أنشيلوتي المظلوم

قبل مباراة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، تسرب في وسائل إعلام إسبانية مقربة من النادي الملكي، أن إدارة النادي كانت من أولى رسائلها الواضحة لتشابي ألونسو أثناء التفاوض معه، تذكيره أن من يقرر في انتدابات اللاعبين هو الرئيس بيريز ومستشاريه التقنيين، وأن المدرب عليه فقط أن يرى كيف سيدبر التشكيلة التي ستوفرها له إدارة النادي..

فَهْمُ هذا المعطى يمكن أن يفسر الكثير من الأمور حول أسباب تراجع مستوى ريال مدريد هذا الموسم، وكيف تحمل المدرب كارلو أنشيلوتي وحده مسؤولية الهزائم التي تعرض لها الفريق، وكان عليه البقاء في الواجهة وحيدا لمواجهة تبعات قرارات لم يتخذها.

فإدارة النادي جلبت له كيليان مبابي وفرضت عليه أن يجد له مكانا أساسيا في هجوم الفريق، رغم أن خط هجوم ريال مدريد خلال الموسم الماضي “ما كان خاصو حتى خير” واستطاع الفريق بواسطته يفوز بلقبي الليغا والتشامبيينس.. كما أن إدارة النادي هي التي رفضت البحث عن بديل لتوني كروس وفرضت على أنشيلوتي أن “يتصرف” بإيجاد الطريقة التكتيكية التي تعوض الغياب المؤثر للألماني بتكليف لاعبين ليس لهم شيء من مواصفات قائد اللعب.. كما أن إدارة النادي هي التي فرضت على أنشيلوتي أن يتدبر مكانا أساسيا لتشواميني في أي مركز، لكي لا يجلس لاعب صرف عليه النادي 100 مليون أورو في كرسي الإحتياط وتفتضح صفقة أخرى خاسرة.. وبسبب ذلك أيضا لم يفهم أحد لماذا أنشيلوتي كان يترك مدافعا واعدا مثل أسينسيو ويقحم في مكانه تشواميني رغم مستواه الضعيف وكثرة أخطائه.

وأيضا أنشيلوتي تحمل لوحده تبعات رفض إدارة النادي التعاقد مع ظهيرين أيمن وأيسر في الميركاتو الشتوي، رغم إصابة كربخال وتراجع ميندي، وفرضت عليه الإدارة انه “يقضي” بلوكاس فاسكيز وفران غارسيا رغم مستواهما الكارثي الذي تسبب في كثير من الهزائم آخرها كان أمس امام البارصا، ليتم مسح كل شيء في الإيطالي.

ريال مدريد منذ عودة بيريز إلى الرئاسة وهي تقوم على سياسة لا تتنازل عنها، أي أن الإدارة هي اللي تحدد الأسماء التي ستأتي، والأسماء التي ستغادر، لأنها تعطي أهمية قصوى للجانب المالي وكل ما له علاقة بالعائدات المالية الآتية من التعاقدات مع اللاعبين، واستراتيجية التركيز على أسماء معينة لكي يتم تحويلها إلى نجوم عالمية تجلب صفقات الإشهار ومداخيل النقل التلفزيوني ومبيعات الأقمصة، أما الجانب التقني فتترك المدرب “يدبر لمحاينو” مع التشكيلة التي لديه، لكي يتحمل لوحده تبعات أي إخفاق أو هزيمة.

أما تشابي ألونسو، فأعتقد أن نجاحه مع ريال مدريد سيتوقف على كيفية تعامله مع من يوجدون مع الفريق أو آخرين جدد تم التعاقد معهم بدون استشارته، وكيف سيبدأ عمله وكيف سيتعامل مع فريق مليء بالنجوم أول مرة، وكيف سيتحمل الضغوط الرهيبة أثناء تدريب فريق من حجم ريال مدريد.

شخصيا أرى إحتمال فشل ألونسو أكثر من نجاحه، وإن كان ذلك سابقا لأوانه..وبسبب هذا هناك الكثيرون ممن كانوا يتمنون التعاقد مع الألماني  يورغن كلوب، لأن ريال مدريد عبر تاريخها دربها العشرات من المدربين الإسبان، لكن لا أحد فيهم  عرف طريقه إلى النجاح باستثناء ديل بوسكي الذي قد كان تكلف بتدريب الفريق بشكل مؤقت فإذا به يربح الكثير من الألقاب دون تخطيط مسبق.. في كل الأحوال أتمنى أن أكون مخطئا.