البوليبساريو رفضت مقترح هدنة خلال شهر رمضان تقدمت به الأمم المتحدة
كشف التقرير الأخير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع في الصحراء، أن جبهة البوليساريو الانفصالية رفضت مقترحا تقدمت به بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء، بإعلان هدنة مؤقتة خلال شهر رمضان الماضي.
وكشف التقرير الذي أعده أنطونيو غوتريش بطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونُشر بداية غشت 2024، أن كلا من ممثله الخاص وقائد قوات بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو)، وجّها رسالة إلى كل من المغرب وجبهة البوليساريو نهاية شهر فبراير 2024، يدعوانهما فيها إلى هدنة ووقف مؤقت للمواجهات العسكرية خلال شهر رمضان الذي حلّ يوم 12 مارس 2024.
وأوضح التقرير أن القوات المسلحة الملكية ردّت على هذه الرسالة يوم 26 فبراير 2024، وجدّدت التأكيد على التزامها باحترام اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع الأمم المتحدة سنة 1991، مع تأكيد حقها في الرد على تحركات جبهة البوليساريو.
في المقابل، تأخر ردّ الجبهة الانفصالية إلى غاية 13 مارس 2024، أي بعد حلول شهر رمضان. وجاء في الردّ الذي قدّمته الجبهة أنه وفي غياب التعاطي مع ما سمّته الأسباب العميقة لإعلانها الانسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 1991، فإن كل كفّ للمواجهات لا يعني سوى تجاهل الواقع القائم على الأرض.
وشدّد التقرير على أن استمرار المواجهات المسلحة وغياب أي وقف لإطلاق النار، يعبّر عن تراجع واضح في مسار البحث عن حل سياسي لهذا النزاع الذي وصفه بالقديم. وأكدت الوثيقة أن وقف إطلاق النار يظل مطلبا حيويا.
التقرير قال إن الفترة التي يشملها، وتمتد من فاتح يوليوز 2023 إلى متم يونيو 2024، اتّسمت باستمرار مواجهات عسكرية ضعيفة الكثافة بين المغرب وجبهة البوليساريو.
وأوضح التقرير أن جلّ العمليات التي رصدتها بعثة الأمم المتحدة، من الجانبين، تركّزت في المنطقة الشمالية من الإقليم المعني بالنزاع، وتحديدا قرب من المحبس.
وعن كيفية رصدها لهذه العمليات العسكرية، قال التقرير إن البعثة الأممية رافقت القوات المسلحة الملكية عدة مرات، ووقفت على آثار مقذوفات متفجّرة.
وحرص التقرير على التوضيح أنه ولأسباب مرتبطة بالأمن والسلامة، فإن هذه الزيارات الميدانية لأماكن سقوط المقذوفات الصادرة عن جبهة البوليساريو، تتم بعد بضعة أيام من الحوادث، ما يجعل معرفة ما جرى بدقة كبيرة أمرا صعبا.
وفي أول تأكيد رسمي ومكتوب من جانب الأمم المتحدة لمسؤولية جبهة البوليساريو على عملية القصف التي تعرض لها حيّ سكني بمدينة السمارة نهاية أكتوبر 2023، قال التقرير إن تحقيقا أنجزته بعثة المينورسو خلص إلى أن المقذوفات المتفجرة أتت من ناحية الشرق، أي من الجانب الذي تتحرك فيه عناصر البوليساريو.
أما عن العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة الملكية في إطار هذه المواجهات العسكرية، فقال تقرير الأمين العام للأمم المتحدة إن المينورسو سجّلت معلومات عن ضربات تنفذها مسيّرات تابعة للقوات المغربية، تستهدف مواقع شرق الجدار الرملي.
وكشف التقرير أن البعثة الأممية تمكّنت من إنجاز تحقيقات حول عدد من هذه الضربات، ووقفت في مرات عديدة، على سقوط قتلى نتيجة لهذه الضربات الجوية.