الساعات الأولى من يوم الأحد 5 نونبر الجاري، دون أن تخلّف إصابات، في ثاني هجوم يستهدف عمق الحاضرة المغربية، بعد هجوم أوّل نفذته جبهة البوليساريو متم أكتوبر وأودى بحياة شاب وجرح ثلاثة آخرين.

وتحدث منتدى “فارماروك”، المتخصص في تتبع الشؤون  العسكرية المغربية، عن استهداف العاصمة الروحية للصحراء بثلاث قذائف صاروخية سقطت بالقرب من مقر بعثة المينورسو والمطار العسكري للمدينة.

وتتزامن الهجمات الجديدة مع تخليد المغرب لذكرى المسيرة الخضراء التي نظمها المغاربة في 6 نونبر من سنة 1975 لإنهاء الاحتلال الإسباني لجنوب المملكة، بدعوة من الملك الراحل الحسن الثاني.

ويلقي الملك محمد السادس، مساء اليوم الاثنين ابتداء من الساعة الثامنة والنصف، خطابا بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة وسط استقرار عام في إدارة ملف الصحراء بمجلس الأمن الدولي، مقابل خروج هجمات البوليساريو إلى دائرة الضوء مع استهداف السمارة.

تنديد بالصحراء

 وخرج سكان السمارة والداخلة والعيون ومدن أخرى بالأقاليم الجنوبية للمغرب، يوم الأحد 5 نونبر الجاري، في مسيرات للتنديد بالاعتداء السابق للبوليساريو الذي وقع ليلة السبت الأحد 28-29 أكتوبر الفائت وأودى بحياة شاب في مقتبل العمر وخلّف ثلاثة مصابين.

وفي تصريحات إعلامية، أدان عدد من المنتخبين وشيوخ القبائل وممثلي المجتمع المدني، الذين جابوا الشوارع الرئيسية لتلك المدن، الاعتداءات الجبانة والإرهابية للبوليساريو، مؤكدين تجندهم من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد.

تصعيد البوليساريو 

وتتبنى البوليساريو التصعيد الحالي ضد المغرب الذي تحاول عبره إحداث تحوّل في حربها المعلنة ضد المملكة، بنقل ضرباتها إلى داخل الأقاليم الجنوبية، بعدما ظلت مركزة بالمناطق المحاذية للجدار وخاصة المحبس.

وتحدث زعيم البوليساريو إبراهيم غالي صراحة عن “أعمال قتالية نوعية” و”تجاوب الجماهير بالمناطق المحتلة” لحرب الجبهة على المغرب، في إشارة إلى من يساندون الطرح الانفصالي داخل الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وفي اجتماع عسكري حول الأعمال العدائية التي تشنها الجبهة ضد المغرب، عقده الأحد 5 نونبر الجاري، تحدث غالي عن “الأعمال القتالية النوعية والمتزايدة” التي تخوضها البوليساريو  وعن “نجاعة حرب الاستنزاف”.

وأشاد غالي ب”استماتة وتجاوب جماهير الشعب الصحراوي بالمناطق المحتلة رغم الحصار والتضييق الممنهج من طرف قوات الاحتلال المغربي”.

رد المغرب

وندد الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في مؤتمر صحافي عقده الإثنين 30 أكتوبر 2023 بمجلس الأمن الدولي، بالهجمات، مؤكدا أنها “لن تبقى بلا عقاب”.

وتحدث هلال عن مسؤولية الجزائر عن هذه الهجمات دون أن يسمّها، قائلا إن على المسؤولين عن هذه الهجمات “تحمل مسؤولياتهم القانونية والسياسية، وليس فقط من نفذوا هذه الهجمات، ولكن أيضا من يقفون وراءهم ويؤوونهم ويوفرون لهم الصواريخ والكاتيوشا والقذائف”.

وقف إطلاق النار

ونفذت البوليساريو هجماتها  بالتزامن مع تحضير مجلس الأمن الدولي قراره حول تمديد ولاية بعثة المينورسو إلى الصحراء، والذي أقر استمرار الولاية إلى غاية 31 أكتوبر 2024.

ولم يفت المجلس برأي واضح في الحرب المعلنة من جانب البوليساريو والتي سجل الأمين العام للأمم المتحدة آثارها في تقريره عن الوضع بالصحراء، لكنه دعا، بالمقابل، إلى الاحترام الكامل للاتفاقات العسكرية التي تم التوصل إليها مع البعثة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار.