story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

الإضراب ضد العنف المدرسي.. نقابي: المسؤولية تتحملها الحكومة وليس التلميذ

ص ص

شهد قطاع التعليم، يوم الأربعاء 16 أبريل 2025، إضراباً وطنياً عاماً دعت إليه النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية، احتجاجاً على تصاعد وتيرة العنف ضد الأطر التربوية والإدارية، وللمطالبة برد الاعتبار لنساء ورجال التعليم.

وجاء هذا الإضراب، وفقاً لبيان التنسيق النقابي الخماسي، حداداً على وفاة الأستاذة هاجر لبعكار، التي فارقت الحياة إثر اعتداء تعرضت له من طرف أحد المتدربين في معهد التكوين المهني بمدينة أرفود.

وعرفت المؤسسات التعليمية شللاً شبه تام، بعد الاستجابة الواسعة لنداء الإضراب، إذ تجاوزت نسبة المشاركة 85%، وفقاً لما أكده عبد الله غميمط، الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي.

وقال غميمط، في حدبث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن إضراب الشغيلة التعليمية جاء “كرد فعل واحتجاج على واقع العنف المدرسي، الذي برز كظاهرة متفاقمة في المؤسسات التعليمية، وحتى في مراكز التكوين المهني”.

وأوضح أن هيئة التدريس عبّرت، من خلال الإضراب والوقفات الاحتجاجية التي نُظمت على امتداد التراب الوطني، عن تضامنها مع ضحايا العنف المدرسي بشكل عام، ورفضها لما وصفه بـ”صمت وزارة التربية الوطنية” تجاه هذه الظاهرة.

وحمل غميمط وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مسؤولية تردي الأوضاع داخل المدرسة العمومية، سواء في علاقتها بالتلاميذ، أو بالمدرسين، أو بالأطر الإدارية.

وشدد على أن نساء ورجال التعليم يطالبون بما هو أبعد من تحسين أوضاعهم المادية، إذ ينادون بـ”رد الاعتبار للدور التربوي والتأطيري للأستاذ”، وتحصينه من الاعتداءات المتكررة داخل الفضاء المدرسي، ومن حملات التشويه الإعلامي التي تطاله، حسب تعبيره.

وفي هذا السياق، انتقد غميمط وسائل الإعلام، قائلاً إنها تساهم في تنامي هذه الظاهرة عبر “ممارسة التنمر على الأساتذة، وتقديم نقد غير بناء، مع الإساءة لصورة المدرس في المخيال الجمعي”.

كما اعتبر أن العنف المدرسي المتزايد ليس ظاهرة معزولة، بل هو نتاج “عنف اقتصادي وسياسي تمارسه الدولة ضد المدرسة العمومية، من خلال سياسات لا شعبية، واستيراد مخططات دولية فاشلة تم تنزيلها بشكل تعسفي”، مضيفاً أن التلميذ والأسرة أيضاً ضحيتان لهذا التدبير المختل.

وأكد غميمط أن الأطر التربوية والإدارية لا تحمل التلميذ ولا الأسرة مسؤولية ما يحدث، مشدداً على أن “المسؤولية الكاملة تتحملها الحكومة والوزارة الوصية”.

وأضاف أن الإضراب الإنذاري الذي نُظم اليوم “لن يكون سوى خطوة أولى، ستتلوها خطوات نضالية أخرى، من أجل إلزام وزارة التربية الوطنية باحترام التزاماتها ورد الاعتبار للأستاذ”.

وأشار إلى أن هذا الرد يجب أن يتم من خلال “الوفاء بالتعاقدات الاجتماعية، وتفعيل كل ما تم الاتفاق عليه في أعقاب الحراك الاجتماعي السابق، الذي أثمر اتفاقي 10 و26 دجنبر 2023”.

واستنكر ما وصفه بـ”تلكؤ” كل من الوزارة والحكومة في تنفيذ مضامين الاتفاقين، متذرعتين بمبررات وصفها بـ”غير الموضوعية”.

وختم غميمط تصريحه بالتأكيد على أن هذا التلكؤ هو ما يجعل نساء ورجال التعليم يشتغلون في ظروف صعبة، ويشعرون بـ”الحيف، والغبن، والتهميش”، وكأنهم “في مواجهة مفتوحة مع المجتمع، والرأسمال، وأعباء الواقع”، داعياً الوزارة إلى التقاط رسالة الإضراب قبل فوات الأوان.

خاضت الأطر التربوية بالمغرب، يوم الأربعاء 16 ابريل 2025، إضراباً وطنياً، تنديداً بالاعتداءات المتواصلة بحق نساء ورجال التعليم، والتي أسفرت الأحد الماضي عن وفاة أستاذة في مدينة أرفود.

وبالموازاة مع ذلك، خرجت الأطر في وقفات احتجاجية أمام المديريات الإقليمية والأكاديميات الجهوية، ندد فيها المتظاهرون بالعنف المدرسي، مطالبين الحكومة بحمايتهم من هذه الاعتداءات.

وحمل المتظاهرون، في الوقفات التي دعا إليها التنسيق النقابي الخماسي لقطاع التربية والتكوين، بالتزامن مع إضراب الحداد على روح أستاذة أرفود، مسؤولية الوضع الذي تعيشه المدرسة العمومية.

كما أدانوا جميع الاعتداءات التي يتعرض لها الأطر الإدارية والتربوية، الانتهاكات التي تطال حرمة المؤسسات التعليمية من طرف الغرباء، معربين عن استنكارهم أوضاع التعليم العمومي بالمغرب، “وما أصبحت تعيشه من عنف وتسيب واستهتار”.

ويعتبر التنسيق النقابي أن ظاهرة العنف في المدارس “نتاج لسياسة التفكيك الممنهج للتعليم العمومي، وللفشل الذريع لكل ما سمي بمخططات إصلاح منظومة التعليم وتحسين جودة التربية والتكوين”، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة تحولت إلى مصدر لتبديد المال العام، وهدره في غياب أية مساءلة ومحاسبة.

كما يطالب بإلغاء كل المذكرات التي تكرّس التساهل مع مظاهر العنف، والعمل على إشراك الأسر في ورشات للتوعية، وتضمين المقررات الدراسية والإعلامية قيم الاحترام والتعايش، إلى جانب تفعيل خلايا اليقظة وتوفير الموارد البشرية الكافية لضمان الأمن التربوي.

وتشدد النقابات التعليمية على أن معالجة الأزمة لا يمكن أن تتم دون “رد الاعتبار الحقيقي لنساء ورجال التعليم”، عبر تحسين وضعهم الاجتماعي والمهني وتنفيذ الالتزامات الحكومية، وعلى رأسها اتفاقا دجنبر 2023، وكل خلاصات اللجنة التقنية المتعلقة بالنظام الأساسي الجديد لموظفي وزارة التربية الوطنية.

وكان التنسيق النقابي لقطاع التعليم قد أعلن عن تنظيم وقفات احتجاجية خلال فترات الاستراحة صباحاً ومساء مع حمل الشارة يومي الإثنين والثلاثاء 14 و15 أبريل 2025، احتجاجاً على تفشي ظاهرة العنف. مع خوض الإضراب، يوم الأربعاء 16 أبريل، والحداد على روح أستاذة أرفود التي وصفها بـ”شهيدة الواجب”.

وفارقت الراحلة أستاذة اللغة الفرنسية بمعهد التكوين المهني بمدينة أرفود، التي كانت تسمى قيد حياتها هاجر، الحياة فجر يوم الأحد 13 أبريل 2025، بعد أسابيع من المعاناة داخل المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، حيث كانت ترقد بقسم العناية المركزة، منذ شهر رمضان الماضي، متأثرة بجروح خطيرة تعرضت لها نتيجة اعتداء بواسطة سلاح أبيض من طرف أحد طلبتها الذي يدرس بالمؤسسة نفسها.

وفي السياق، كشفت مصادر طبية لصحيفة “صوت المغرب”، أن الأستاذة توفيت نتيجة مضاعفات إصاباتها الخطيرة، بعد أسابيع من العلاج الذي كانت تخضع له منذ تعرضها للحادثة.

الواقعة التي هزت مدينة أرفود وأثارت تعاطفًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، تعود إلى يوم الخميس 27 مارس، حين تعرضت الأستاذة لاعتداء جسدي مفاجئ من طرف طالب يبلغ من العمر 21 سنة، في الشارع العام، باستخدام أداة حادة “شاقور”، حيث وثقت مقاطع مصورة لحظة الاعتداء وسقوط الأستاذة أرضاً.

وفي سياق متصل، تعرض مدير ثانوية في إقليم خنيفرة، مساء الخميس 3 أبريل 2025، لاعتداء وصفه نقابيون بـ”الشنيع” من طرف تلميذ أثناء تأديته لمهامه، مما أسفر عن إصابته بجروح على مستوى الرأس ونقله في حالة غيبوبة إلى المستشفى بمدينة خريبكة.

وأدانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في بلاغ رسمي اطلعت عليه صحيفة “صوت المعرب”، الاعتداء الذي تعرض له مدير ثانوية الحسن الأول بجماعة سبت أيت رحو، معربة عن عزمها متابعة الملف واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان حماية الأطر التربوية من مثل هذه الحوادث.

وقالت المديرية الإقليمية في خنيفرة، إن مدير الثانوية التأهيلية الحسن الأول بجماعة سبت أيت رحو “تعرض لاعتداء بالضرب والجرح، وهو يؤدي مهامه المعتادة مساء الخميس 3 أبريل 2025، على يد تلميذ بالمؤسسة”، مشيرة إلى أن الاعتداء تسبب له، وفقاً للمعاينة الأولية، في “جروح على مستوى الرأس، مما استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية”.