ابنة مارادونا تتهم الفريق الطبي بالتسبب في وفاة والدها

اتهمت دالما مارادونا، ابنة أسطورة كرة القدم الراحل دييغو أرماندو مارادونا، الفريق الطبي المشرف على رعايته بالتقصير، مؤكدة أن وفاته كانت “قابلة للتفادي” لو تم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة في الوقت المناسب، وذلك خلال شهادتها في اليوم الحادي عشر من المحاكمة الجارية بمدينة سان إيسيدرو، شمال العاصمة بوينس آيرس، لكشف ملابسات وفاة والدها.
وفي جلسة الاستماع، التي وصفتها وسائل الإعلام الأرجنتينية بالمؤثرة، قالت دالما، 38 عاماً، إن الأطباء المعنيين ضللوا العائلة بشكل ممنهج خلال الأسابيع الأخيرة من حياة والدها، وأوهموهم بأن حالته مستقرة وأنه يتلقى العناية اللازمة في المنزل الذي نُقل إليه بعد خضوعه لعملية جراحية دقيقة لإزالة ورم دموي في الرأس، في نونبر 2020.
وأشارت دالما إلى أن الطاقم الطبي أكد للعائلة أن نجم الكرة الأرجنتينية السابق سيتلقى رعاية صحية متكاملة داخل المنزل، تتضمن إشرافاً دائماً من أطباء وممرضين، وجود معدات طبية خاصة، وسيارة إسعاف مرابطة باستمرار، مضيفة: “لقد جعلونا نعتقد أن هذا هو الحل الأفضل… لكن الحقيقة أن لا شيء من ذلك حدث. المكان كان قذراً، ذو رائحة كريهة، والرعاية الطبية لم تكن موجودة فعلياً”.
وألقت دالما باللوم بشكل مباشر على الطبيب المعالج ليوبولدو لوكي، والطبيبة النفسية أغوستينا كوساتشوف، والطبيب النفسي كارلوس دياس، وهم من بين سبعة متهمين يواجهون تهمة “القتل العمد المحتمل” نتيجة الإهمال الطبي.
ويواجه المتهمون عقوبات تصل إلى السجن لمدة تتراوح بين 8 و25 عاماً، في حال إدانتهم.
وفي إفادتها، أكدت دالما أن الطبيب لوكي، الذي كانت تجمعه علاقة شخصية وثيقة بمارادونا، لم يكن يزور والدها سوى بين الفينة والأخرى، مشيرة إلى أن الفريق الطبي كان يتذرع في كثير من الأحيان بأن “مارادونا نائم” أو “لا يريد رؤية أحد”، وذلك لتبرير عزله ومنع أفراد العائلة من زيارته أو التدخل في حالته الصحية.
وتابعت: “لم تكن لدينا سلطة القرار، كنا نعبّر عن مخاوفنا، لكن لم نكن نملك صلاحية اتخاذ أي إجراء فعلي. بعد كل ما حدث، أدركنا أننا كنا مستبعدين عن الصورة”.
وتوفي مارادونا عن عمر يناهز 60 عاماً في 25 نونبر 2020، بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة أثناء فترة تعافيه في منزل خاص بمنطقة تيغري، شمال بوينس آيرس.
وكانت عملية نقله من المستشفى إلى المنزل قد تمت بعد أيام فقط من خضوعه لجراحة دقيقة في الدماغ، وسط وعود بتوفير بيئة رعاية متكاملة، وهو ما تقول العائلة إنه لم يتحقق.
وفي سياق متصل، أدلت صديقة مارادونا السابقة ووالدة أحد أبنائه، فيرونيكا أوخيدا، بشهادة أمام المحكمة الأسبوع الماضي، أكدت فيها أن نجم نابولي السابق بدا “معزولاً تماماً” في أشهره الأخيرة، وسط غياب شبه تام للرعاية والمراقبة الطبية الجادة.
وتستمر المحاكمة، التي انطلقت في 11 مارس الماضي، بمعدل جلستين أسبوعياً، ومن المرتقب أن تتواصل حتى يوليوز المقبل، في واحدة من أكثر القضايا التي تثير الجدل في الأرجنتين منذ وفاة مارادونا، الذي يُعد شخصية أيقونية في تاريخ كرة القدم العالمية.