story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

“الأرض لمن يحرثها”.. الريسوني: تسليم الأسلحة أصبح واجبا

ص ص

طالب المفكر المقاصدي والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، الحكام العرب بتسليم أسلحتهم إلى “المقاومين والمجاهدين” باعتبارهم “المستحقين الحقيقيين” للدفاع عن الأوطان والمقدسات.

وأوضح الريسوني في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع “فايسبوك”، يوم السبت 16 غشت 2025، أن “الوقت قد آن لتسليم الأسلحة العاطلة والباطلة، إلى السادة المقاومين والمجاهدين المدافعين عن الأوطان والمقدسات والحقوق المسلوبة”، مؤكدا أن هذا هو السبيل الشرعي لاستخدام القوة.

واستحضر المفكر المقاصدي الشعار الذي رفعه الزعيم المغربي الراحل علال الفاسي: “الأرض لمن يحرثها”، قائلا “أتذكره وأقول: الأسلحة لمن يستحقها، والأسلحة لمن يستعملها في محلها”.

كما شدد على أن “الشعوب تنفق على الأسلحة للدفاع عن نفسها، عن حوزتها وأرضها وحقوقها وكرامتها، فهي أسلحة مملوكة للشعوب، ويجب على الحكام استعمالها حيث تريد الشعوب، وإلا وجب عليهم تسليمها إلى مستحقيها المجاهدين”، مؤكدا أن “هذا هو تسليم الأسلحة الشرعي الوحيد، الذي يأمر به الله عز وجل، وليس نزع الأسلحة وتسليمها الذي يأمر به الأعداء”.

واستنكر المتحدث، في هذا الصدد، انضمام بعض الدول العربية إلى إسرائيل وأمريكا في مطالبة المقاومة الفلسطينية واللبنانية بتسليم أسلحتها، بل والمشاركة في تنفيذ هذه المطالب و هو ما سماه “الجريمة الخيانية التاريخية”.

وأضاف الريسوني أن “الجيوش العربية تعدادها بالملايين، وأسلحتها لا تعد ولا تحصى، غير أن هذه الترسانة الضخمة لم تتحول إلى قوة رادعة أو دفاعية حقيقية” ، مذكرا في نفس الوقت بمعاهدة الدفاع العربي المشترك الموقعة في 17 يونيو 1950، وما نصت عليه من التزامات جماعية في حال تعرض أي دولة عربية لاعتداء، معتبرا أن المعاهدة “ظلت حبرا على ورق، وولدت ميتة”.

وأشار إلى أن “القمة العربية المنعقدة بمصر في مارس 2015 أقرت إنشاء قوة عربية مشتركة، إلا أن مصيرها لم يكن مختلفا عن باقي قرارات الجامعة العربية، إذ لم يتجاوز حدود الشعارات”.

كما انتقد الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ما وصفه بـ”الانحدار والتبعية”، مستنكرا وصول الأمر إلى “حد دخول دول عربية في تعاون وتحالف عسكري وأمني مع العدو الصهيوني، بينما تستمر إسرائيل في عربدتها العسكرية ضد لبنان وسوريا، وتواصل حرب الإبادة الوحشية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية”.

وتساءل: “أين هي الجيوش العربية؟ وأين أسلحتها المتراكمة؟ وأين معاهدة الدفاع المشترك؟ وأي فائدة للأموال العربية الخيالية التي تنفق وتهدر على الجيوش وأسلحتها، بينما الشعوب في أمس الحاجة لتلك الأموال؟”.

وختم أحمد الريسوني تدوينته بالاستشهاد بقوله تعالى:
{وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: 102]

*أكرم القصطلني.. صحافي متدرب